محمد بعجانو: تعدّد القراءات حالة حوارية تفاعلية
أكد الفنان النحّات محمد بعجانو أن للعمل الفني إيحاءات ومكوّنات تنتج عنها قراءات قد تتباين من متلقٍّ إلى آخر ومن شريحة ثقافية إلى أخرى وهذا التباين طبيعي عند الفنان لأنه يعكس حالة حوارية.
وقال الفنان بعجانو في تصريح لـ “البعث”: الفنان يقدّم عمله لكل المتلقين والمتذوقين للفن ولشرائح ثقافية متنوعة وهذا هو المفترض والمطلوب أصلاً منه كفنان، لذلك ليس لديّ أية مشكلة عندما تتعدد وتتنوع القراءات والإيحاءات بين متلقٍّ وآخر، بل على العكس تماما يجد الفنان نفسه متفاعلا ومتماهيا مع كل قراءة ورمز وفكرة الأمر الذي يحيل العمل الفني إلى عمل يضج بالحياة والتنوع وهنا تكمن قيمته المضافة جماليا وتعبيريا وتفاعلياً.
وأوضح الفنان بعجانو أن أعماله التي يشتغل عليها حاليا عنوانها “الحياة والفرح” تعبيرا عن إرادة الحياة المنتصرة دائما وتجسيد الفرح بالحياة فنيّا، حيث الوطن و الإنسان وجيش الوطن الصامد القوي ينتصرون ويتم التعبير عن هذا الفرح بالتمسك والتشبّث بالحياة. ولفت بعجانو أنه لكل فنان بصمته الخاصة به التي تميّزه عن غيره وهو يرسم هذه البصمة بإحساسه الروحي وهنا تتجلى العلاقة الحميمية التي تجمع بين الفنان وبين عمله وحبّه وعشقه للفن وأضاف: النحت كفن هو وصول الإنسان الواعي إلى الحقيقة الملموسة لأنه باللمس المحسوس يتم التثبت من الشيء بعيدا عن الغيبيات والنحت يقدم الحقيقة الكاملة المجرّدة. وبيّن بعجانو أن مسيرة عمله حملت عناوين عدة بدأها بمنحوتات عن “الإنسان والبيوت” للدلالة عن السكن والاستقرار ومن ثم الطيور للدلالة على السفر والتنقل والهجرة وبعدها “الأحصنة” تعبيرا عن الأصالة والشموخ والارتباط بالأرض ومن ثم “النسور” رمز للقوة وحبّ التجوال والبحث المستمر. وأكد الفنان بعجانو أن الوطن يبقى الحاضر الأكبر في عمله وفنّه ووجدانه مبيّنا أنه أنجز العديد من الأعمال حول قيمة الوطن ومكانته وحبّ الإنسان لوطنه ومن هذه الأعمال تجسيد الوطن في شجرة باسقة ترمز إلى الأسرة السورية الواحدة وكل غصن من أغصان هذه الشجرة يرمز إلى محافظة من المحافظات السورية وجذور هذه الشجرة راسخة في أرض الوطن وهناك عمل فني عن سفينة مهاجرة تتلاعب بها أمواج البحر تعبيرا عن أهمية التشبث بالعيش في الوطن لأنه كرامة الإنسان وهويته وأصله وأصالته.
مروان حويجة