واشنطن تضيّق الخناق على الإعلام الرسمي الصيني!
نددت بكين بقرار واشنطن تشديد الإجراءات بحق وسائل الإعلام الرسمية الصينية في الولايات المتحدة، وتصنيفها كيانات حكومية رسمية، معتبرة أنها غير مقبولة وغير منطقية، وقال قنغ شوانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في تصريحات: “الولايات المتحدة لطالما نادت بحرية الصحافة، لكنها تتدخل في العمل المعتاد لوسائل الإعلام الصينية فيها وتعرقلها”، محذّراً من أن بكين تحتفظ بحق الرد على هذه المسألة. وقد أعلنت الصين أنها سحبت بطاقات عمل ثلاثة صحفيين من صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية بسبب عنوان عنصري لمقال رأي نشر في وقت سابق هذا الشهر. وقال قنغ بهذا الصدد: إن المقال الذي حمل عنوان “الصين هي الرجل المريض الفعلي في آسيا” ينطوي على تمييز عنصري، لافتاً إلى أن الصحيفة لم تصدر اعتذاراً رسمياً أو تجري تحقيقاً بشأن المقال. ويأتي رد الفعل الصيني بعد أن أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت سابق، أن الولايات المتحدة ستعامل وسائل الإعلام الصينية الرسمية على أنها كيانات حكومية، مصنّفة خمسة منها كيانات حكومية رسمية بموجب قانون البعثات الأجنبية، ما يعني أنها ستعامل كما لو كانت مواقع دبلوماسية تابعة للحكومة الصينية، وتخضع لنفس القيود.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن القيود استهدفت وكالة الصين الجديدة شينخوا وشبكة التلفزيون العالمية الصينية سي جي تي أن وقناة سي سي تي في الحكومية الصينية وصحيفة تشاينا ديلي وصحيفة الشعب الصينية، وأضافت: “بموجب الإجراءات الجديدة فإنه سيتم الطلب من وسائل الإعلام تقديم قوائم بأسماء موظفيها بما في ذلك الإعمار والعناوين وتحديثها عند حدوث تغييرات مع ضرورة حصولهم أيضاً على موافقة وزارة الخارجية لشراء أو تأجير العقارات”.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية لم يكشف عن اسمه: إنه بموجب قواعد الوزارة “سيتم تقاسم هذه المعلومات مع الوكالات الحكومية الأخرى بما في ذلك وحدات الاستخبارات”.
وهذه الخطوة هي الأحدث في سلسلة من الإجراءات الأمريكية التي تستهدف الصين، حيث شهدت العلاقات بين الجانبين مؤخراً توتراً شديداً، على خلفية تدخل واشنطن في شؤون هونغ كونغ، إضافة إلى افتعال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حرباً تجارية مع الصين، وفرضه رسوماً على واردات وبضائع صينية، في محاولة يائسة للضغط على بكين لتقديم تنازلات تجارية غير قانونية، وهو ما ردت عليه الصين بإجراءات مماثلة ضمن حقها الطبيعي بالرد.
بالتوازي، ارتفع عدد ضحايا فيروس “كورونا”، إلى ألفي حالة وفاة في الصين، بعدما سجّلت مقاطعة هوبي، بؤرة الوباء في وسط البلاد، 132 حالة وفاة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
وقالت لجنة الصحة في هوبي في تحديثها اليومي لحصيلة الوفيات والإصابات: إنها سجّلت بالإضافة إلى هذه الوفيات 1693 إصابة جديدة بالعدوى خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في أدنى حصيلة يومية للإصابات خلال أسبوع، وأوضحت أن العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة في البر الرئيسي الصيني بلغ 74185، بينما توفي 2004 أشخاص جراء المرض، لافتة إلى أن 11977 مريضاً مازالوا في حالة خطيرة، و5248 شخصاً يشتبه في إصابتهم بالفيروس، فيما بلغ إجمالي عدد الأشخاص الذين غادروا المستشفيات بعد تماثلهم للشفاء 14376 شخصاً.
وبذلك بلغ عدد المصابين بالفيروس خارج الصين حوالي 900 شخص يتوزعون على 30 بلداً تقريباً، وقد توفي 5 منهم فقط.
ومؤخراً أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدحانوم غيبريسوس، أنه استناداً إلى دراسة أجراها المركز الصيني لمراقبة الأمراض والوقاية منها، وشملت أكثر من 72 ألف مصاب، بمرض كوفيد-19 الناجم عن الفيروس، فإن أكثر من 80% من المرضى مصابون بنوع حميد من هذا المرض، وأن نسبة الوفاة بالفيروس ضئيلة جداً لدى من تقل أعمارهم عن 40 عاماً، إذ إنها لا تتجاوز 0,2%، ثم تزداد تدريجياً مع التقدّم في العمر.