أردوغان.. بداية النهاية
اعتقد زعيم النظام التركي رجب طيب أردوغان أن التهديد والوعيد، وإعطاء المهل قبل أن يقوم هو و”جنوده المحمديون” بإعادة الجيش العربي السوري وحلفائه إلى ما بعد النقاط التركية، سيجلب له دعماً كبيراً من واشنطن وحلف الناتو لتحقيق ذلك، ولكن حتى اللحظة لم يحصد إلا الخيبة والبيانات الحماسية، فلا الولايات المتحدة الأمريكية بوارد إنقاذه، ولا الناتو قادر على حمايته وحماية جنوده، فهل وقع أردوغان في فخ محكم بدأت معه مرحلة إقصائه عن المشهد التركي والإقليمي والدولي بشكل نهائي.
لقد ظن أردوغان أنه بالتصعيد العسكري والتهويل في مواجهة الجيش العربي السوري في إدلب وريف حلب سيمكنه مرة أخرى من الاستفادة من التناقضات السياسية الدولية لتحقيق المكاسب، ولكن أمام إصرار الجيش العربي السوري وحلفائه على مواصلة التقدّم، خاب أمله بحلفائه الذين استجداهم مراراً خلال الأيام الماضية لدعمه، فالولايات المتحدة الأمريكية وبعد بيانات طنانة من مسؤولي الخارجية بأن تركيا حليف قوي، وسنقف إلى جانبها، “مايك بومبيو- جيمس جيفري”، عاد وأفرغ مسؤول الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين رسالة الخارجية من الدعم عندما قلل من “احتمال تدخل بلاده عسكرياً في إدلب السورية”، ما يعني أن التعويل على الدعم الأمريكي سقط حتى الآن.
أما الناتو، ورغم أنه أصدر بياناً داعماً للعضو الأكبر في الناتو من الجانب الأوروبي، إلا أنه غير قادر نهائياً على تقديم أي دعم في كل ما يجري، فالبيان لا يعدو كونه إعلامياً، ولا يغني، ولا يسمّن من جوع، حتى البيانات التي جاءت من بعض الدول الأوروبية، كألمانيا مثلاً، كانت في السياق نفسه، فلا أحد يريد القتال، ولا أحد يريد أن ينسى الابتزاز الذي مارسه أردوغان في مسألة اللاجئين.. إذاً ماذا سيفعل أردوغان، هل يتابع مغامرته المجنونة، ويلقى مصير مجموعاته الإرهابية، أم يعود إلى الاتفاقات التي وقّعها في سوتشي وأستانا؟.
لقد أعلن المتحدّث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف أمس، إن “الكرملين لا يزال ملتزماً باتفاقية سوتشي.. ووفقاً لهذه الوثيقة، فإن الجانب التركي يتعهَّد بتحييد الجماعات الإرهابية المتمركزة في إدلب”، وهو ما أكدت عليه الخارجية الروسية أيضاً بأنها تؤيد “التنفيذ الشامل لمذكرة سوتشي الموقّعة في 17 أيلول 2018 “، ما يعني أنه لغاية اليوم لم يطبّق أردوغان التزاماته التي نصت عليها الاتفاقات الموقّعة بموجب لقاء أستانا، وبالتالي فإن ما يقوم به الجيش العربي السوري وحلفاؤه من عمليات عسكرية لطرد الإرهابيين في منطقة خفض التصعيد يأتي نتيجة تقاعس الجانب التركي عن تنفيذ التزاماته.
وعليه فإن المقامرة الجديدة لأردوغان للدفاع عن عصاباته القاعدية والداعشية لن تفلح في منع الجيش العربي السوري من متابعة مهامه الوطنية في تطهير الأرض السورية بالكامل من رجس الإرهاب، الذي كان لأردوغان وطغمته الحاكمة في أنقرة اليد الطولى في دعمهم، أما المواقف الأوروبية والأمريكية التي تعلن الدعم لأردوغان فهي، كما وصفها سفير سورية الدائم في الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري، بأنها “توريط لأنقرة لحسابات تتعلق بروسيا”، فهل تكون معركة تطهير إدلب بداية النهاية لأردوغان وعصابته الإخوانية؟.
سنان حسن