الكرملين لترامب: سنواصل دعم سورية حتى القضاء على الإرهاب نهائياً
رد الكرملين على طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من روسيا وقف دعمها للدولة الوطنية السورية، إذ جدّد المتحدّث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف التأكيد أن بلاده ستواصل دعمها لسورية في حربها ضد الإرهاب حتى القضاء عليه بشكل نهائي، وقال: “إن المستشارين الروس والقوات المسلحة الروسية يواصلون دعمهم للقوات المسلحة السورية في الحرب ضد الإرهاب”، معرباً في الوقت ذاته عن أسف بلاده للأعمال الإرهابية المكثّفة في محافظة إدلب.
وكانت القوات الجوية الروسية بدأت في الثلاثين من أيلول عام 2015 عملية عسكرية، بناء على طلب من الدولة السورية، دعماً لجهود الجيش العربي السوري في محاربة الإرهاب، وأسفرت عن تكبيد الإرهابيين خسائر فادحة، وتحرير مساحات واسعة من الأراضي السورية.
إلى ذلك، جدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على ضرورة القضاء على التنظيمات الإرهابية في إدلب، مطالباً النظام التركي بتنفيذ التزاماته بموجب اتفاق سوتشي، وأوضح، خلال مؤتمر صحفي في ميونيخ، أن التنظيمات الإرهابية في إدلب تواصل استهداف مواقع الجيش السوري والمناطق المجاورة وقاعدة حميميم، ويجب وقف ذلك، مشدداً على ضرورة تطبيق اتفاق سوتشي حول إدلب.
ويؤكّد اتفاق سوتشي ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب في سورية بكل أشكاله ومظاهره، وهو جزء من الاتفاقات السابقة حول مناطق خفض التصعيد التي نتجت عن مسار أستانا منذ بداية العام 2017، وانطلقت في أساسها من الالتزام بسيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية وتحرير كل الأراضي السورية من الإرهاب، ومن أي وجود عسكري أجنبي غير شرعي.
هذا وانطلقت في العاصمة الروسية موسكو الدورة التاسعة لمنتدى فالداي الدولي للحوار بالتعاون مع معهد الاستشراق الروسي تحت عنوان “الشرق الأوسط في زمن التغيرات نحو هندسة استقرار جديد”، بمشاركة أكثر من 50 مسؤولاً وخبيراً من 20 دولة.
وأكد لافروف، في رسالة إلى المنتدى، تلاها نائب وزير الخارجية ايغور مورغولوف، أن ضمان السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يتم فقط بالاستناد إلى القانون الدولي واحترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي دولها، مشدّداً على أن من أولويات السياسة الروسية مكافحة الإرهاب، وتخفيض التصعيد من خلال العمل المشترك، وإقامة آلية أمن مشتركة.
من جانبه جدد المدير العلمي لمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية فيتالي نعومكين التأكيد على حق الدولة السورية في محاربة الإرهاب على أراضيها وخاصة في إدلب، وشدد على ضرورة إيفاء النظام التركي بالتزاماته المتعلقة بمنطقة خفض التصعيد في إدلب بموجب اتفاقات سوتشي.
إلى ذلك شدد كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني مهدي سانائي على أهمية التعاون والحوار بين دول منطقة الشرق الأوسط للوصول إلى نتائج إيجابية للجميع، وأوضح أن المشاكل والتحديات الرئيسية في الشرق الأوسط ناتجة عن التدخلات في شؤون الدول في هذه المنطقة وخاصة التدخل الأمريكي، مؤكداً ضرورة احترام الحكومات الشرعية والمؤسسات القانونية وسيادة هذه الدول.
ويبحث منتدى فالداي، الذي يستمر يومين، أهم التحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى العلاقات بين روسيا ودول المنطقة.
كما أكد مستشار نائب رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، نائب رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس أندريه باكلانوف، أن الجيش العربي السوري يقوم بتحرير أراضي بلاده، ويحقق الانتصار على الإرهابيين في حلب وإدلب، وقال: إن سورية تواصل العمل لتحرير أراضيها بجهود وبطولات جيشها الذي ينفّذ واجباته الوطنية، وتكمن المهمة حالياً في تحرير كامل التراب السوري، ولفت إلى أن سلطات النظام التركي تنقل وحدات عسكرية ومعدات قتالية تابعة لها إلى الأراضي السورية، وبذلك تتصرف بصورة غير قانونية في أراضي دولة أخرى ذات سيادة.
إلى ذلك، قال مدير القسم العلمي في نادي فالداي فيودر لوكيانوف: إن الجيش العربي السوري يحقق في الآونة الأخيرة انتصارات كبيرة على الإرهابيين في الشمال الغربي من سورية، وهو بذلك يؤدي واجبه الوطني بكل عزم وتصميم لتخليص وطنه من ويلات الحرب الإرهابية، وبيّن أن “التقارب الروسي التركي ليس مبنياً على الثقة المتبادلة ولا على التوافق بين المصالح والأهداف”، مشيراً إلى أن الوضع من الناحية الاستراتيجية وصل إلى المرحلة النهائية لاستعادة وحدة وسيادة سورية.
وبشأن الوجود الأمريكي غير الشرعي في الجزيرة السورية أشار لوكيانوف إلى أن الولايات المتحدة توجد في سورية فقط، لأنها تعتبر نفسها دولة عظمى مسؤولة عما يجري في العالم بأسره، والرئيس الأمريكي الحالي لا يعتبر الشرق الأوسط منطقة مهمة بالنسبة لإدارته، وهو يعمل على تكليف أطراف إقليمية مثل “السعودية وإسرائيل” تنفيذ سياسته في المنطقة، مؤكداً أن زمن الولاء الأعمى للراعي الأمريكي قد ولّى، ولم تعد الدول التابعة له تتقيد كالسابق بأوامر الولايات المتحدة.
بدورها أكدت مستشارة رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية في روسيا يلينا سوبونينا ضرورة تحرير جميع الأراضي السورية، موضحة أن روسيا هي الدولة الأكثر اهتماماً بالبعد الإنساني للعمليات العسكرية، لافتة إلى أن موسكو لم تخف أبداً هدفها في دعم عمليات الجيش العربي السوري بتحرير كل الأراضي السورية من الإرهاب، مشددة في الوقت نفسه على أن الوجود التركي داخل الأراضي السورية “غير شرعي”.