بومبيو يهاجم الصين في أتون معركتها ضد كورونا
ترجمة: البعث
عن موقع غلوبال تايمز 10/2/2020
رغم أن الصين لا تدخر وسعاً في معركتها ضد تفشي فيروس الالتهاب الرئوي الجديد “كورونا”، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لم يتخل عن تلطيخ سمعة ومهاجمة الصين، وهذا بحد ذاته لا ينطوي فقط على إهانة جهود الصين بل يتعداه إلى جنون العظمة لدى بومبيو وبالتالي أمريكا.
في اجتماع رابطة الحكام الوطنيين في واشنطن العاصمة قبل أيام، حذر حكام الولايات والأقاليم الأمريكية من “تبني عقلية حذرة” عند التعامل مع الصين، قائلين: إن الصين تستخدم الانفتاح الأمريكي “لتحقيق المكاسب على مستوى الدولة والمستوى المحلي”. لكن بومبيو في كلمته ركز على فكرة أن الصين ستكون سيئة، وأنتم “حكام الولايات والأقاليم الأمريكية” يجب أن تراقبوا كل التطورات.
لقد أظهر خطاب بومبيو موقفه وموقف بلاده الثابت تجاه الصين، سواء كان ذلك وجهة نظر أو محتوى الكلام ، فقد نقله عدة مرات في مناسبات مختلفة. ولكن مثل أي وقت آخر من قبل ، تم إلقاء هذا الخطاب لحكام الولايات، ومن خلال القيام بذلك، كان لدى بومبيو نية خبيثة أكثر.
يعتقد بعض المحللين أن الخطاب قد يكون بمثابة تعبئة سياسية من قبل بومبيو لحث حكام الولايات على توخي الحذر ضد الصين، ما يعني انتقال المنافسة الاستراتيجية بين الصين والولايات المتحدة إلى المستوى المحلي.
كما يعلم الجميع، فإن الولايات المتحدة نظام اتحادي ولكل ولاية قدر لا بأس به من الحكم الذاتي. بينما باقي الدول لها وجهات نظر مختلفة تجاه الصين والتي قد تختلف أيضاً مع موقف الحكومة الفيدرالية. كما أن بعض الدول حافظت على روابط وثيقة وتعاون ودية مع الصين رغم أن الحكومة الفيدرالية تأثرت إلى حد كبير بالسياسيين المتطرفين والمحافظين مثل بومبيو.
من الواضح أن بومبيو غير سعيد بهذا الأمر، فقد انتهز الفرصة لإيجاد خطأ مع حكام الولايات الذين حافظوا على موقف إيجابي تجاه الصين وضغطوا على جميع المحافظين للوقوف إلى جانب سياسة الصين.
لكن بومبيو لا يزال يرى الأشياء من خلال عدسة مدير وكالة المخابرات المركزية الذي يسيء للصين ويشوه سمعتها، فهو اعتاد الكذب والغش والسرقة، لذلك يعتقد أن الجميع مثله. وفي خطابه، تخيل أن المنظمة الثقافية الصينية البحتة تشبه فرع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ووصف الطلاب والباحثين الصينيين بأنهم عملاء استخبارات، وهذا يدل على أن عقله مليء بمخططات سياسية سيئة.
في الواقع، لن يأخذ أي شخص لديه عقلانية تشويه سمعة الصين من قبل بومبيو على محمل الجد، رغم أن الأخير بذل قصارى جهده لاتهام الصين ودق إسفين بين الصين والعالم، لكن جهوده لم تحقق سوى تأثير ضئيل، حتى حلفاء الولايات المتحدة بالكاد يرددون وجهات نظره ، لأن لديهم رأيهم الخاص.
أما داخل الولايات المتحدة قد تكون الأمور معقدة، إذ يؤكد بومبيو على أن الأمن القومي للولايات المتحدة سيكون له تأثير تقشعر له الأبدان، ولكن ليست هناك حاجة إلى المبالغة في تقدير الطاقة المدمرة لبومبيو. لذلك إن التنمية الصحية للعلاقات الصينية الأمريكية والتعاون الثنائي – وليس المواجهة – هي في صميم المصالح الأساسية للبلدين. بغض النظر عن كيفية تصرفات بومبيو بجنون ضد الصين، فإن هذه الحقيقة لم تتغير. هناك عدد محدود فقط من الشعب الأمريكي الذي يقف إلى جانب بومبيو.
ونحن لا يمكننا السيطرة على فم بومبيو، ومن شبه المؤكد أنه سيواصل شن هجمات ضد الصين. وما يمكن أن تفعله الصين هو الاستمرار في التحرك إلى الأمام حتى تخرج من نطاق إطلاق النار الذي يطلقه بومبيو.