“انتصار حلب”
لحظات تاريخية ومفصلية عاشتها حلب يوم أمس الأول وهي تعانق الفرح وتعزف لحن الخلود والانتصار الأكبر باستكمال تطهير مناطقها الغربية والجنوبية من دنس الإرهاب، حيث كانت ولسنوات طويلة مصدراً للخوف والقتل والخراب والتدمير.
انتصرت حلب، فأي الكلمات تلك التي تختزل هذا الفرح العارم، وأي المعاني التي تضاهي تضحيات أبطال الجيش العربي السوري ودماء الشهداء الطاهرة التي روّت تراب الوطن، حيث أينعت وأزهرت الفرح والنصر -خيوط شمس- أضاءت الفضاء والكلمات والقلوب بحب الوطن وحماة الديار وقائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد صانع النصر الكبير وحامل راية الأمة والعروبة عزة وكبرياءً وشموخاً.
حلب اليوم تروي قصة عشقها الأزلي وأسطورة صمودها وتحديها وتتزين بأوسمة النصر والبطولة تلمع على صدر قلعتها الشامخة، لتبدأ مرحلة جديدة من مشروع الإعمار والبناء وإعادة تأهيل ما خلفه الإرهاب من دمار وخراب في البنية التحتية وفي المنشآت والمعامل الإنتاجية والطرقات والجسور والأملاك العامة والخاصة في المناطق والقرى المحررة في غرب وجنوب المدينة، ما يستدعي استنفاراً حقيقياً لكل الجهود والإمكانات والطاقات للبدء فوراً بأعمال التأهيل ووضع رؤية متكاملة تشمل صيانة المرافق والطرق، وخاصة الطريق الدولية التي تربط حلب بالعاصمة وباقي المحافظة، لما لذلك من أهمية استراتيجية واقتصادية لها الكثير من الانعكاسات الإيجابية، ومن شأن ذلك أن يعزز من مكانة وموقع حلب وصدارتها كعاصمة للصناعة والاقتصاد في سورية.
لا شك أن المهمة صعبة قياساً إلى حجم التخريب والدمار الممنهج الذي خلفه الإرهاب، إلا أن ذلك لن يثني عزيمة وإرادة الجهات المعنية التي باشرت أعمالها المنوطة بها، ولكن يبقى المطلوب من الوزارات المعنية والمختصة أقصى درجات التشاركية والتنسيق، وبما يسرّع من وتائر العمل والإنجاز وفق برنامج زمني محدّد يسهّل ويبسّط الإجراءات ويعجّل من وضع المنشآت الصناعية العامة والخاصة في الخدمة والاستثمار نظراً لأهميتها وتنوّع صناعاتها ومنتجاتها، ولأنها تؤمّن المزيد من فرص العمل وتدعم المنتج الوطني، وتعزّز حالة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والمعيشي، وهو المنتظر خلال المرحلة القريبة جداً على وقع انتصارات جيشنا العظيم في معركة الشرف والكرامة التي يخوضها ضد الإرهاب وداعميه وكل أعداء الوطن.
معن الغادري