نصر الله: المقاومة الشاملة والشعبية لمواجهة العدوان الأمريكي
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن ما سمي “صفقة القرن” ليس صفقة بل خطة إسرائيلية لإنهاء القضية الفلسطينية تبنّاها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأضاف، في كلمة بذكرى استشهاد القادة الشهداء وأربعينية شهداء محور المقاومة، إن موقف الفلسطينيين ورفضهم لـ “صفقة القرن” بشكل قاطع هو الحجر الأساس في مواجهة صفقة ترامب، وشدّد على أنه لطالما عرضت الإدارات الأميركية السابقة خططاً وفشلت “عندما قرّرت الشعوب والدول المعنية أن ترفضها وتقاومها”. وأضاف الأمين العام لحزب الله: إن المرحلة الجديدة تفرض على شعوب المنطقة الذهاب إلى المواجهة الأساسية، لأن الطرف الآخر يهاجم ويقتل ويشن الحروب وأمريكا هي من تعتدي، وتابع: ليس أمام شعوب المنطقة في مواجهة العدوان الأميركي المتعدّد والمتنوّع إلا خيار المقاومة الشاملة والشعبية في كل أبعادها الثقافية والاقتصادية والسياسية والقضائية، مشيراً إلى أنه “نحتاج إلى الوعي وعدم الخوف من أميركا، وإلى الثقة بقدرتنا وقدرة أمتنا”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي المسؤولة عن جرائم تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق، وكل ممارسات وانتهاكات العدو الإسرائيلي، ويجب علينا مواجهتها، معتبراً أنه “عندما يقتل ترامب القادة بهذا الشكل العلني والوحشي فهو يعلن الحرب، ونحن لا زلنا في رد الفعل البطيء”، مشيراً إلى أن “ميزة القادة الشهداء أنهم كانوا يحملون همّ المسؤولية إلى جانب الاستعداد الدائم للتضحية بلا حدود”، معتبراً أنه عندما نقرأ وصية الشهيد سليماني نجد أننا “أمام قائد مجاهد يحمل هموم بلده وشعبه وأمته ويرشدهم إلى عناصر القوة”.
ورأى السيد نصرالله أن إدارة ترامب ارتكبت خلال الأسابيع الماضية جريمتين، أولهما اغتيال سليماني والمهندس، والجريمة الثانية إعلان ترامب ما سُمي بـ “صفقة القرن”، معتبراً أن “الجريمة الأولى هي في خدمة الثانية”، وتابع: “الجريمتان هما في خدمة مشاريع الهيمنة والاستبداد والنهب الأميركي والإسرائيلي لخيراتنا ومقدساتنا”، لافتاً إلى أن “خطة ترامب تطال لبنان لأنها أعطت مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر لـ “إسرائيل””.
وتساءل السيد نصرالله: من يصدّق أن الحرب الدائرة اليوم على اليمن ليست بموافقة وحماية ودعم أميركي؟ مؤكداً أن “أميركا تدعم الحرب الدائرة ضد الشعب اليمني لتستفيد اقتصادياً من بيع السلاح لدول التحالف”، وأضاف: “أميركا من أجل فرض هيمنتها وخططها تلجأ إلى كل الوسائل المتاحة أمامها من بينها حروب بالوكالة واغتيالات”، مشيراً إلى أن “داعش ارتكب مجازر، والأميركيون مسؤولون عن هذه الفظائع باعتراف ترامب”، ولفت إلى أن “كل شعوب المنطقة ستحمل البندقية في مواجهة الاستكبار، وأميركا بنفسها لم تترك خياراً سوى ذلك”، مشدّداً على أن أننا “أمة حيّة وقوية لكننا نحتاج للقرار والإرادة والتصميم على المواجهة في المجالات المختلفة”.
وأضاف السيد نصرالله: الشهيد القائد أبو مهدي المهندس من الشخصيات المركزية وقادة الانتصار على “داعش”، معتبراً أن “المسؤولية الأولى للرد على جريمة اغتيال القائدين الشهيدين سليماني والمهندس ورفاقهما تقع على العراقيين”، وأردف قائلاً: الوفاء لدماء الشهيدين المهندس وسليماني يكون بحفاظ العراقيين على “الحشد الشعبي”، وبمواصلة “تحقيق هدف إخراج القوات الأميركية بالوسائل التي يختارونها”، ورأى أن “الشهيد سليماني كان همه رؤية العراق عزيزاً ومقتدراً وسيداً ومستقلاً وحاضراً في قضايا المنطقة لا معزولاً”.
وفي الشأن الداخلي اللبناني، قال السيد نصر الله: إن الوضع المالي والاقتصادي في لبنان بحاجة إلى معالجة، وهذه مسؤولية الجميع، وتابع: مواقفنا منذ 17 تشرين الثاني الماضي “انطلقت من الخوف على البلد ومصلحته ولم نفكر يوماً بطريقة حزبية أو طائفية”، مبدياً الاستعداد “للمشاركة وتأدية الواجب في إيجاد الحلول للوضع القائم، ولسنا نتهرّب من المسؤولية”.
وأشار إلى أنه “سنبقى نتحمّل المسؤوليات التي نقدّر أنها مصلحة وطننا أياً تكن التضحيات، سواء ببذل الدماء أو ماء الوجه”، داعياً إلى فصل معالجة الملف الاقتصادي والمالي في لبنان عن الصراع السياسي، وأضاف: “لنتوقّف عن توجيه الاتهامات حتى فيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية ولنعطِ الحكومة فرصة ممكنة ومعقولة زمنياً”، معتبراً أن “نتائج فشل الحكومة الحالية ستنسحب على وضع البلد برمته”، وشدّد على أن “من يدعُ إلى اليأس والاستسلام للخارج يرتكب خيانة وطنية”.
ولفت إلى “المحرضين الذين يسمّون الحكومة بحكومة حزب الله لا يؤذينا بل يؤذي لبنان في علاقاته الدولية والعربية”، مؤكداً أنه “من الكذب توصيف الحكومة اللبنانية بأنها حكومة حزب الله لأنها ليست كذلك”.