مسبار لاستكشاف العواصف الشمسية
أطلقت وكالة الفضاء الأوروبية بالتعاون مع نظيرتها الأمريكية ناسا أمس المسبار (سولار أوربيتر) باتجاه الشمس لاستكشاف عواصفها المحملة بالجزيئات والتي يمكن أن تسبب أعطالا على الأرض. وذكرت وكالة فرانس برس أن صاروخا أمريكيا أطلق في إطار الشراكة مع ناسا مسبار وكالة الفضاء الأوروبية من كاب كانافيرال في ولاية فلوريدا وهو ينقل عشر أدوات علمية لمهمة تقدر كلفتها بمليار ونصف المليار يورو. وسيتمكن المسبار الأوروبي من خلال ست أدوات لالتقاط الصور عن بعد من أخذ صور للشمس على مسافة غير مسبوقة ما يظهر للمرة الأولى قطبي الشمس التي لا يعرف عنها حاليا سوى المناطق الاستوائية. وقال دانيال مولر الذي يعمل في مشروع الوكالة الأوروبية بعيد الإطلاق إن “الأمر كان مثاليا وبات لدينا الانطباع بأننا متصلون بالنظام الشمسي بأكمله”. بدوره أوضح الباحث في المعهد الوطني الفرنسي للبحوث العلمية ماتيو برتومييه أن مهمة (سولار أوربيتر) تتمثل بتمكين المسار من معاينة الشمس بصورة مباشرة، بينما قالت آن باكروس المسؤولة عن إدارة المهمة والحمولة في وكالة الفضاء الأوروبية إن الهدف الرئيسي للمهمة يكمن في “فهم كيف تكون الشمس غلافها الجوي وتتحكم به”. ومن المقرر أن يقترب المسبار بعد مروره بمداري الزهرة ثم بعطارد والذي تبلغ سرعته القصوى 245 ألف كيلومتر في الساعة إلى مسافة 42 مليون كيلومتر من الشمس أي أقل من ثلث المسافة بين الأرض والشمس. وستضاف البيانات الجديدة إلى تلك التي جمعها مسبار (باركر) الذي أطلقته ناسا في 2018. يذكر أن أعتى عاصفة شمسية في تاريخ البشرية حدثت في عام 1958 في ما عرف بـ (حدث كارينغتون) حيث أدت هذه الظاهرة إلى ضرب شبكة التلغراف في الولايات المتحدة فصعق التيار موظفين واحترق بعض الورق في المحطات.