مسيرات مليونية حاشدة في إيران في الذكرى الـ 41 لانتصار الثورة: مواصلة النضال حتى طرد القوات الأمريكية من غرب آسيا
أحيا الإيرانيون،أمس، الذكرى الحادية والأربعين لانتصار الثورة، بالمشاركة في مسيرات مليونية عمّت مختلف أنحاء إيران، حيث أكد المشاركون العزم على مواصلة النضال حتى إخراج كامل القوات الأمريكية المحتلة من منطقة غرب آسيا.
وحمل المشاركون الأعلام الإيرانية وأعلام دول محور المقاومة، سورية ولبنان والعراق وفلسطين واليمن، كما حملوا صور الشهيد قاسم سليماني، حيث تتزامن ذكرى انتصار الثورة مع حلول ذكرى أربعينية استشهاده، ورددوا شعارات التنديد بالولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي.
وأدان المشاركون في البيان الختامي للمسيرات المؤامرة الأمريكية الصهيونية الخبيثة المسماة “صفقة القرن”، مشددين على أن مآلها الزوال، ودعوا إلى مواصلة تقديم الدعم الشامل لمحور المقاومة وللشعب الفلسطيني حتى تحرير فلسطين المحتلة.
وأكد البيان الختامي أن قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باغتيال الفريق قاسم سليماني ورفاقه يثبت الطبيعة الإرهابية للإدارة الأمريكية.
وجاء في البيان أن “يوم الـ 11 من شباط هو بداية انتصار الشعب الإيراني على المستكبرين وناهبي ثروات الشعوب”، داعياً في هذا السياق إلى مواصلة العمل والجهود للحفاظ على مبادئ الثورة وتنفيذ تطلعات الشعب الإيراني في العزة والكرامة والاستقلال، ودعا إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات القادمة، وطالب المسؤولين بالاهتمام بالأمور المعيشية للمواطنين الإيرانيين، والعمل على ازدهار البلاد والنمو الاقتصادي لمواجهة نظام الهيمنة.
الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد أن صمود الشعب الإيراني هزم الولايات المتحدة الأمريكية، وأفشل مخططاتها لجعله خاضعاً ومنهوب الثروات، وقال: إن هذه المسيرات الحاشدة تعكس تمسّك الإيرانيين بحريتهم واستقلالهم، وهي أقوى رد على البيت الأبيض بعد الضغط الاقتصادي واغتيال الفريق سليماني.
ولفت روحاني إلى أن الأمريكيين أخطؤوا حين اعتقدوا أن الشعب الإيراني سيستسلم للضغوط، حيث كانوا يقولون إنه إذا استمرت إجراءات الحظر 3 أشهر، فسيضطر الإيرانيون للبحث عن الغذاء والدواء، لكننا استطعنا الصمود، وطوّرنا من قدراتنا، وحققنا نمواً اقتصادياً صناعياً وزراعياً رغم الحصار الكامل.
وأوضح روحاني أنه على مدى عامين استطاعت إيران تحقيق الاكتفاء الذاتي، حيث تنتج اليوم 126 مليون طن من المواد الغذائية و110 ملايين ليتر من البنزين، وتصدّر قسماً منه، وفي نهاية هذا العام ستتمكن من إنتاج ألف مليون متر مكعب من الغاز يومياً، كما تصنع 97 بالمئة من الأدوية في معاملها الخاصة، وتصدّر جزءاً كبيراً منها، وازدهرت فيها السياحة للعلاج الصحي، كما تنتج كل احتياجاتها العسكرية، وشدد على أن الشعب الإيراني لن يستسلم، وسيجبر أعداءه على الاستسلام، مبيناً أن ما ترتكبه الولايات المتحدة سيعود وباله على شعبها.
بدوره أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني أن المشاركة الجماهيرية الواسعة في المسيرات تمثّل القوة الأمثل لإشهارها بوجه أمريكا، وهي توجّه رسالة واضحة لواشنطن بأن الشعب الإيراني سيحافظ بقوة على مصالحه.
وبيّن أن الولايات المتحدة عدو خبيث لا يعترف بلغة الحوار والمنطق، معتبراً أن الخلاف بين إيران وواشنطن لا يمكن حله إلا بالقوة.
وأوضح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الأمريكيين، وعلى مدى 41 عاماً، يخطئون في حساباتهم حول الثورة الإسلامية الإيرانية، ما جعل الإيرانيين يقفون ضدهم متحدين، فيما أكد نائب القائد العام لحرس الثورة الإسلامية الأدميرال علي فدوى أن مشاركة الملايين في ذكرى انتصار الثورة اليوم تشكّل برهاناً على قدرات إيران وقوتها وردعاً لأي جهة قد تجرؤ على الاعتداء على البلاد.
إلى هذا شدد وزير الأمن الإيراني سيد محمود علوي على رفض إيران للمخطط المحكوم عليه بالفشل مسبقاً المسمى “صفقة القرن” والرامي لتصفية القضية الفلسطينية.
وعرضت وزارة الدفاع الإيرانية خلال مسيرات طهران، والتي شارك فيها سفير سورية الدكتور عدنان محمود، بعضاً من المعدات الدفاعية محلية الصنع، مثل القنابل الذكية والصواريخ الموجّهة الدقيقة وغيرها من التجهيزات، حيث أكد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أن قدرات إيران الدفاعية بلغت مستوى رادعاً لأي محاولة اعتداء عليها، وقال: “إن قدرات البلاد الدفاعية في مستوى بحيث لا يتجرأ الأعداء على التهديد والعدوان على البلاد”، مضيفاً: “ينبغي العمل بهذه الصورة في جميع المجالات وإن نكتسب القدرات كي لا نسمح لأحد على التجرؤ بالهجوم والعدوان”.
إلى ذلك حذّر رئيس دائرة استخبارات الحرس الثوري الإيراني الشيخ حسين طائب الدول الغربية وعملاءها من أي محاولات لإثارة الشغب في الداخل الإيراني، مشيراً إلى أن من يحاول إثارة الشغب سيتلقى صفعة مؤلمة من الأجهزة الأمنية في البلاد، وأضاف: إنه بفضل استخدام أساليب مهنية وأدوات استخبارية متطورة نمتلك إشرافاً جيداً فيما يتعلق بمخططات الأعداء في اجتذاب العملاء ومحاولات تغلغلهم عبر الأجواء الافتراضية.
وفي وقت لاحق، أكد ظريف أن جميع أبناء الشعب الإيراني متحدون للدفاع عن بلدهم، داعياً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التخلي عن أوهامه بخصوص إيران، وقال: “رسالتنا إلى ترامب وأذنابه.. حان الوقت لتتخلى عن أوهامك.. فعلى الرغم من كل التحديات والخلافات فإن جميع الإيرانيين، وعددهم 82 مليون نسمة متحدون للدفاع عن كرامتهم وبلدهم”، وأشار إلى المسيرات المليونية الحاشدة، وقال: “نزل حشد عظيم من أبناء الشعب الإيراني إلى الشوارع في مسيرات الذكرى الـ 41 لانتصار ثورتهم وتخليد ذكرى أبطالهم الشهداء”.
المشهد لم يختلف في مدينة كرمان، مسقط رأس الشهيد سليماني، حيث توافدت الحشود للمشاركة في الذكرى، والتي تزامنت مع ذكرى أربعين استشهاد الفريق سليماني، وقد رددت الحشود الهتافات المتمسّكة بمساره والمنددة بالولايات المتحدة.