تجمّع عشائري في خربة عمو: المقاومة لطرد الاحتلال الأمريكي الجيــــش يؤمـــــّن خــــروج عــــدد من العـــــائلات من قـــــرى جبـــــل الزاويـــــة
أمّنت وحدات الجيش العربي السوري، أمس، خروج عدد من العائلات التي قدمت من مناطق انتشار الإرهابيين في قرى جبل الزاوية، عبر الممر الإنساني غرب بلدة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، إلى المناطق الآمنة التي حررها الجيش من الإرهاب، بالتوازي مع تفقّد عشرات الأسر من أهالي المعرة منازلها تمهيداً للعودة إليها بعد تأهيل البنى الأساسية التي خرّبها الإرهاب، فيما أكد أبناء العشائر العربية في الحسكة، خلال تجمّع عشائري عقد في قرية خربة عمو بريف القامشلي، تضامنهم مع أهالي قرية خربة عمو، الذين قدّموا صورة مشرّفة عن مقاومة القوات الأمريكية المحتلة، وأجبروها على التراجع، ولم يسمحوا لها بتدنيس تراب قريتهم، داعين أبناء العشائر وأبناء سورية الشرفاء إلى مقاومة الاحتلال الأمريكي وطرده من الأراضي السورية.
فقد خرج العشرات من المواطنين، جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، من الممر الإنساني الذي يشرف عليه الجيش العربي السوري غرب مدينة معرة النعمان المحررة قادمين من مناطق انتشار الإرهابيين في قرى جبل الزاوية، حيث استقبلتهم الجهات المعنية، وقدّمت لهم خدمات صحية وأغذية ريثما يتم نقلهم إلى بلداتهم وقراهم التي حررها الجيش من الإرهاب.
وفتحت الجهات المعنية أمس الأول بإشراف وحدات الجيش ممرين إنسانيين في ميزنار بريف حلب الغربي ومجيرز غرب مدينة سراقب بإدلب لاستقبال المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق انتشار الإرهابيين إلى المناطق الآمنة.
كما أمّنت الجهات المعنية في محافظة إدلب، بالتعاون مع وحدات الجيش، دخول عشرات العائلات من أهالي معرة النعمان قادمة من المناطق الآمنة لتفقّد منازلهم في المدينة تمهيداً للعودة إليها بعد استكمال الجهات الخدمية أعمال تأهيل البنى التحتية والمرافق العامة فيها.
يأتي ذلك فيما استشهد شخصان بانفجار عبوة ناسفة مزروعة ضمن مواد خردة في إحدى الورش الخاصة في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، وذكر مراسل سانا أن عاملين في ورشة خاصة بمدينة القامشلي استشهدا نتيجة انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة مسبقاً في محرك كهربائي معطل تم جمعه في وقت سابق مع مواد خردة ومخلّفات بلاستيكية لصالح الورشة التي يعملان فيها، وذلك لإعادة تدويرها والاستفادة منها.
وخلال تمشيط المناطق المحررة القريبة من مدينة حلب عثرت وحدات من الجيش على ورشة كبيرة لتصنيع القذائف الصاروخية ومدافع “جهنم” محلية الصنع وقذائف بعيارات مختلفة وأخرى معدة للتفجير مباشرة يصل وزنها إلى 38 كيلو غراماً كانت المجموعات الإرهابية تستخدمها خلال اعتداءاتها على المدنيين في أحياء المدينة.
وأشار مراسل سانا إلى أنه تم إخفاء هذه الورشة في أحد المعامل بالقرب من مدينة حلب في الطابق السفلي من بناء مؤلف من ثلاثة طوابق تم تجهيزه لتصنيع هذه القذائف، مبيناً أن الإرهابيين قاموا بصنع القذائف الصاروخية وقذائف جنهم بهدف إحداث أكبر ضرر تدميري في منازل المدنيين وممتلكاتهم.
وفي دمشق، أصيب 5 مدنيين بجروح، أحدهم إصابته بليغة جراء انفجار عبوة ناسفة وضعها إرهابيون بسيارة في منطقة باب مصلى، وذكر مصدر في قيادة شرطة دمشق أن عبوة ناسفة لاصقة وضعها إرهابيون بسيارة انفجرت أثناء مرورها بالقرب من كراجات الانطلاق في منطقة باب مصلى بمدينة دمشق، ما أدى إلى إصابة 5 مواطنين بجروح، أحدهم بحالة حرجة، حيث تم نقلهم إلى المشفى لتلقي العلاج والإسعافات اللازمة. وأفاد مشرف الإسعاف بالهيئة العامة لمشفى دمشق الدكتور فادي العبدة بأن المشفى استقبل 5 مصابين، بينهم حالة حرجة جداً، بينما الأربعة الآخرون أصيبوا بشظايا متنوّعة في الجسد جراء التفجير، وحالتهم العامة مقبولة ومستقرة وقيد الدراسة والمتابعة.
وأصيب في العاشر من الشهر الجاري شخص بجروح بليغة وحروق نتيجة انفجار عبوة ناسفة لاصقة وضعها إرهابيون بسيارة “بيك آب” كانت مركونة خلف حديقة الجلاء بمنطقة المزة بدمشق.
بالتوازي، أكد أبناء العشائر العربية في الحسكة، خلال تجمّع عشائري عقد في قرية خربة عمو بريف القامشلي، دعمهم للجيش العربي السوري، ومطالبتهم بخروج قوات الاحتلال الأمريكية من الأراضي السورية، وأعلن شيوخ القبائل العربية ووجهاء العشائر تضامنهم مع أهالي قرية خربة عمو، داعين أبناء العشائر وأبناء سورية الشرفاء إلى مقاومة الاحتلال الأمريكي وطرده من الأراضي السورية.
وهنّأ المجتمعون في كلماتهم أهالي حلب والسوريين عموماً بانتصارات الجيش على الإرهاب في ريف حلب وإدلب، منوهين بإصرار الجيش وعزيمة بواسله على متابعة القتال حتى تحرير كل التراب السوري من الإرهاب وداعميه.
وأكد أمير قبيلة طي العربية الشيخ عبد الرزاق الطائي أن ما قدّمه أهالي قرية خربة عمو عمل بطولي مشرّف، وبمثابة الشرارة الأولى لانطلاق المقاومة ضد القوات الأمريكية المحتلة لأرضنا، ورسالة واضحة لرفض وجودهم الاحتلالي على الأراضي السورية، داعياً إلى دعم الجيش الذي يحقق الانتصارات الكبيرة في إطار مسؤولياته الوطنية في تحرير كل الأراضي السورية من الإرهاب والدفاع عنها ضد الأعداء.
من جانبه أكد حمندي الحمندي من وجهاء عشيرة الغنامة أن التجمّع هو رسالة لتجديد المطالبة بخروج القوات الأمريكية المحتلة من الأراضي السورية، وأضاف: يتوجب على كافة العشائر العربية أن تنتهج نهج المقاومة في سبيل طرد قوات الاحتلال الأمريكي التي نهبت وسرقت ثروات بلادنا، وتستمر بتنفيذ مخططات خبيثة لتفتيت المنطقة خدمة للصهيونية.
من جانبه قال الشيخ حسن الفرحان من وجهاء قبيلة العساف: إننا كأبناء عشائر عربية “لا نقبل بوجود إلا الجيش العربي السوري على الأرض، والعلم السوري هو الراية الوحيدة التي نرفعها، ونعيش بظلها، عرباً وسوريين أكراداً وكل المكونات الأخرى”، ويجب على الجميع الوقوف بوجه قوات الاحتلال الأمريكي التي تريد إثارة الفوضى، وإبقاء المنطقة في حالة عدم استقرار للاستمرار بنهب خيراتنا وإضعاف مقدرات بلادنا.
حضر التجمّع محافظ الحسكة جايز الموسى وحشد كبير من أبناء العشائر العربية.
وكان أهالي قرى خربة عمو وحامو وبوير البوعاصي بريف مدينة القامشلي تصدّوا لقافلة عسكرية أمريكية منعها حاجز للجيش من العبور في الـ 12 من الشهر الجاري، ورشقوها بالحجارة، وأعطبوا لهم 4 آليات مدرّعة، وأنزلوا علم الاحتلال عن عدد منها، في حين استشهد مدني، وأصيب آخر جراء إطلاق قوات الاحتلال الأمريكي النار على الأهالي.