الجيش السوري يتقدم نحو إدلب
ترجمة: هيفاء علي
عن موقع ريزو انترناسيونال 9/2/2020
استعاد الجيش السوري السيطرة على مدينة سراقب الاستراتيجية في 8 شباط، عند تقاطع طريقين رئيسيين في محافظة إدلب الشرقية. وهكذا تواصل القوات الحكومية عملياتها العسكرية التي بدأتها في منتصف شهر كانون الأول في هذا الجيب شمال غرب سورية الذي وقع تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية منذ أكثر من ثمانية أعوام، على الرغم من التحذيرات العديدة التي أطلقها النظام التركي بمهاجمة المواقع العسكرية السورية في المنطقة.
تقع مدينة سراقب على تقاطع طريقين رئيسيين هما M5 و M4 ، وتسعى الحكومة السورية إلى استعادتهما من أجل إنعاش اقتصاد دمرته قرابة تسع سنوات من الحرب. يربط طريق M5 حلب، ثاني أكبر مدينة في البلاد والرئة الاقتصادية السابقة في سورية، بالعاصمة دمشق ، بينما يربط طريق M4 حلب بمدينة اللاذقية الساحلية.
في نهاية شهر كانون الثاني الماضي، استعادت القوات الحكومية بدعم من الحلفاء، مدينة معرة النعمان الرئيسية، وهي ثاني أكبر مدينة في محافظة إدلب التي يمر منها أيضاً طريق M5 ، وهو أطول محور طرقي و الأكثر أهميةً في جميع أنحاء البلاد. ولا يزال أكثر من نصف محافظة إدلب والقطاعات المجاورة من محافظات حلب وحماة واللاذقية المجاورة يهيمن عليها إرهابيو “هيئة تحرير الشام”، و”فتح الشام” أفرع “القاعدة” وغيرها من الجماعات المتطرفة.
و تأتي هذه السلسلة من عمليات الجيش السوري في الوقت الذي أرسلت فيه تركيا، التي تدعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة ، في 7 شباط 350 مركبة محملة بقوات كوماندوس وذخيرة لتعزيز مواقعها في إدلب، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء الأناضول، في أعقاب مقتل أربعة من جنودها على يد الجيش السوري. وتعليقاً على الحادث، اتهمت موسكو أنقرة بعدم الوفاء بالتزاماتها في هذه المنطقة. وقيل: إن القوات التركية تعرضت لنيران الجيش السوري، في خضم عملية اجتثاث الإرهاب في المنطقة.
كما هددت تركيا في 8 شباط بالانتقام إذا تعرضت نقاطها العسكرية للهجوم في هذه المنطقة المطوقة من قبل القوات الحكومية من ثلاثة محاور، و التي يقطنها ثلاثة ملايين نسمة.
على موقع Twitter ، طمأنت وزارة الدفاع التركية في البداية: “مراكز المراقبة في إدلب لا تزال في الخدمة وقادرة على حماية نفسها بالأسلحة والمعدات التي لديها قبل التهديد: “في حالة حدوث هجوم جديد، سيتم تنفيذ الرد المناسب بأقوى طريقة ممكنة ، على أساس الحق في الدفاع عن النفس”.
وقال فرحتين ألتون ، المتحدث باسم الرئيس أردوغان: إن تطور الوضع في إدلب قد أصبح لا يطاق بالنسبة لأنقرة.
بالمقابل، كانت روسيا التي تدعم دمشق في الحرب ضد الجماعات الإرهابية، أعلنت في 6 شباط عن مقتل العديد من الخبراء العسكريين الروس في سورية خلال شهر كانون الثاني، ووفقاً لوزارة الخارجية الروسية، كان هؤلاء الخبراء مسؤولين عن تطبيق وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد في إدلب وفقاً للاتفاق الروسي التركي الصادر في أيلول 2018.
ولكن على الرغم من هذا الاتفاق، “لم يتقلص نشاط الإرهابيين بل على العكس عملوا على تكثيف هجماتهم في المنطقة ، وفقاً للبيان الصحفي الصادر عن الوزارة الذي أشار إلى عدد الشهداء والجرحى بين القوات السورية و المدنيين خارج منطقة التصعيد بالمئات”. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: إن الهجمات الإرهابية ضد الجيش السوري والبنية التحتية الروسية تنفذ من منطقة تسيطر عليها تركيا.