أهالي حيان وحريتان يتفقّدون منازلهم.. وتسارع الأعمال الخدمية في أحياء حلب الغربية الجيش يتصدّى لهجمات إرهابية على محاور عدة بريف إدلب الشرقي ويقضي على المجموعات المعتدية
تصدّت وحدات الجيش العربي السوري لهجمات شنّتها التنظيمات الإرهابية، بدعم من النظام التركي، على محاور عدة من ريف إدلب الشرقي، ولا سيما محور بلدة النيرب، غرب مدينة سراقب، ومن اتجاه بلدة سرمين، وتمكّنت من تدمير عدة منصات هاون وراجمات صواريخ، فيما تقدّمت القوات إلى أطراف بلدة النيرب، وتمكّنت من دحر التنظيمات الإرهابية المهاجمة، وعثرت وحدات الجيش، خلال استكمالها أعمال تمشيط بلدة حيان بريف حلب الشمالي الغربي، على مشفى ميداني بداخله تجهيزات ومعدات طبية وأدوية، منها سعودي وقطري المنشأ، وضبطت مقراً لمتزعمي “جبهة النصرة” على طريق حلب اعزاز مقابل بلدة كفر حمرة.
يأتي ذلك فيما تفقّد عدد من العائلات منازلهم في بلدتي حيان وحريتان بريف حلب الشمالي الغربي، بعد تحرير الجيش العربي السوري البلدتين من الإرهاب، تمهيداً للعودة إليها، بعد استكمال الجهات الخدمية أعمال تأهيل البنى التحتية والمرافق العامة فيهما، في وقت تواصل الورشات الفنية في محافظة حلب إزالة السواتر الترابية التي خلّفتها التنظيمات الإرهابية في الأحياء الغربية بحلب، وفتح الطرقات والشوارع الرئيسية، وترحيل الأنقاض والأتربة بهدف تسهيل عودة المواطنين لمنازلهم.
وفي التفاصيل، وبحسب المعطيات الميدانية، فقد شنت التنظيمات الإرهابية، المدعومة من قبل النظام التركي، وعلى رأسها تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي، من خلال استخدام الكثافة النارية العالية عبر قذائف الهاون ومنصات إطلاق الصواريخ، هجوماً إرهابياً على محيط سراقب والنيرب وعدد من المواقع في داديخ وكفر بطيخ في ريف إدلب الشرقي،
ورصدت وحدات الجيش أماكن إطلاق النيران ومحاور الهجوم، ووجّهت رمايات نارية مكثّفة نحوها، وتمكّنت من تدمير عدة منصات هاون وراجمات صواريخ، فيما تقدّمت القوات إلى أطراف بلدة النيرب، وتمكّنت من دحر التنظيمات الإرهابية المهاجمة، والقضاء على الموجة الأولى من الهجوم، فيما واصلت وحدات الدعم الناري استهداف تحشيدات الإرهابيين والمدرعات التي يستخدمونها ودمّرتها.
ووجّه سلاح الطيران في الجيش العربي السوري عدّة ضربات دقيقة ضد آليات الإرهابيين ومدرعاتهم على محاور الهجوم، ولا سيما من اتجاه بلدة سرمين، ودمّرها، وأفشل محاولات تقدّم الإرهابيين على المحاور التي شنوا الهجوم باتجاهها.
وفي وقت لاحق أكد مراسل سانا الحربي أن وحدات الجيش أحبطت الهجوم الكبير للتنظيمات الإرهابية المدعومة من تركيا على بلدة النيرب، وقضت على المجموعات الإرهابية المهاجمة، ودمّرت عرباتها المصفحة ومدرعاتها، مضيفاً: إن أدوات النظام التركي من المجموعات الإرهابية تلجأ إلى حملة تضليل إعلامي وأخبار كاذبة لتغطية فشل هجومها على بلدة النيرب، فيما أشارت مصادر إلى تدمير دبابة و6 مدرعات و5 عربات رباعية الدفع تابعة للإرهابيين.
وكانت وحدات الجيش حررت خلال الأسابيع القليلة الماضية عدة قرى وبلدات في ريف إدلب الشرقي بعد دحر التنظيمات الإرهابية منها، فيما تحاول هذه التنظيمات، وبدعم مباشر من قوات النظام التركي، شن هجمات معاكسة باتجاه نقاط الجيش العربي السوري، إلا أنها تفشل في تحقيق أهدافها أو فرض أي تغيّر في خارطة السيطرة التي رسمها الجيش.
في الأثناء، عثرت وحدات الجيش على مقر ضخم لمتزعمي إرهابيي تنظيم “جبهة النصرة” والمجموعات المرتبطة به ضمن بناء المركز التجاري كارفور على طريق حلب اعزاز مقابل بلدة كفر حمرة بريف حلب الشمالي الغربي، وبيّنت مراسلة سانا أنه تم تحويل جزء من المركز إلى سجن أطلقوا عليه تسمية “الهيئة الشرعية”، وضم عدة منفردات وأخرى جماعية، ولفتت إلى أن المقر يحتوي على عدة غرف عثر فيها على وثائق عليها شعارات تنظيمي “جبهة النصرة” و”داعش” والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بهما، موضحة أن الإرهابيين قاموا بتحصين أحد الطوابق تحت الأرض بأكياس الرمل والسواتر والدشم خوفاً من ضربات الجيش العربي السوري التي أجبرت من بقي منهم حياً على الفرار.
وعثرت وحدات الجيش، في وقت سابق، على مشفى ميداني للإرهابيين ضمن مدرسة ابن حيان الخاصة في بلدة حيان بريف حلب الشمالي الغربي، وبداخله معدات طبية وإسعافية وأقنعة وألبسة وفلاتر وعدد من الأسرة والأدوية، منها سعودي وقطري، إضافة إلى عدد من السيارات كان الإرهابيون يستخدمونها في نقل مصابيهم.
ولفتت مراسلة سانا إلى أنه تم أيضاً العثور على صواريخ من نوع تاو الأمريكية وقاعدة إطلاق ضمن المشفى الميداني، وبيّنت أن المدرسة الخاصة، التي حملت اسم عالم الكيمياء في بلدة حيان والتي كانت صرحاً علمياً خرّج العديد من الطلبة حوّلتها التنظيمات الإرهابية إلى مشفى ميداني تعالج فيها إرهابييها، الذين أتوا من كل أصقاع العالم لينشروا فكرهم الظلامي في أرجاء سورية.
وخلال تمشيط المناطق المحررة القريبة من مدينة حلب أمس الأول، عثرت وحدات من الجيش على ورشة كبيرة لتصنيع القذائف الصاروخية ومدافع “جهنم” محلية الصنع وقذائف بعيارات مختلفة وأخرى معدة للتفجير مباشرة يصل وزنها إلى 38 كيلوغراماً كانت المجموعات الإرهابية تستخدمها خلال اعتداءاتها على المدنيين في أحياء المدينة.
بالتوازي، تواصل الورشات الفنية في محافظة حلب إزالة السواتر الترابية التي خلّفتها التنظيمات الإرهابية في الأحياء الغربية بحلب، وفتح الطرقات والشوارع الرئيسية، وترحيل الأنقاض والأتربة بهدف تسهيل عودة المواطنين لمنازلهم.
كاميرا سانا رصدت أعمال فتح الطرق الممتدة من دوار قرطبة في جمعية الزهراء باتجاه دوار الليرمون ومنه باتجاه طريق اعزاز، حيث أوضح مشرف الأعمال أنه وفور تحرير الجيش العربي السوري لأحياء حلب الغربية بدأت الورشات الفنية في مجلس المدينة، وبمؤازرة من شركات محلية متطوّعة، بأعمال إزالة السواتر الترابية وترحيل الأنقاض وتنظيف الشوارع، فيما بيّن رئيس شعبة النظافة في مجلس مدينة حلب أن حملة النظافة في حي الزهراء شملت ترحيل الأتربة والأنقاض وكنس الشوارع وتقليم الأشجار بهدف فتح الشوارع في الحي الذي عانى من الخراب والدمار جراء الإرهاب.
وقرب دوار المالية بحي جمعية الزهراء تعمل وحدة من الهندسة في الجيش العربي السوري على إزالة الألغام وبقايا القذائف الصاروخية لتمكين الآليات من العمل وترحيل الانقاض وفتح الشوارع، حيث أشار الضابط المسؤول في الوحدة الموجودة في المكان إلى أن الأعمال التي يقوم بها عناصر الوحدة تهدف إلى تأمين المنطقة من خلال نزع الألغام والعبوات الناسفة وإزالة السواتر الترابية وفتح الطرقات لتأمين عودة الأهالي إلى الحي.
وعبّر عدد من المواطنين عن فرحهم بتحقيق الانتصار على الإرهاب الذي تم بسواعد رجال الجيش العربي السوري، منوهين بالأمن والأمان الذي تحقق للحي بعد عدة سنوات من الخوف جراء استهداف الإرهابيين للحي بالقذائف الصاروخية، وقدّموا الشكر للجهات المعنية بالمحافظة على سرعة الاستجابة بفتح الطرقات وترحيل الأنقاض وتسهيل حركة المرور أمامهم للعودة إلى منازلهم.
إلى ذلك دخل عدد من أهالي بلدتي حيان وحريتان للاطمئنان على منازلهم وممتلكاتهم، بعد تحرير الجيش العربي السوري المنطقة من الإرهاب، بالتزامن مع قيام الجهات المعنية بإزالة السواتر الترابية والحواجز الإسمنتية التي خلّفها الإرهابيون لتأمين الدخول الآمن للأهالي، وذلك بعد انتهاء وحدات الهندسة من عمليات التمشيط وتفكيك الألغام والمفخخات.
وعبّر الأهالي عن شكرهم للجيش العربي السوري، الذي قدّم التضحيات الجسام في سبيل إعادة الأمن والأمان وتحرير المنطقة من التنظيمات الإرهابية التي ارتكبت أبشع الجرائم بحقهم ونهبت ممتلكاتهم، مشيرين إلى أن الجهات المعنية قامت بتأمين جميع مستلزماتهم وتسهيل عملية وصولهم بيسر وأمان.
وأشار عدد ممن بقوا في بلدة حريتان إلى الوضع المأساوي أثناء انتشار المجموعات الإرهابية، والتي عملت على تدمير المدارس والوحدة الإرشادية الزراعية والمستوصف الطبي والبنى التحتية والمرافق العامة في البلدة.