سياسات ترامب ليست طبيعية
ترجمة: هناء شروف
عن الاوبزرفر 10/2/2020
مع دخولنا السنة الرابعة من رئاسة ترامب، من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن نذكّر أنفسنا يومياً بالسياسات التي اتبعها ترامب خلال سنوات رئاسته الثلاث. سياسياً بعد ثلاث سنوات من التوتر المتصاعد الخطير وغير الضروري مع إيران، بدأ دونالد ترامب العام الجديد من خلال خلق أزمة مع إيران عقب مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، في هجوم بطائرة من دون طيار والذي ردّت إيران عليه بهجوم على قاعدة عسكرية أمريكية في العراق، أسفر عن إصابة عدد من الجنود الأمريكيين بإصابات رضية في الدماغ كان الرئيس الأمريكي قد نفاها في البداية.
إن قائمة الإجراءات الداخلية المقيتة التي ارتكبها ترامب طويلة، بدءاً من السياسة التي تفصل الأطفال المهاجرين عن آبائهم واحتجازهم في أقفاص، إلى دعوة الرئيس للتحقيق مع منتقديه أو سجنهم أو عزلهم.
وحاول ترامب أيضاً التحايل على الكونغرس لتمويل جداره الحدودي من خلال أخذ أموال من الجيش وإرسال قوات أمريكية إلى الحدود -من غير المفترض أن يتمّ نشرها على الأراضي الأمريكية- كما بدأت إدارة ترامب رسمياً عملية انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، الأمر الذي سيجعل العالم ينظر إليه باعتباره أمراً لا يُغتفر. هذا ليس بالأمر الطبيعي، ففي حين يتمّ التعامل عالمياً مع المناخ على أنه يشكّل تهديداً خطيراً تنظر له واشنطن في كثير من الأحيان على أنه خلاف سياسي، يجب أن ينظر إلى تصرفات ترامب تجاه تجاهل مروّع للواقع الذي تعكسه، ويجب أن تتصدى إحدى أولويات الرئيس العليا للتهديد الوجودي لتغيّر المناخ، وليس إنكار وجوده واعتماد سياسات من شأنها أن تزيد الأمر سوءاً.
كما استمر ترامب في مهاجمة الناس بسبب عرقهم ودينهم بطرق تؤدي إلى تآكل نموذج أمريكا كمجتمع مرحّب ومتسامح ومتنوّع، وقال لأعضاء الكونغرس (وهم بالطبع أمريكيون): “للعودة والمساعدة في إصلاح الأماكن المهدمة والمليئة بالجريمة التي أتوا منها”. اتهم الناس بأنهم معادون للسامية وعرضهم للمساءلة عن ولائهم الوطني لأنهم لا يدعمون سياسات الحكومة الإسرائيلية الخطيرة بشكل أعمى، والقائمة تطول.
هذه السياسات غير طبيعية. إنها تقوض القيم الديمقراطية التي تجسّدها أمريكا، وتلحق الضرر بأمن أمريكا القومي. لكن يأمل ترامب بتطبيع أفعاله الهجومية والخطيرة من خلال القوة الهائلة وحجمها. هناك غموض وأكاذيب خلال السنوات الثلاث التي قضاها في منصبه، فقد قدّم أكثر من 15000 ادعاء كاذب أو مضلل، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست.
وبينما كانت السياسة الخارجية لترامب صادمة أوضحت فضيحة أوكرانيا اعتداء ترامب غير المسبوق والخطير على معايير الأمن القومي وأدت إلى مساءلته قانونياً. إضافة إلى ذلك، ألغى رئيس الولايات المتحدة رحلة لزيارة حليف الولايات الأمريكية -الدانمارك– لأن البلاد لم تبعه غرينلاند، على الرغم من أن الأمر يبدو كأنه مزحة.
قد لا نكون قادرين على تكريس المستوى نفسه من الغضب أو الرقابة على كل واحد من أعمال ترامب الدنيئة، لكن لا يمكننا أن نسمح له بأن ينظر إلى تصرفاته وأعماله على أنها طبيعية!.