إصابة عشرات الفلسطينيين في قمع الاحتلال تظاهرة في البيرة
منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الثامن والعشرين من الشهر الماضي بنود ما تسمى “صفقة القرن”، تشهد مدن وبلدات الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر مظاهرات شعبية حاشدة رفضاً للصفقة المشؤومة، وتأكيداً على مواصلة النضال حتى إسقاطها وكل المؤامرات الرامية إلى النيل من حقوق الشعب الفلسطيني، حيث شارك، أمس، آلاف الفلسطينيين من مدن وبلدات الضفة الغربية في وقفتين احتجاجيتين بمدينة رام الله بالضفة الغربية وفي قطاع غزة المحاصر رفضاً لـ”الصفقة”. ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية الأعلام الفلسطينية ولافتات تندد بالصفقة المشؤومة، مؤكدين تمسكهم بحقوقهم الوطنية وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس، وضرورة إنهاء الانقسام لإفشال كل المخططات الأمريكية الإسرائيلية الرامية لتكريس الاحتلال. وفي قطاع غزة المحاصر، احتشد الفلسطينيون في ساحة الجندي المجهول بالتزامن مع الوقفة في مدينة رام الله، ورفعوا الأعلام الفلسطينية، وردّدوا هتافات تندد بالانحياز الأمريكي لكيان الاحتلال، وتشدد على رفض الصفقة وعلى التمسك بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين مهما بلغت التضحيات وبحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم.
إلى ذلك، قمعت قوات الاحتلال مظاهرة حاشدة منددة بـ”الصفقة” عند مدخل البيرة الشمالي بالضفة الغربية، حيث أطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام صوب آلاف الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح والعشرات بحالات اختناق.
إلى ذلك جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس التأكيد على رفض الفلسطينيين “صفقة القرن” التي تخالف كل قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وتقوّض إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967.
وقال عباس خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي: إن “صفقة القرن” الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية مخطط إسرائيلي بغطاء أمريكي لتكريس الاستيطان الاستعماري المخالف للقانون الدولي وضم معظم أراضي الضفة الغربية، وأوضح أن الشعب الفلسطيني لن يركع لأحد، وهو متمسك بحقوقه المشروعة، ولن يتنازل عنها، وسيواصل نضاله حتى إسقاط كل المؤامرات والمخططات الاستعمارية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال لوقف انتهاكاتها بحق الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم.
ودعا عباس الرباعية الدولية وأعضاء مجلس الأمن إلى عقد مؤتمر دولي بهدف تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها القرار 2334 الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ووقفه بشكل فوري.
في سياق آخر، اقتحمت قوات الاحتلال مع عدد من جرافاتها منطقة سدة الفحص جنوب الخليل بالضفة الغربية، وجرفت الطريق باتجاه بلدة يطا بهدف توسيع مستوطنة مقامة على أراضي الفلسطينيين في المنطقة.
واقتحمت قوات الاحتلال قرية حارس غرب مدينة سلفيت بالضفة، وجرفت 370 دونماً من أراضي الفلسطينيين الزراعية لتوسيع مستوطنة مقامة في المنطقة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم الحلزون شمال رام الله وبلدة بيت فجار في بيت لحم وكفر قليل في نابلس، واعتقلت أربعة فلسطينيين، فيما اقتحم مستوطنون قرية الجش في الجليل بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، واعتدوا على منازل وممتلكات الفلسطينيين، وأعطبوا إطارات أكثر من 70 مركبة.
واقتحم 123 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
في الأثناء، طالبت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية المجتمع الدولي بوقف مخططات الاحتلال لتهويد الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل بالضفة الغربية.
واستنكرت الأوقاف اقتحام قوات الاحتلال للحرم الإبراهيمي وطرد موظفي الأوقاف من داخله، مشيرةً إلى أن قوات الاحتلال تصعّد من اعتداءاتها على الحرم والبلدة القديمة في مدينة الخليل بهدف تنفيذ مخططاتها التهويدية، وفرض سيطرتها الكاملة على الحرم في انتهاك واضح للاتفاقيات والقوانين الدولية التي ضمنت حماية حرية العبادة.