محور المقاومة يربح في الميدان
ترجمة: هيفاء علي
عن لو غراند سوار 16/2/2020
بعد مرور أكثر من 40 يوماً على جريمة اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، والقائد في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في مطار بغداد من قبل الاستخبارات الأمريكية، هل أضعف هذا الاغتيال محور المقاومة أم عزّزه؟ وماذا حدث منذ ذلك الحين؟.
على الجبهة السورية، يتقدّم الجيش السوري مع حلفائه في الميدان ويحقّق انتصارات كبيرة على التنظيمات الإرهابية في ريفي إدلب وحلب، حيث تمكّن من تحرير الطريق الذي يربط دمشق بحلب لأول مرة منذ عام 2012، واستعادة السيطرة على 600 كم مربع، موسّعاً محيط الأمن في الجهة الغربية. فقد تمّ تحرير مدن إستراتيجية مثل سراقب، ومعرة النعمان، والراشدين، وخان العسل، وتلة العيس الإستراتيجية، بهدف تحرير كامل الأراضي السورية من الوجود الإرهابي فيها. وفي الوقت عينه، تُجري إيران وروسيا محادثات متواصلة مع تركيا للحفاظ على الحوار مع سورية، على الرغم من تداعيات المعركة المستمرة. وعليه، فإن خسارة اللواء سليماني لن تغيّر أهدافها بأي شكل من الأشكال.
وفي العراق، تبنى البرلمان العراقي قراراً مهماً يحوّل القوات الأمريكية الموجودة قانوناً اليوم إلى قوات احتلال إذا لم يتمّ احترام جدول المغادرة المتفق عليه. ولكن يجب أن يحتفظ العراق بمجموعة صغيرة من قوات الناتو في البلاد لأغراض التدريب وقطع الغيار، حيث حصل العراق على الكثير من الأسلحة من دول التحالف الأطلسي. ومع ذلك، لا تستطيع حكومة بغداد تقديم أي ضمانات أمنية لضباط الناتو بسبب الكراهية الشعبية لهم عقب اغتيال القائد أبو مهدي المهندس مع القائد قاسم سليماني.
أما في لبنان، فقد تمّ تشكيل حكومة جديدة برئاسة حسان دياب بعد أشهر من المظاهرات، حيث دفع محور المقاومة إلى تشكيل حكومة وساعد دياب للتغلّب على العديد من المآزق في تشكيل الحكومة الحالية. قَبِلَ دياب اقتراحات محور المقاومة عندما شكّل حكومته، بما يضمن شرعية المقاومة للدفاع عن البلاد من مغبة أي عدوان إسرائيلي. منح البرلمان اللبناني دياب الثقة التي يحتاجها لبدء ولايته، وبذلك نجح محور المقاومة في منع فراغ السلطة أو انتشار الفوضى في لبنان.
وفي فلسطين المحتلة، شهدت الشوارع في معظم الدول العربية والغربية مظاهرات حاشدة تندّد بـ”صفقة القرن” التي قدّمتها إدارة ترامب. يصرّ الفلسطينيون على حقهم في العودة ويرفضون “الصفقة” التي تسلب جميع حقوقهم وموارد المياه العذبة الخاصة بهم و30٪ من أراضيهم في الضفة الغربية.
وفي أفغانستان، يزداد نشاط طالبان ضد القوات الأمريكية، حيث أسقطت طائرة أمريكية تستخدمها وكالة المخابرات المركزية، وقد أقرّ البنتاغون بمقتل ضابطين هناك، لكنه كان حريصاً على عدم ذكر المزيد.
وفي اليمن، كشف المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية اللواء يحيى ساري تفاصيل عن عملية عسكرية جريئة للغاية ضد قوات التحالف بقيادة السعودية بين نهم ومعيب كجزء من عملية البنيان المرصوص. وقال إن 17 لواء تعرّضت للهجوم وأن القوات اليمنية سيطرت على منطقة كبيرة في المحافظة. إضافة إلى ذلك، يقوم اليمن بتطوير قدراته العسكرية أكثر من أي وقت مضى، حيث تصل صواريخه إلى موارد السعودية النفطية.
إذن تقدّم محور المقاومة أمرٌ لا مفرّ منه على الرغم من اغتيال اللواء سليماني. ويبرز ظهور مقاومة جديدة في شمال شرق سورية، في محافظة الحسكة، قوة شعبية يمكن أن يعتمد عليها محور المقاومة. كما أثارت التربة الخصبة التي تشكّلها قرية خربة عمو موجة جديدة من المقاومة في أماكن أخرى ضد قوات الاحتلال الأمريكي، والتي تهدف إلى سرقة النفط السوري، حيث احتج أهالي القرية على قافلة أمريكية مدججة بالسلاح أثناء مرورها بقريتهم وأجبروها على العودة. كل ما يحدث يبرز شيئاً واحداً مؤكداً أن الشهيد قاسم سليماني على الطريق الصحيح لإنجاز أكثر مما كان يمكن أن ينجزه قبل استشهاده.