أطفال فلسطين في بؤرة الاستهداف
ترجمة: سمر سامي السمارة
عن انفورميشن كليرنك هاوس15/2/2020
يطلق الجنود الإسرائيليون النار على الأطفال، فيلحقون بهم إصابات جسدية أحياناً ويقتلونهم أحياناً أخرى، وربما تنتهي حياتهم بموت دماغي أو إعاقة دائمة.
يلقي الأطفال الحجارة على الجنود وزجاجات المولوتوف أحياناً، وفي بعض الأحيان تتمّ تصفيتهم في منتصف المواجهة، بالرغم من أنهم لا يعرضون حياة الجنود مطلقاً للخطر.
يستهدف الجنود في كثير من الأحيان رؤوس الأطفال أو الجزء العلوي من الجسم، وأحياناً يطلقون النار في الهواء، أحياناً يطلق الجنود النار بقصد القتل، وأحياناً أخرى بهدف الترهيب، يستخدمون الرصاص العادي وأحياناً الرصاص المطاطي.
يُسمح للجنود الإسرائيليين بإطلاق النار على الأطفال دون أن يتعرضوا لأي عقوبة، فالأمر سيان بين دم طفل فلسطيني صغير ودماء فلسطيني بالغ، فدماء كلّ الفلسطينيين بنظرهم رخيصة.
عندما يُصاب طفل “إسرائيلي” تهتز إسرائيل بأسرها، ولا تكترث عندما يكون الطفل فلسطينياً، فهي دائماً تجد مبررات لإطلاق جنودها النار على الأطفال الفلسطينيين، ولا تجد أبداً مبرراً للأطفال الذين يرمون الحجارة على الجنود عندما يهاجمون قراهم!.
منذ ستة أشهر، أطلق الجنود الإسرائيليون النار على رأس الطفل عبد الرحمن شطناوي وأحد أقاربه محمد شطناوي، أطلقوا أعيرة نارية منتظمة من مسافة بعيدة على عبد الرحمن وهو يقف عند مدخل أحد المنازل، وأطلقوا رصاصة مطاطية على محمد من قمة تل، بينما كان يحاول الاختباء منهم أسفل التل.
عبد الرحمن ذو العشر سنوات ومحمد البالغ من العمر أربعة عشر عاماً، هما جزء من واقع حياة الأطفال الفلسطينيين المريرة في ظل الاحتلال الإسرائيلي.
لقد دُمّرت حياتهم وحياة آبائهم، إذ لا يبرح والد محمد مدخل غرفة العناية المركزة في عين كارم، حيث يواجه وحده مصيره ابنه الذي أُصيب برأسه.
ذكر متحدث باسم “الجيش” بعد إطلاق النار على عبد الرحمن أن ” قاصراً فلسطينياً أُصيب بجروح خلال الحادث”، وأضاف: “هناك دعوة تتعلق بفلسطيني أصيب برصاصة مطاطية”. المكتب على دراية بالشكوى، وبالتالي فإن الناطق بلسان جيش الدفاع الإسرائيلي يتحدث أيضاً عن إسرائيل.
يشير المتحدثون في المكتب إلى صبي يبلغ من العمر 10 سنوات بأنه “قاصر فلسطيني”، ويعلقون بأن “الدعوة الفلسطينية معروفة” عن صبي يقاتل من أجل حياته، لأن الجنود أطلقوا النار على رأسه. حتى الأطفال لم يعودوا يثيرون المشاعر الإنسانية مثل الحزن أو الرحمة خاصة في الجيش الإسرائيلي.
يقوم مكتب المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي بعمله بشكل جيد، وبالتأكيد تعكس تصريحاته روح الزمان والمكان. فلا يوجد أي تعبير عن الأسف لإطلاق النار على رؤوس الأطفال، وليس هناك مجال للرحمة أو الاعتذار أو التحقيق أو العقوبة ، وبالتأكيد حتى دون أدنى تعويض. يُعتبر إطلاق النار على طفل فلسطيني أقل قسوة من إطلاقها على كلب شارد!.