لماذا نرعى الموهوبين؟
يعد الطفل الموهوب ثروة وطنية، وكنزاً للمجتمع، وعاملاً من عوامل نهضته في مجالات الحياة العلمية والمهنية والفنية، والموهوبون طليعة متفوقة ومبدعة في مجالات الحضارة الإنسانية بما يقدمونه من آراء علمية وفنية نافعة، لأن القدرات الإنسانية في حقيقتها ثروة البشرية وذخيرتها ورأسمالها، والكشف عن الموهوبين واستغلال قدراتهم ورعايتهم الرعاية الصحيحة، كل ذلك يحقق تنمية مواهبهم، وخلق مواطنين قادرين على الإبداع والعطاء، ومن ثم اقتطاف ثمار نتاجاتهم خدمة لمجتمعهم وبلدهم وللإنسانية جمعاء.
الطفل الموهوب كنز للمجتمع، وعامل من عوامل نهضته وتقدمه، بل يعد عنصراً مهماً لقيادته نحو مستويات أعلى ومجالات أرفع، وذلك إذا توافرت في البيئة التي يعيش فيها سبل الحياة السليمة، وتوافرت في رعايته أسباب التربية الصحيحة القوية، ويحتاج كل مجتمع من المجتمعات إلى قادة أكفاء في كل ناحية من نواحي الحياة العلمية والإنسانية والفكرية والثقافية وغيرها، يأخذون على عاتقهم قيادة المجتمع وتطويره، والأخذ بيده نحو حياة أفضل، وهنا يكمن الهدف في اكتشاف الموهوبين ورعايتهم بشكل جيد، وذلك لخلق القادة الأكفاء في حقل اختصاصهم، وتتخذ أساليب رعاية الموهوبين أنماطاً متعددة، حيث نجد في هذا المجال عدداً من المعنيين يؤكدون على ضرورة العناية بمجمل العوامل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والصحية المحيطة بالموهوبين، وذلك لأن رعايتهم ينبغي ألا تقتصر فقط على البرامج الدراسية فحسب، بل تمتد بحيث تضمن توفر جميع الظروف اللازمة لهذه الرعاية.
أما فيما يتعلق بالبرامج الدراسية لتعليم الموهوبين، فيُقسم المعنيون بشأنها إلى قسمين، يؤكد القسم الأول على (إثراء المنهج)، بينما يؤكد القسم الآخر على ما يسمى بـ (التسريع والتعجيل)، فإثراء المنهج يعد أحد الأساليب المهمة التي يمكن استخدامها في تعليم الموهوبين في الصفوف غير المتجانسة، كما يمكن تطبيق هذا الأسلوب في الصفوف على اختلاف مستوياتها في جميع الموضوعات الدراسية، ويتضمن الإثراء قيام التلميذ بالبحث، والمشروعات الابتكارية، والجمعيات العلمية والأدبية، والفعاليات المتعلقة بموهبة معينة.
وأخيراً فإن وسائل تشخيص الموهوبين تساعدنا على تشخيص الأطفال الموهوبين، وتتحدد بتقدير الوالدين، والمعلمين، والامتحانات المدرسية، والاختبارات التحصيلية، واختبارات الذكاء.
د. رحيم هادي الشمخي