بدء فعاليات المؤتمر العام العاشر للاتحاد الرياضي العام الهلال: نخوض معركة وجود ومصير.. والنصر واحد في كل الميادين
دمشق-بسام عمار:
بدأ الاتحاد الرياضي العام مؤتمره العام العاشر تحت شعار “الرياضة فعل وانجاز لتبقى راية الوطن مرفوعة”، أمس في صالة الجلاء.
وافتتح أعمال المؤتمر الرفيق الأمين العام المساعد المهندس هلال الهلال، الذي نقل لأعضائه ومن خلالهم إلى الرياضيين وجماهير الرياضة في أرجاء الوطن تحيات السيد الرئيس بشار الأسد، راعي الرياضة والرياضيين، وصانع النصر العظيم، وتحيات قيادة وكوادر حزب البعث الذي يركّز جهوده اليوم على تطوير حياته الداخلية وتواصله مع المجتمع، وتعزيز حضوره في التصدي الكبير الذي تخوضه سورية ضد جحافل الظلام والإرهاب وحماتها، مبينا أن هذا التطوير النوعي يأتي استجابة لمتطلبات المرحلة ووفق توجيهات القائد الأسد الأمين العام للحزب.
وأكد الرفيق الهلال إن اهتمام الرياضيين بتطوير النشاطات الرياضية بجميع فروعها هو اهتمام وطني بكل ما في الوطنية من معنى، لأن الرياضة نشاط جامع يعزّز الانتماء للوطن في تهذيبه للنفس ورعايته لكمال الجسم والعقل، منوّهاً بأن هناك شعوراً عظيماً بالانتماء للوطن عندما يشاهد الرياضي علم بلاده يرتفع في المحافل الدولية عند فوزه، وهناك حماسة وفخر يعتريان نفوس الرياضيين عند سماعهم نشيدهم الوطني يدوي في العواصم العالمية، مؤكداً أن صوت سورية يُسمع في كل مكان، وقد عبّر شعار المؤتمر عن ذلك، مبيناً أنه لم يعد بالإمكان الفصل بين مجالات الحياة، لأننا نخوض معركة وجود ومصير، والنصر واحد لا يتجزأ فهو نصر في ميدان المواجهة على الجبهات، ونصر في ميدان الإنتاج، ونصر في الرياضة والعلم والثقافة، ونصر في ميدان البناء والعمل المثمر في كل القطاعات، مشدّداً على أن هذا هو الشعب السوري، ونشيده الوطني، وكلماته التي تملأ النفوس فخراً واعتزازاً هي ليست مجرد كلمات إنها واقع نعيشه رافعين رؤوسنا عالياً في زمن كثر فيه مطأطئوا الرؤوس، لافتاً إلى إن هذا الشعب أيضا يطرح اليوم في المنطقة الزمن البديل عن زمن الذل الذي ظنه المتخاذلون قدراً ومصيراً.. وزمن حماة الديار والميامين الذي يلغي زمن الجبناء.
وأكد الرفيق الأمين العام المساعد أن الرياضيين يعرفون، كما يعرف جميع أبناء الشعب العربي السوري وأبناء العروبة الشرفاء، الفرق الشاسع بين النصر والهزيمة، ووجّه تحية الوفاء والشكر لأبطال الجيش وهم يواجهون أعتى أعداء الوطن والإنسانية وأكثرهم وحشية وعدواناً، وقطعان الإرهاب وحماته بأرواح مفعمة بالعز والفخار، مشيراً إلى أنه لولا بطولاتهم لما قدرنا على عقد الاجتماعات ومواصلة الحياة، موجّهاً التحية كذلك لأرواح الشهداء، القدوة والمنارة التي تضيءُ الطريق نحو النصر المؤزّر، والتحية لأبناء الجولان الميامين، الذين احتفلوا بالذكرى الثامنة والثلاثين لإضرابهم الشهير وتمسّكهم بهويتهم السورية ورفضهم هوية الذل الصهيونية، مشدّداً على أن نضالهم وكفاحهم النوعي هو واحد من أهم مكوّنات نضال الشعب العربي السوري الشامل ومقاومته للعدو نفسه، مضيفاً: إن بواسل الجيش العربي السوري، وهم يحاربون أذناب الكيان الصهيوني وعملائه في الشمال، إنما تتجه أعينهم نحو الجنوب لتحرير جولاننا الغالي لأن تراب الوطن لا يتجزأ، والنصر إما أن يكون كاملاً أو لا يكون، موضحاً أن الوقوف في وجه أردوغان هو وقوف في وجه أسياده الصهاينة لأنه الأكثر تحالفاً مع الكيان الصهيوني منذ تأسيس الجمهورية التركية، وخاصة في مجال التعاون العسكري وصناعة الأسلحة، ولذلك عند أي انتصار لجنودنا البواسل ضده يسارع الكيان الصهيوني للعدوان على ضواحي دمشق لدعم عدوانه في الشمال.
ونوه الرفيق الهلال بأننا نشهد اهتماماً كبيراً في أنحاء عديدة من العالم لدراسة ما يسمّونه “بالظاهرة السورية”، ظاهرة الصمود الذي تحوّل إلى تصدٍ شاملٍ منذ بداية المعركة التاريخية على سورية، منوّهاً بأن السؤال الذي يحيرهم هو: من أين لسورية هذه القوة التي مكنتها من التصدي لما لا يستطيع أحد في هذا العالم التصدي له، حيث تستشف مراكز البحوث والدراسات عدداً من الظواهر السورية تصفها بالاستثنائية والمدهشة وأهمها: ظاهرة تصدي جيش وشعب في بلد صغير نامٍ لدول وقوى حشدت كل أسلحتها لمحاربته، بما في ذلك مئات الآلاف من المرتزقة الإرهابيين، حثالة البشر من جميع أنحاء العالم، وظاهرة صمود المجتمع السوري، وقدرته على تحمل هذه السنوات الطويلة من التدمير والقتل، ووقوفه مع جيشه ودولته وقائده على الرغم من محاولات تجويعه وإذلاله، وقدرة الدولة على تأمين الحاجات الأساسية رغم الحصار الاقتصادي غير المسبوق والحروب الإعلامية، والنفسية والدبلوماسية والسياسية التي لم يعرفها التاريخ المعاصر، مؤكداً أن أهم هذه الظواهر هي ظاهرة القائد المقاوم البطل، الذي لم تهزّه كل هذه المؤامرات وهذه الممارسات، فبقي صامداً مقداماً وصلباً.
وأردف الرفيق الهلال: ما أثار دهشة المراقبين هو استمرار الاستحقاقات الدستورية في أوقاتها والقيام بتطوير النظام السياسي بدستور جديد وعدد من القوانين النوعية، حيث يقارنون هذا الاستمرار والتطوير في الحياة السياسية مع ما يحصل في الدول الأخرى، كبيرها وصغيرها، لأنه عندما تقوم الحروب تعطّل الحكومات الحياة الدستورية وتمنع التجول وتعلن النفير العام وتوقف العمل بالقوانين العادية لصالح القوانين والمحاكم الاستثنائية وغيرها من الإجراءات المعروفة.
وأشار الرفيق الأمين العام المساعد الى أن اعداء سورية، عند بداية الحرب عليها، ظنّوا أنها ستنهار، وستتحوّل الأوضاع في المنطقة لصالحهم، لكن المدهش أن التصدي السوري قلب الموازين، حيث حصل تحول إيجابي في معسكر المقاومة والصمود مقابل تحوّل سلبي في المعسكر المعادي، فبدل أن يرونا مهزومين ها هم يواجهون اليوم محور مقاومة أكثر قوة وتماسكاً، ويرون تحالفاً بين المقاومة ومحور الاستقلال، الذي يتسع باستمرار رافضاً أحادية القطب وكل أشكال الهيمنة والاستعمار الجديد، منوّهاً بأن التصدي السوري أسهم إسهاماً نوعياً في تعزيز الرفض العالمي للأحادية الأمريكية، وأخذ هذا الرفض يتزايد، والتحوّل دخل إلى المعسكر الأمريكي نفسه، لافتاً إلى أن الرؤوس الحامية في الولايات المتحدة وفي الكيان الصهيوني لا تريد التعلّم من الواقع المحسوس، ولا قراءة التطوّرات قراءة موضوعية وإنما هم ماضون في أوهامهم محاولين إنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر مشاريع جديدة، وفي هذا الإطار تأتي ما تسمى “بصفقة القرن” وهي المولود المشوَّه لمشروع “الشرق الأوسط الجديد” لكنه مولود ولد ميتاً تماماً كما حصل لاتفاق 17 أيار المشؤوم مع لبنان وغيره من المشاريع الفاشلة.
ونوّه الرفيق الهلال إلى أنه من جملة مشاريعهم وأساليبهم الاستعمارية لإخضاع سورية بعد أن عجز الإرهاب عن القيام بهذه المهمة، العدوان الأمريكي والاحتلال المباشر لجزء من الأرض السورية المقدّسة، وتصعيد دور تركيا في العدوان على سورية، مستخدمين بذلك عقل أردوغان المريض المشبع بالأحلام العثمانية، وفي الإطار نفسه يأتي اختراع آليات جديدة من الحصار الاقتصادي، وتهديد كل من يتعامل اقتصادياً مع سورية، في محاولة لخلق إشكال بين الشعب ودولته الوطنية، أي تخريبها من داخل الوحدة الوطنية والتماسك الوطني، مؤكداً أن هذه الأساليب المستجدة يواجهها الشعب السوري بكل قواه وبتعزيز صموده أمام الظروف الاقتصادية الصعبة، وبدعم جيشه البطل في الميدان، وتعزيز ثقته بالنصر.
وختم الرفيق الهلال حديثه بالتأكيد على أن قوة سورية ومنعتها تأتي من الشعب الذي تمرّس على التمسّك بالاستقلال، وهو سليل أمة كانت حاضرة ومعطاءة في كل مراحل التاريخ، ويعرف سر الانتصار عليهم عبر تجارب نضالية عديدة منذ بداية القرن العشرين، فالأعداء هم أنفسهم أمريكا والناتو والكيان الصهيوني والنظام التركي، كذلك هو شعبٍ يعزّز باستمرار روابطه مع أصدقائه وحلفائه الذين يقاسمونه المعركة نفسها، ضد الإرهاب والهيمنة، ويقوده قائد أضحى بصلابته وحكمته وشجاعته صانع تاريخ جديد لشعبه وللمنطقة، وواحداً من أهم المسهمين في دفن نظام عالمي أحادي، وفي إنشاء نظام عالمي جديد، قائد قوي بشعبه فقوي شعبه به، متمنياً للمؤتمر النجاح في أعماله.
بدوره أكد الرفيق موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام أن الرياضة السورية تواجدت في كل المحافل، رغم كل الحرب التي تشن عليها من قرارات حرمان ومنع واعتداء بالقذائف وارتقاء أكثر من 500 شهيد رياضي، بل وكانت سفيراً فوق العادة لوطننا، حيث استطاع أبطالنا وبطلاتنا حصد 2600 ميدالية متنوّعة، رفع فيها العلم والنشيد السوري 528 مرة، مستمدين عزيمتهم وإرادتهم من قوة وشموخ جيشنا الباسل الذي سطّر ومازال ملاحم البطولة والفداء لحماية سورية الوطن أرضاً وشعباً، وأضاف: إن الاتحاد الرياضي العام الذي تأسس في عام 1971 بمكرمة من القائد المؤسس حافظ الأسد يتابع اليوم بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد مسيرة البناء والتطوير على كافة الصعد، وتحقق لرياضينا الكثير من المكتسبات والانجازات والبطولات، مبيناً أن ما تحقّق في دورة العمل التاسعة تؤكّد أن هناك خطوات هامة قد انجزت وأخرى قد تعثّرت، وهذا يتطلب تفعيل أكبر لمهامنا ودورنا ومسؤولياتنا، بالتعاون مع كافة الجهات المعنية بالشأن الرياضي لتنميته أيضاً.
وتضمن حفل الافتتاح تقديم العديد من الفقرات الفنية وسلسلة عروض رياضية بمشاركة واسعة من رياضيي سورية.
حضر الافتتاح الرفاق نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية وأعضاء القيادة المركزية وعدّد من الأمناء العامين لأحزاب الجبهة ووزير التربية وأمناء فروع الحزب بدمشق وريفها والجامعة والقنيطرة وحشد من الحضور.
وتتضمن فعاليات المؤتمر مناقشة التقرير العام والواقع الرياضي، وصياغة المقترحات والتوصيات وإقرارها، والتصويت على أسماء المجلس المركزي للدورة العاشرة.