الصفحة الاولىصحيفة البعث

رغم قرار مجلس الأمن.. تجدد المعارك قرب طرابلس

لم تمض ساعات على قرار من مجلس الأمن يلزم الأطراف الليبية بوقف إطلاق النار في البلاد، حتى تجددت الاشتباكات بين طرفي النزاع، وسقطت نحو 5 قذائف على منازل المدنيين في قصف عشوائي على مناطق في العاصمة الليبية طرابلس. وأفادت مصادر متطابقة عن اندلاع اشتباكات عنيفة في محيط مسجد أبو شعالة بمشروع الهضبة جنوب طرابلس، وقال: إن قذائف مدفعية سقطت على وسط العاصمة الليبية، ما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة أربعة أشخاص. كما أعلنت إدارة مطار معيتيقة الدولي تعليق رحلاته نتيجة تعرّضه للقصف. ولا تعمل في مطار معيتيقة الدولي سوى شركات طيران ليبية، تؤمّن رحلات داخلية وأخرى خارجية منتظمة مع كل من تونس والأردن وتركيا، ولم يتضح إن كان أي من المقذوفات قد أصاب منشآت أو مدارج المطار ذاته الذي يقع شرق العاصمة.

وكان مجلس الأمن صادق على قرار يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا التي تمزقها الحرب التي تشنها مجموعات إرهابية. وحصل نص القرار، الذي اقترحته بريطانيا، على 14 صوتاً من أصل 15، وامتنعت روسيا عن التصويت. واستغرق النقاش عدة أسابيع بسبب الخلافات الدولية العميقة بشأن الوضع في ليبيا، على الرغم من الاتفاق الأخير على إنهاء التدخل الأجنبي في البلاد، واستمرار حظر الأسلحة. وأكد القرار على الحاجة الماسة “إلى وقف دائم لإطلاق النار في أقرب فرصة ودون شروط مسبقة، وعبّر عن القلق من تدخّل المرتزقة والإرهابيين المتزايد في ليبيا.

وطالبت روسيا بتغيير مصطلح “المرتزقة” بعبارة “المقاتلين الإرهابيين الأجانب”، وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن الليبيين هم فقط من يجب أن يتخذوا القرار بشأن مستقبل بلادهم، مؤكداً أن موسكو امتنعت عن التصويت على مشروع قرار بريطاني بشأن ليبيا، لأنه ليس من الواضح ما إذا كانت جميع الأطراف المعنية مستعدة لتنفيذ قرارات برلين.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعتبر خلال مؤتمر صحفي الشهر الماضي أن مؤتمر برلين حول ليبيا “خطوة صغيرة” نحو تسوية الأزمة في هذا البلد، مشيراً إلى أن جهود الأطراف المعنية الرامية إلى إطلاق حوار جدي وبنّاء بين طرفي الأزمة في ليبيا لم تنجح بعد بسبب وجود خلافات كبيرة جداً في نهج الجانبين.

وقال نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن حول ليبيا: “امتنعنا عن التصويت بسبب عدم الوضوح بشأن مدى استعداد جميع الأطراف المعنية لتنفيذ قرارات مؤتمر برلين”، لافتاً إلى أن الليبيين هم فقط من يجب أن يتخذ القرار بشأن بلادهم.

في الأثناء، وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأزمة في ليبيا بأنها “فضيحة”، وقال: إن حظر الأسلحة الذي أقرته الأمم المتحدة ينتهك باستمرار على الرغم من التزام الدول المعنية بالأزمة في اجتماعها في برلين باحترام القرارات الأممية، واصفاً القتال بأنه “حرب بالوكالة”، وأنه أمر “غير مقبول”.