“كورونا” ومكاسب أمريكا الأنانية
ترجمة: عناية ناصر
عن موقع غلوبال تايمز7/2/2020
بينما تسعى الصين لحشد جهود جماعية لمكافحة اندلاع فيروس كورونا، فإن بعض الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، تنتهز الفرصة لإثارة المتاعب ومهاجمة نظام الصين.
الحقيقة هي أن النظام الأمريكي ليس بنفس كفاءة النظام الصيني، فطريقة الولايات المتحدة بحل المشاكل تقوم على المماطلة والتسويف. على سبيل المثال، تختار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ببساطة بناء جدار حدودي لحل قضايا الهجرة غير الشرعية.
أراد ترامب بناء الجدار، لكن الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي يعارضونه. و يؤدي مثل هذا الموقف إلى التسويف والشكاوى العامة.غالباً ما يكون لمجموعات المصالح المختلفة (اللوبيات) مطالب وأهداف متباينة بشأن القضايا الرئيسية. وبالتالي، غالباً ما تكون الولايات المتحدة غير فعالة في حل المشكلات، بما في ذلك انتشار الأنفلونزا في الولايات المتحدة.
تحسب الولايات المتحدة دائماً التكلفة الاقتصادية عند الاستجابة لقضايا الصحة العامة وحالات الطوارئ. فعلى سبيل المثال، عندما اجتاحت الحرائق أنحاء كاليفورنيا في عام 2018، دفعت الحكومة المحلية للسجناء لرجال الإطفاء دولاراً فقط في الساعة للقضاء على الحرائق. وفي أجزاء كثيرة من الولايات المتحدة، تمت خصخصة عمليات مكافحة الحرائق وسلمت إلى الشركات التي تسعى إلى الربح. تعتمد هذه الخدمة الأساسية الآن على المقدار الذي يمكن للأشخاص دفعه. أما فيما يتعلق بالحكومة الصينية، فإن سلامة الناس هي أولوية قصوى. يمكن للحكومة الصينية أن تفي بمسؤولياتها من خلال القضاء التام على انتشار الفيروس.
كما أن الولايات المتحدة تميل إلى المبالغة في قضية حقوق الإنسان، إذ ادعت صحيفة نيويورك تايمز أن إغلاق الصين لمدينة ووهان بمقاطعة هوبى بوسط الصين “سيؤدي بالتأكيد إلى انتهاكات لحقوق الإنسان”. لكن هذا البيان غير أخلاقي ويشوه الحقيقة. لأنه في الأساس قضايا الصحة العامة ليست حقوق إنسان، ولا بد أن يكون هناك وقاية ومراقبة فعالة.
خلال وباء أنفلونزا الخنازير لم تقم الولايات المتحدة بعمليات تفتيش في المطارات والحدود بالسرعة المطلوبة، الأمر الذي أدى إلى فشلها في احتواء انتشار المرض. وخلال إعصار كاترينا في عام 2005 ، تضررت منازل السكان بسبب الفيضانات وتفشت السرقات. لماذا لم تتحدث الولايات المتحدة عن حقوق الإنسان عندها؟ عند مواجهة تحدي البقاء ، يجب أن تخضع حقوق الأفراد لاحتياجات الأغلبية. هذا هو الحال في كل من الأخلاقيات الشرقية والغربية. فعندما يتعلق الأمر بالحياة والموت ، يجب أولاً حل مشكلة البقاء على قيد الحياة قبل التفكير في كيفية العيش براحة أكبر.
رغم أن الولايات المتحدة تدعي أنها متسامحة مع الآراء المتنوعة، فإن انتقاد الصين هو الخطاب السياسي السائد. فكلما حدث خطأ ما في الصين، فإن العديد من وسائل الإعلام والسياسيين الأمريكيين ينسبون المشكلة باستمرار إلى النظام في الصين.
تحارب الصين فيروس كورونا بثقة. ومع ذلك ، فإن بعض التصريحات الصادرة من قبل الولايات المتحدة سلبية للغاية، نتيجة للتحامل الذي تتبعه واشنطن، والمعايير المزدوجة.
يميل بعض السياسيين الأمريكيين إلى تفسير القضايا غير السياسية من وجهة نظر سياسية، غير مدركين أن مثل هذه المشكلات تتطلب جهوداً عالمية. فبعض الاتهامات الأمريكية ضد الصين غير لائقة من الناحية الأخلاقية، والتي قد تؤثر سلباً على جهود العالم في التعامل بشكل مشترك مع فيروس كورونا، وغيرها من قضايا الصحة العامة المماثلة.
إن الهجوم على نظام الصين ينحرف بوضوح عن الاتجاه العام الذي تتضافر فيه جميع البلدان في جميع أنحاء العالم للتعامل مع قضايا الصحة العامة. تظهر مثل هذه الخطوة أن بعض السياسيين الأمريكيين يفتقرون إلى الضمير والروح الإنسانية، خاصةً عندما تفشل الولايات المتحدة في التعامل مع المشكلات المماثلة بشكل صحيح.