موسكو لأردوغان: العمليات العسكرية تستهدف التنظيمات الإرهابية فقط الخارجية: رأس النظام التركي منفصل عن الواقع وتهديداته جوفاء
أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن تهديدات رأس النظام التركي بضرب جنود الجيش العربي السوري تصريحات جوفاء فارغة وممجوجة لا تصدر إلا عن شخص منفصل عن الواقع، غير فاهم لمجريات الأوضاع والأمور، ولا تنم إلا عن جهل، فيما أكدت روسيا أن القوات الروسية وقوات الجيش السوري تستهدفان في عملياتهما التنظيمات الإرهابية فقط، محمّلة النظام التركي المسؤولية عن تصعيد التوتر في منطقة إدلب، ومشددة على “أن تركيا لا تلتزم بشكل مزمن بتعهداتها في إطار مذكرة سوتشي”.
وقال مصدر في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح: بعد انهيار تنظيماته الإرهابية التي يدعمها ويسلّحها ويدرّبها تحت ضربات الجيش العربي السوري، وبعد انكشاف أمره ودوره كأداة للإرهاب الدولي، ودمية بيد سيده الأمريكي، يخرج علينا رأس النظام التركي بتصريحات جوفاء فارغة وممجوجة لا تصدر إلا عن شخص منفصل عن الواقع، غير فاهم لمجريات الأوضاع والأمور، ولا تنم إلا عن جهل، ليهدّد بضرب جنود الجيش العربي السوري بعد أن تلقّى ضربات موجعة لجيشه من جهة ولإرهابييه من جهة أخرى. وأضاف المصدر: إن الجمهورية العربية السورية تؤكّد مجدداً الإصرار على الاستمرار في واجباتها الوطنية والدستورية في مكافحة التنظيمات الإرهابية على كامل الجغرافيا السورية، وتخليص أهلنا من نيرها، بما في ذلك فتح معابر إنسانية آمنة، والتي أعاقت المجموعات الإرهابية، المدعومة من رأس النظام التركي، خروج المدنيين عبرها لاستعمالهم دروعاً بشرية لها. وختم المصدر تصريحه بالقول: إن الجمهورية العربية السورية تؤكّد مجدداً أن أي وجود للقوات التركية على أراضيها هو وجود غير مشروع، وهو خرق فاضح للقانون الدولي، وتحمّل النظام التركي المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا الوجود.
في سياق متصل، أكد مدير قسم التحديات الجديدة والتهديدات بوزارة الخارجية الروسية، فلاديمير تارابرين، ردّاً على تهديدات أردوغان، أن القوات الروسية وقوات الجيش السوري تستهدفان في عملياتهما التنظيمات الإرهابية فقط، وقال: لقد أعلنا أكثر من مرة أن لا روسيا ولا القوات المسلحة السورية تقصفان السكان المدنيين، وكل الضربات توجّه إلى التشكيلات الإرهابية فقط، ولمن يحمل السلاح، ويحارب السلطات الشرعية”. وتواصل وحدات الجيش العربي السوري والقوات الحليفة لها عملياتها المكثّفة ضد تجمعات الإرهابيين ومقراتهم في ريفي إدلب وحلب مكبّدة إياهم خسائر فادحة.
إلى ذلك، أكد المتحدّث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، أن تواصل هجمات الإرهابيين في إدلب رغم تعهّد النظام التركي “بتحييدهم” هو أمر غير مقبول ومخالف لاتفاقات سوتشي، وقال: “إن تركيا تعهّدت بتحييد الإرهابيين في إدلب، لكنهم مازالوا يواصلون مهاجمة القوات السورية والمنشآت العسكرية الروسية، وهو أمر غير مقبول”، مشيراً إلى أن “الكرملين لا يزال متمسّكاً بوثيقة سوتشي”.
وكان بيسكوف أكد، أمس الأول، أن اعتداءات الإرهابيين من إدلب غير مقبولة، ويجب عدم السماح باستمرارها، مطالباً في هذا الصدد أردوغان بالالتزام بمسؤولياته المتعلّقة بمنطقة خفض التصعيد في إدلب وفق اتفاقات سوتشي.
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن السبب في أزمة إدلب هو عدم تنفيذ تركيا لالتزاماتها، وأضافت: إن العسكريين الروس يعملون في سورية ضمن اتفاقات سوتشي، مؤكّدة أن نقل النظام التركي المدرعات والأسلحة عبر الحدود إلى منطقة إدلب يفاقم الوضع هناك، وأشارت إلى أن الطريق السريع الذي يربط دمشق بحلب، حرر بشكل كامل من الإرهابيين.
وفي وقت لاحق، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن نجاحات الجيش السوري في إدلب سمحت بإنشاء منطقة آمنة هناك تنص عليها مذكرة سوتشي، بعد أن فشلت تركيا في تنفيذ هذه المهمة، وقال مدير مركز حميميم، التابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء يوري بورينكوف، في بيان: “بسط الجيش العربي السوري السيطرة على جانب من طريق M5 الدولي، وهزم التنظيمات الإرهابية التابعة لـ “هيئة تحرير الشام” والمتحالفة معها، التي كانت تستولي عليه”، وأضاف: “أسفر ذلك عن إنشاء منطقة آمنة تنص عليها مذكرة سوتشي”.
وأوضح مدير مركز حميميم أن “عملية الجيش العربي السوري يعود سببها إلى فشل الجانب التركي في تنفيذ البنود ذات الصلة في مذكرة سوتشي حول إقامة المنطقة منزوعة السلاح على طول حدود منطقة إدلب لخفض التصعيد”، وشدد على أن “أعمال الجيش العربي السوري سمحت بإنهاء هجمات الإرهابيين، ووضع حد لسقوط شهداء بين المدنيين جراء الاعتداءات وعمليات القصف من قبل الإرهابيين”.
من جانبها، قالت المتحدّثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي: “نرى أن سبب التدهور الحالي يعود إلى عدم التزام تركيا بشكل مزمن بتعهّداتها في إطار مذكرة سوتشي المبرمة يوم 17 أيلول 2018 ونقل عناصر موالية لها إلى شمال شرق سورية”.
وأكدت زاخاروفا أن روسيا “لا تزال متمسّكة بالاتفاقات التي تم التوصل إليها في إطار عملية أستانا، ومصممة على مواصلة العمل المشترك الرامي إلى تنفيذها بصورة كاملة”.
وتنتشر في بعض مناطق محافظة إدلب قوات للاحتلال التركي توغّلت تحت ستار اتفاق سوتشي، الذي يلزم النظام التركي بضمان انسحاب التنظيمات الإرهابية المتحالفة معه من منطقة خفض التصعيد، وسحب الأسلحة الثقيلة منها، لكن هذا النظام يواصل تقديم جميع أشكال الدعم العسكري واللوجستي للتنظيمات الإرهابية المنهارة أمام ضربات الجيش العربي السوري في ريف إدلب.
وفي سياق آخر، قالت زاخاروفا: “إن الضربات الإسرائيلية لا تمثّل انتهاكاً لسيادة الدولة السورية فقط، بل تهدد أيضاً حياة وسلامة المدنيين”، وبيّنت أن الطيران الحربي الإسرائيلي استغل أثناء تنفيذ اعتداءاته من خارج الأراضي السورية على بعض المناطق بريف دمشق في السادس من شباط الجاري وجود طائرة مدنية للاحتماء من منظومة الدفاع الجوي السورية وعرّض عشرات المدنيين كانوا على متن الطائرة للخطر.
وكان المتحدّث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء ايغور كوناشينكوف كشف في بيان يوم الجمعة الماضي أنه في الوقت الذي نفّذت فيه مقاتلات العدو الإسرائيلي من طراز “اف 16” اعتداءاتها من خارج الأراضي السورية على ضواحي دمشق وبالقرب من مطار دمشق الدولي كانت طائرة ركاب من طراز ايرباص 320 تحمل على متنها 172 شخصاً تستعد للهبوط في المطار، لافتاً إلى أن سلوك هيئة أركان العدو الإسرائيلي أثناء تنفيذها اعتداءاتها العسكرية الجوية “واستغلالها للطائرة المدنية بهدف إعاقة عمل منظومة الدفاع الجوي السورية باتا استراتيجية تنتهجها القوات الجوية الإسرائيلية، وهذا يؤكّد أنها لا تكترث بأرواح مئات المدنيين الأبرياء”.