رياضةصحيفة البعث

الالتراس والحل المطلوب

 

 

جدل كبير يسود أجواء جماهير رياضتنا بشكل عام، وجمهور كرة القدم بشكل خاص، محوره قضية مجموعات “الالتراس” التي باتت تتواجد في أغلب أنديتنا رغم صدور قرار من الاتحاد الرياضي العام بمنعها نهائياً، ورافقته الكثير من التعليمات لإيقاف نشاطاتها داخل الملاعب، وعلى اعتبار هذه الظاهرة جديدة نسبياً على رياضتنا فإن وجهات النظر متباعدة بين من يراها ظاهرة تشجيعية طبيعية، وبين من يرفض وجودها كونها تتعدى الحدود الرياضية، لكن الأكيد أن علاجها أو التعاطي معها يبدأ من معرفة ماهيتها قبل الحكم عليها.
ولكي نكون منصفين فإن “الالتراس” لم تظهر تأثيراتها السلبية حتى اللحظة، بل أضفى تواجدها بهجة، وأظهر أفكاراً تشجيعية جميلة جداً مع الشكل الموحد على المدرجات، ولكن في الوقت ذاته لم يكن دورها الذي تفاخر به في تقليل نسبة الشغب ملموساً.
وجود هذه الظاهرة في شكلها الحالي لا يبدو ضاراً من الناحية الجماهيرية، لكن ما يروّج عنها من أفكار ونشاطات ينبغي أن ينفيه القائمون عليها، وأن يبادروا بتوضيح نشاطهم، والغاية من وجودهم، والتخلص من كل ما يخالف القانون أو المبادىء الرياضية الوطنية.
عموماً منذ نحو عامين والاتحاد الرياضي العام يعتبر “الالتراس” ظاهرة مخالفة للقانون، لكن دون معرفة كيفية تطبيق هذا المنع، وما جرى قبل لقاء تشرين والنواعير يوم الجمعة الماضي، وتأخر انطلاقه بسبب لافتات رفعتها “الالتراس” باللغة الانكليزية، يفرض تعريف طريقة التعامل المناسبة في قادم الأيام.
اتحاد الكرة قبل أيام اجتمع مع المعنيين في وزارة الداخلية لإيجاد آليات لإنجاح المباريات الرياضية جماهيرياً، كما التقى مندوبي روابط مشجعي الأندية أيضاً، وبالتالي فإن فرصة معالجة ظاهرة الالتراس ربما تكون ضمن هذين المفصلين، فالحل النظري الذي يعد منطقياً هو عدم إلغاء هذه الفكرة الناجحة جماهيرياً، ولكن مع ضبطها ضمن الأطر القانونية المعروفة، وضمان مكان لها في روابط الجماهير المعتمدة.

مؤيد البش