مجلس الشعب يتبنّى بالإجماع قراراً يدين “الإبادة الأرمنية”: جريمة عثمانية.. ومن أقسى الجرائم ضد الإنسانية
دمشق- البعث:
تبنّى مجلس الشعب بالإجماع، في جلسة ترأسها حموده صباغ رئيس المجلس، قراراً يدين ويقر جريمة الإبادة الجماعية المرتكبة بحق الأرمن على يد الدولة العثمانية، والتي حدثت على أراضي أرمينيا الغربية بين عامي 1915 و1923، وراح ضحيتها أكثر من مليون ونصف مليون مواطن أرمني.
وينص القرار على أن مجلس الشعب في الجمهورية العربية السورية، في جلسته المنعقدة الخميس 13-2-2020، يدين ويقر جريمة الإبادة الجماعية للأرمن على يد الدولة العثمانية بداية القرن العشرين، كما يدين أي محاولة من أي جهة كانت لإنكار هذه الجريمة، وتحريف الحقيقة التاريخية حولها، ويؤكّد أن هذه الجريمة هي من أقسى الجرائم ضد الإنسانية وأفظعها.
وأضاف القرار: إن المجلس، إذ يعبّر عن تعاطفه الكامل مع الشعب الأرمني الصديق، يقر أن الأرمن والسريان والآشوريين وغيرهم كانوا ضحية عمليات تصفية عرقية ممنهجة ومجازر جماعية على يد العثمانيين في تلك الفترة، ويدعو مجلس الشعب برلمانات العالم والرأي العام العالمي والمجتمع الدولي بأسره لإقرارها وإدانتها.
وفي كلمة له، قال رئيس المجلس: إننا ونحن نعيش عدواناً تركياً يستند إلى السلوك العثماني البغيض نتذكّر بخالص الألم والأسى الجريمة النكراء التي ارتكبها أجداد أردوغان ضد الشعب الأرمني الصديق، في إطار إبادة جماعية وقتل الرجال والنساء والشيوخ والأطفال، مبيناً أن السوريين هم الأكثر معرفة بهذا النوع من الجرائم العنصرية البشعة كونهم يتعرّضون لهذا النوع من الإرهاب الوحشي نفسه ومن المجرم نفسه، ولأن سورية استقبلت الهاربين من وحشية النظام العثماني الذين وجدوا لديها ملاذاً وأماناً.
وأشار صباغ إلى أن جرائم الإبادة البشعة ضد الشعوب لا يمكن أن تموت بالتقادم، خاصة وأن العثمانية الجديدة تستخدم الأساليب الإجرامية ذاتها، وبالتالي على البشرية اليوم واجب إنساني وأخلاقي وسياسي لإقرار هذه الجريمة وإدانتها بكل قوة وعدم نكرانها، وأكد أن إبادة أكثر من مليون ونصف مليون أرمني ليست مجرد حادث تاريخي، وإنما علامة سوداء في تاريخ البشرية تشبه جرائم الصهيونية المستمرة، وتستوجب الإدانة والإقرار لمنع أي قوة غاشمة بما فيها نظام أردوغان من التجرؤ على تكرار هذه الجريمة النكراء.
وختم صباغ كلامه بالقول: إن تصدي جنودنا الأبطال وشعبنا الأبي بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد للعدوان التركي الغاشم عمل تاريخي يهدف إلى منع ظهور وحش عثماني جديد يستكمل الجرائم العثمانية القديمة، وهو دفاع عن حاضرنا ومستقبلنا واستقلالنا وحريتنا.
وأكدت نورا أريسيان، عضو مجلس الشعب ورئيسة جمعية الصداقة البرلمانية السورية الأرمنية، أن إقرار جريمة إبادة الأرمن وإدانتها يسهم في منع تكرار هذه الجرائم بأشكال تشبه ما يحصل خلال الحرب الإرهابية التي تشن على سورية، ولا سيما مع بروز الوجه العدواني للنظام التركي، وأوضحت أن هذا الإقرار هو من أهم المبادئ والأهداف الوطنية لتعزيز القيم والحقوق والأمن، وبمثابة إعادة العدالة التاريخية للشعب الأرمني، ولا سيما للسوريين الأرمن، الذين أضحوا جزءاً لا يتجزأ من النسيج السوري، وأثبتوا وطنيتهم طوال عقود عديدة.
ولفتت أريسيان إلى أن إقرار إبادة الأرمن من قبل مجلس الشعب سيكون له أثر وبعد كبيرين، تجاه أن الشعب السوري هو أول من احتضن الأرمن الناجين من بطش الإبادة، وهو الذي عانى أيضاً من سياسة التتريك على مدى عقود طويلة، موضحة أن السياسات التركية الحالية مازالت تنتهج النهج العثماني ذاته بالاعتداء والقتل والإرهاب.
وشدد عدد من أعضاء المجلس خلال مداخلاتهم على أهمية الإدانة لعمليات الإبادة الجماعية للأرمن وسواهم من مكوّنات الشعب السوري المرتكبة من قبل العثمانيين القدماء والجدد، مشيرين إلى مدى بشاعة الجرائم والانتهاكات العثمانية ضد مكوّنات الشعب السوري وحقوق الإنسان من عرب وأكراد وشركس وآشور وسريان وغيرهم والتنكيل بهم وتعذيبهم.
وأوضح الأعضاء أن عمليات الإبادة الجماعية من قبل العثمانيين تتجدد اليوم في عهد نظام أردوغان وأدواته ومرتزقته بالمنطقة إلى جانب دعمه المستمر للتنظيمات الإرهابية، وإمعانه في تنفيذ مخططاته العدوانية التوسعية من خلال سياسة التغيير الديموغرافي والتتريك في المناطق التي يحتلها داخل الأراضي السورية وممارسته جرائم سلب الحقوق والممتلكات.
وطالب الأعضاء من المجلس التحرك قانونياً، وإنصاف الشعب الأرمني، وتعويضه مادياً ومعنوياً، وتمكينه من الاستفادة من الأملاك التركية الموجودة على الأراضي السورية، وإعادة تسمية الأسواق والشوارع والمعالم الأثرية بأسماء شهداء سورية بدلاً من الأسماء العثمانية.
وكانت جمعية الصداقة البرلمانية السورية الأرمنية في المجلس عقدت اجتماعاً في العشرين من الشهر الماضي برئاسة أريسيان، واقترحت فيه إصدار بيان بخصوص الاعتراف بإبادة الأرمن وإدانتها بناء على الحقائق التاريخية التي تؤكد إفناء الشعب الأرمني على أراضي أرمينيا الغربية بين عامي 1915 و1923.