ترميم 60 مركزاً صحياً و25 في خطة 2020 30 صينياً قدموا عبر جديدة يابوس ولم يتمّ تسجيل أية إصابة بـ”كورونا”
دمشق – ميس خليل
اتخذت وزارة الصحة تدابير مشدّدة على المعابر الحدودية لمراقبة الوضع الصحي للوافدين ولرصد أية حالات مشتبه بها بالإصابة بفيروس كورونا مع تسارع انتشاره عالمياً، كما تم وضع خطة سمّيت الخطة الوطنية لمكافحة هذا المرض تشمل وضع فريق طبي ونقطة طبية على كل معبر من معابر الدخول.
مدير صحة ريف دمشق الدكتور ياسين نعنوس أوضح في تصريح خاص لـ”البعث”، أنه تم وضع نقطة طبية ضمن مبنى الهجرة والجوازات على المعبر الحدودي في جديدة يابوس، وفريق طبي مؤلف من طبيب على مدار 24 ساعة، إضافة إلى 3 ممرضين من أجل فحص جميع القادمين إلى هذا المعبر الذي يصل إليه يومياً ما يقارب 4500 إلى 5000 قادم، مشيراً إلى أنه يتم فحص القادمين من خلال المسح الحراري، وفي حال وجود أي مصاب بارتفاع الحرارة يدخل إلى النقطة الطبية ويُجرى الفحص الكامل له من خلال فحص البلعوم والصدر، إضافة إلى السؤال عن الأعراض التي يشكو منها وبناء على ذلك يتم التأكد من أنه مشتبه أو غير مشتبه، ونتيجة لذلك لم يتم تسجيل أي مشتبه على هذا المعبر على الإطلاق، إضافة إلى ذلك تم إحداث سجل خاص للقادمين من الصين سواء كانوا سوريين أم صينيين ووصل عدد القادمين إلى الآن إلى 30 مواطناً صينياً قادماً من الصين وليس من المنطقة الموبوءة “مقاطعة ووهان”، خرج منهم خلال الفترة الماضية 22 وبقي 8 صينيين موجودين في سورية حالياً وهؤلاء لديهم عقود عمل هنا، كما تم تسجيل جميع البيانات لهؤلاء الأشخاص ومتابعتهم بشكل يومي إما من خلال فريق يزورهم على العنوان الذي تم الحصول عليه منهم وإما من خلال أرقام تلفوناتهم، ويتم التواصل معهم بشكل يومي من خلال أطبائنا للتأكد من عدم وجود أي أعراض، وهم متابعون جيداً ولا يوجد أي حالة مصابة بينهم حتى الآن.
أما بالنسبة للسوريين القادمين من الصين فوصل العدد إلى 94 سورياً تم الحصول على بياناتهم وعناوينهم أيضاً وتتم الزيارة لهم بشكل يومي والاتصال الهاتفي معهم، وإعطاؤهم عدة تعليمات أنه في حال ظهور أية أعراض لابد من التواصل معنا، كما أنه لا يوجد من بين هؤلاء أي مصاب.
وذكر نعنوس أن الإجراءات نفسها يتم اتباعها من مديرية صحة دمشق في مطار دمشق الدولي وفي المعابر الحدودية الأخرى أيضاً وعن طريق الموانئ، مؤكداً أنه لا يوجد أي حالة مشتبه بها أو مصابة بفيروس كورونا في سورية حتى الآن، مبيّناً أنه تمت إقامة عدة محاضرات في المشافي ونقابة أطباء ريف دمشق من أجل التعريف بالفيروسات عموماً وبـ”كورونا” خصوصاً بهدف الوقاية من المرض بشكل كامل.
إعادة تأهيل
وفي الحديث عن خطة المديرية لإعادة تأهيل المراكز الصحية والمشافي التي خرجت من الخدمة بفعل الإرهاب، ذكر نعنوس أنه كان لدى المديرية 190 مركزاً صحياً ونقطة طبية قبل عام 2011، وخلال الحرب خرج من هذه المراكز نصفها، مشيراً إلى أنه بمجرد أن تم الإعلان عن التحرير الكامل لريف دمشق قمنا بالدخول إلى تلك المناطق وترميم المراكز الصحية وتم ترميم أكثر من 60 مركزاً صحياً وما زال هناك 25 مركزاً صحياً بحاجة إلى إعادة تأهيل وهي موضوعة ضمن خطة عامي 2020 – 2021، حيث إن هناك مجموعة من المراكز الصحية الموجودة في الغوطة الشرقية أو في منطقة النشابية ستتم إعادة تأهيلها هذا العام.
أما فيما يخص المشافي فأوضح نعنوس وجود 4 مشافٍ ضمن الخدمة حالياً، مع العلم أنه أثناء الأزمة لم يتبقَّ إلا مشفى واحد هو مشفى القطيفة وهو المشفى المركزي الوحيد بريف دمشق الذي يعمل، وتمت زيادة عدد الأسرة فيه من 60 إلى 120 سريراً بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية له، كما أنه بمجرد تحرير منطقة الزبداني تمت إعادة مشفى الجرجانية إلى الخدمة ومشفى جيرود أيضاً.
أما بالنسبة لمشفى قطنا فوصل البناء فيه في عام 2011 إلى 60% تقريباً، ونتيجة توجيهات وزير الصحة بإعادة استكمال بنائه في عام 2015 تم وضعه في الخدمة في بداية عام 2016، ويحوي 78 سريراً ويعمل بطاقة استيعابية كبيرة ويقدّم جميع الخدمات المطلوبة للمراجعين.
خارج الخدمة
أما المشافي الأخرى التي خرجت عن الخدمة وما زالت، فهي –حسب نعنوس- مشافي دوما وحرستا والنشابية والمليحة وداريا، ولكن بدأنا بترميم مشفى المليحة وحرستا منذ أكثر من عام، إضافة إلى ذلك قامت وزارة الصحة باستلام مشفى موجود في كفربطنا يتبع لجمعية السل وهي جمعية علمية وتم ترميمه منذ أكثر من عام وهو بحاجة إلى بعض الوقت لاستكماله، كذلك تقوم مديرية صحة ريف دمشق باستكمال بناء مشفيي الكسوة والرحيبة بعد أن وصلت نسبة الإنجاز فيهما إلى 65%، وبعد توقف أعمال البناء خلال الحرب تم البدء باستكمال البناء منذ عام تقريباً.
وبيّن مدير الصحة أنه خلال الأزمة لم تتوقف المديرية عن تطوير الخدمات الطبية المقدمة ضمن ريف دمشق، فعلى سبيل المثال تم إنشاء مركز للمعالجة الفيزيائية في منطقة جديدة عرطوز منذ أكثر من عامين وافتتاح مركز للتلاسيميا هو المركز الأول في ريف دمشق بعد أن كان المرضى يراجعون مركز العيادات الشاملة في الزاهرة، كما تم إحداث 4 مراكز لتقديم الخدمة المتكاملة للأطفال في عدد من المراكز الصحية في جديدة عرطوز وجرمانا ومركزين آخرين في القطيفة وضاحية قدسيا.
نقص الكوادر
وعن نقص الكوادر البشرية والصحية ومدى تأثيره في جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، أوضح نعنوس أن مديرية صحة ريف دمشق كغيرها من المؤسسات الحكومية عانت من نقص حاد بالكوادر البشرية، ولكن تم تعويض النقص من خلال مضاعفة جهود الكوادر التي بقيت على رأس عملها، مشيراً إلى أن عدد الكادر الطبي والبشري في ريف دمشق عموماً 4800 طبيب وممرض ومستخدم، في حين كان قبل الحرب 7000.
وبالنسبة لحملات التوعية ذكر مدير الصحة أنه من أساسيات عمل وزارة الصحة حملات التوعية، وجميع المراكز الصحية تقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية وهي خدمات الصحة الإنجابية وصحة المراهقين والمسنين والفم والأسنان والتثقيف الصحي بكل المجالات فيما يخص الأمراض السارية والمزمنة، كما تقدم المراكز الصحية جميع الأدوية اللازمة بشكل مجاني وحملات التلقيح للأطفال بشكل مستمر.