مظاهرات شعبية حاشدة في المغرب وتونس رفضاً لـ “صفقة العار”
شهدت العاصمة المغربية مظاهرة شعبية حاشدة شارك فيها الآلاف تنديداً بما تسمى “صفقة القرن”، التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وجابت المظاهرة العديد من شوارع الرباط الرئيسية وصولاً إلى مبنى البرلمان، حيث رفع المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية وردّدوا الشعارات الرافضة والمندّدة بـ”صفقة القرن” وغيرها من المؤامرات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، وقال منظمو المظاهرة: “إنّ تحركهم تعبير من الشعب المغربي عن رفضه القاطع والمطلق لما تسمى صفقة القرن وتنديده بمخطط ترامب ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية وجعل القدس عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب وتهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية والإجهاز على الحقوق الوطنية لأصحاب الأرض الشرعيين في العودة وفي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”، كما أشار المنظمون إلى أن المظاهرة تهدف أيضاً لإظهار رفض المغاربة لكل محاولات التطبيع مع العدو الإسرائيلي والتي تشكل مدخلاً لتكريس الاحتلال على الأرض العربية.
وفي تونس، شهدت مدينة صفاقس مظاهرة انطلقت تحت شعار “إسقاط صفقة العار واجب وطني وقومي”، وشهدت مشاركة من مختلف مكوّنات المجتمع المدني والنقابات والهيئات الحقوقية وحشود من المواطنين.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وردّدوا الشعارات المندّدة بالصفقة واصفين إياها بـ”صفقة العار”، كما أحرقوا الأعلام الأمريكية.
وأكد المشاركون رفض التونسيين لكل المشاريع الصهيونية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهويد القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية وإلغاء الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، داعين إلى ضرورة التعجيل بسنّ قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني وعرضه على مجلس نواب الشعب للمصادقة عليه.
كما شهدت مدينة اسطنبول التركية مظاهرة شعبية حاشدة تنديداً ورفضاً للصفقة، وجاءت المظاهرة التي دعا إليها حزب السعادة التركي وشارك فيها آلاف المواطنين الأتراك وبينهم ممثلو أحزاب الشعب الجمهوري المعارض والمستقبل تعبيراً عن الدعم للقضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني لاسترجاع حقوقه وأراضيه ورفضاً لسياسات وممارسات كيان الاحتلال الإرهابية ضدّه.
وخلال المظاهرة، أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو في كلمة له أن القضية الفلسطينية قضية مفصلية ومصيرية، لافتاً إلى أن إفشال المخططات الإسرائيلية والأمريكية لن يكون إلا بالتضامن بين الشعوب والدول الإسلامية وخاصة المعنية بالمنطقة.
بدوره، أكد رئيس حزب السعادة التركي تامال كاراموللا أوغلو ضرورة النضال المشترك لمواجهة المؤامرات الإمبريالية والصهيونية التي تستهدف فلسطين والعالم الإسلامي بأكمله، مشيراً إلى أن الصفقة تهدف للقضاء على القضية الفلسطينية.
من جانبه جدّد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية التأكيد على أن “صفقة القرن” مرفوضة لأنها تضرب بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية وتصادر الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وأوضح، خلال كلمة في قمة الاتحاد الافريقي الـ33 في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، أن الصفقة لا تستند إلى المرجعيات الدولية وتنتهك القانون الدولي وتكرس الاحتلال، مشيراً إلى الرفض الدولي الواسع لها وإلى أن الولايات المتحدة لم تجد شريكاً دولياً واحداً يؤيدها. وشدّد اشتية على ضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس وضمان حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم.
ولفت اشتية إلى أن إنهاء الاحتلال يتطلب جهوداً دولية شاملة، داعياً الدول الأفريقية إلى تجديد رفضها للصفقة ومواصلة دعمها للشعب الفلسطيني وإلى دعم جهود عقد مؤتمر دولي للسلام تكون مرجعيته قرارات الأمم المتحدة وذلك بعد أن أثبتت الولايات المتحدة المنحازة للاحتلال أنها ليست وسيطاً نزيهاً.
ميدانياً، اقتحم 62 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت أمر شمال مدينة الخليل بالضفة الغربية واعتقلت أربعة فلسطينيين، بينهم فتى يبلغ من العمر 16 عاماً.
وتعليقاً على وضع الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال، حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين من تفاقم الأوضاع الصحية للأسرى المرضى في معتقلات الاحتلال، موضحةً أنهم يواجهون الموت البطيء بشكل يومي بسبب ممارسات سلطات الاحتلال وسياسة الإهمال الطبي المتعمد بحقهم. وقالت الهيئة: “إنّ 12 أسيراً مريضاً في معتقل الرملة بينهم مصابون بالرصاص وأمراض مزمنة وخبيثة ومعاقون يعانون من ظروف بالغة السوء والصعوبة جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد، حيث انعدام الخدمات الطبية وعدم تشخيص الحالات المرضية وانعدام تقديم العلاجات والأدوية اللازمة لهم ومساومتهم على العلاج وتقديم المسكنات.
واستشهد العام الماضي 5 أسرى في معتقلات الاحتلال جراء الإهمال الطبي، هم فارس بارود وعمر عوني يونس ونصار طقاطقة وبسام السايح وسامي أبو دياك، ما يرفع عدد الشهداء الأسرى إلى 222 أسيراً منذ عام 1967، ويواجه نحو 5 آلاف أسير فلسطيني داخل معتقلات الاحتلال ظروف اعتقال قاسية، حيث يعاني 1800 أسير منهم أمراضاً متعددة بسبب انتشار الأوبئة والجراثيم بينهم نحو 700 أسير بحاجة إلى تدخل علاجي عاجل وخاصة حالات الإصابة بالسرطان والفشل الكلوي والشلل النصفي.