انتخابات الفنانين.. آمال أن لا تذهب الوعود أدراج الرياح
بدأت في الأمس انتخابات فرع دمشق لنقابة الفنانين، وهي الخطوة الأولى للانتخابات النقابية، وفي الأيام القادمة سيتم بالتتالي انتخابات باقي الفروع في المحافظات، وبعدها سيكون هناك 86 مرشحاً يتم انتخابهم، وبعد شهر سيجتمعون وينتخبون 11 ليكونوا أعضاء مجلس لإدارة النقابة. وعلى هامش الانتخابات كان لـ”البعث” لقاءات مع عدد من المرشحين والفنانين الذين أتوا وأدلوا بأصواتهم في مبنى فرع الحزب بدمشق.
المسرح العسكري
يسعى الفنان محمد قنوع لإعادة الألق إلى نقابة الفنانين لتكون بيتهم، وأن يكون القرار والسلطة بيدهم وليس بيد شخص واحد، بالإضافة إلى تحسين الضمان الصحي لكافة الفنانين، وزيادة أكبر عدد ممكن من الاستثمارات لزيادة دخل الفنان المتقاعد وفرص العمل للجميع وخاصة المنسيين، وتفعيل دور النقابة والربط بين الفنان وشركات الدوبلاج والإنتاج، وهناك مطالب خاصة من بعض الشباب الذين يطالبون بعد التخرج النظر بموضوع الخدمة الإلزامية والسعي لإقرار اتفاقية لخريجي المعهد المسرحي كي تكون خدمتهم في المسرح العسكري ويبقوا على تواصل وتطوير حركة هذا المسرح المنسي، وبرأيي الشخصي سيقدرون على تقديم مسرح حقيقي مثل المسرح القومي، ويجب على المرشحين ضخ دماء جديدة، والتعامل مع الفنانين خارج البلد بشفافية.
الابتعاد عن الفنان
بدوره قال الفنان والمخرج عارف الطويل هي الخطوة الأولى للانتخابات النقابية، ونأمل اليوم أن يكون هناك مجلس جديد لنقابة الفنانين، بعد أن ابتعدت عن الفنانين ولم تعد بيتاً لهم، في القديم كنا نجتمع وتخصص قاعة لعمل بروفات لمسلسل ما أو مسرحيات في مبنى النقابة، وكانت عبارة عن خلية عمل اجتماعية وفنية ومنبر ثقافي، كل هذه الأدوار فقدتها نقابة الفنانين وصارت بعيدة عن الجميع، وأصبح الفنان يتحاشى المجيء إليها بسبب الجفاء.
بكرا أحلى
و”عندما يكون المجلس بخير بالتأكيد نحن بخير، وإذا كان غير متضامن ومتعاون معنا كيف سيشعر بأوجاعنا”، بهذه الجرأة تحدثت المرشحة تولاي هارون حيث قالت عن خطتها الانتخابية: هناك الكثير من الفنانين موجوعين ومكسورين ويشعرون بالإهانة، وبدوري شعاري العريض للحملة الانتخابية هي “بكرا أحلى” بوجود مجلس جديد، وأتمنى نجاح المجموعة ورؤية الأفكار على أرض الواقع، وهناك الكثير من الخطط أهمها إعطاء فرص عمل للشباب وشعور المتقاعد بالأمان، والاهتمام بالمريض والوقوف بجانبه، وأن لا تكون الأفكار مكتوبة على الورق فقط وإنما تنفذ على أرض الواقع، وألا نجلس على العروش وترك العالم لمصيرها المجهول، وأقول إذا بقي النقيب الحالي في منصبه سننسحب جميعاً ونسلم بطاقاتنا.
الأمل بالشباب
من جهته قال الفنان دريد لحام مرت النقابة بفترة ذهبية في بداية تأسيسها وكان هناك حماس، لكن هناك أشياء تراكمت مع مرور الزمن، والآن لدينا أمل كبير بالشباب لينقلوا النقابة من وضعها الحالي الذي أسمع أنه ليس بخير، والمفروض أن جيلي يستند عليها، ويفترض أن يكون هناك تكامل أجيال وليس صراع أجيال، وأن يؤمن كل جيل بالجيل الآخر، ويحق لنا انتقاد النقابة عندما نتشارك في صياغتها وصناعة مجالسها وعند ممارسة الحق في الانتخابات يحق لنا وقتها المحاسبة.
واجب وطني
وقال الفنان سلوم حداد: الانتخاب واجب وطني وإنساني وموضوعي، ومشاكل النقابة يحلها المسؤولون فيها، وما يقرره مجلس إدارة النقابة هو الذي يتم، ونتأمل التغيير للأفضل بأعضاء المجلس القديم وأعضاء المؤتمر العام، وهناك الكثيرون قالوا: إذا بقيت النقابة كما هي سيقاطعون النقابة، أنا ضد هذا الكلام وما يقرره الزملاء ضمن الانتخابات هو الذي يسود، والانسحاب هي مشكلة شخصية، ومايريده الفنان هو تأمين لقمة كريمة والقليل من الكرامة، والمشكلة الأساسية في النقابة وأنا لا أستطيع تحديد نقاط المشكلة بسبب السفر، لكن هناك فنانين متعبين مادياً، والمطلب الأساسي من النقابة هو عودتها لأيام سورية قبل الأزمة عندما كان الوضع أفضل بكل شي وخاصة بعدم إطلاق الأحكام على الأشخاص بطريقة صعبة.
مواقف النقابة
من جهته بيّن الفنان يوسف المقبل أن الأمل في التغيير في هذه الانتخابات، وأضاف: أنا لست ضد أي أحد، وفي نقابة الفنانين هناك 1700 عضو من حقهم أن يكون بينهم 200 صالحين للقيادة، ويجب الذهاب دائماً باتجاه التغيير، صوتت لمجموعة أسماء أشعر أنها في المرحلة القادمة قادرة على فعل التغيير، ومن وجهة نظري جميل أن نذهب باتجاه شباب تخلوا عن انفعالية المرحلة السابقة ووضعت فيتو على الكثير من الأسماء الفنية الذين خرجوا من سورية، وليس كل من خرج عدواً للبلد، ونريد مجموعة من الأسماء متصالحة مع الجميع حتى ينطلق العمل النقابي.
وعن مشاكل النقابة ذكر الفنان مقبل بعض الأحداث منها: كنت قد وقعت مع شركة إنتاج لعمل ما لأفاجئ في التصوير وجود ممثل بديل، فأخذت العقد وتوجهت إلى النقابة لتحصيل حقي، لكنها لم تفعل شيئاً، وقلت لهم لا أريد حقي ولكن سجلوا لأنفسكم أنكم انتصرتم لفنان منتسب للنقابة منذ 35 سنة وحققوا لي هذه الرغبة وسأتبرع بمبلغ العقد لصندوق النقابة، لكن للأسف لم يقدموا على أي خطوة، ربما لا يريد النقيب أن يخرب علاقته بشركات الإنتاج، كما أن هناك فنانين متقاعدين كانوا من مؤسسي الدراما السورية والعربية مثل نهاد قلعي، هل يعقل أن يأتي ورثتهم كل شهر لقبض مبلغ قدره 5000 ليرة ويبصموا على ذلك، حقيقة أرى أن الدور الحقيقي للنقابة هو الذهاب إلى بيتهم وتكريمهم، حتى إذا مرض فنان لا نستطيع تأمين دخول له إلى المستشفى دون توقيع النقيب شخصياً.
انتخابات وهمية
وقالت النقابية أمانة الوالي أن النقابة بحاجة إلى فنانين وشباب يحملون الراية ويقدموا أنفسهم، وأنا كفنانة عتبي كبير لأن المعهد العالي للفنون المسرحية خرّج 37 دفعة ولا يوجد منهم اليوم إلا القليل، وعند سؤالهم عن التغيب عن الانتخابات أجابوا أنها انتخابات وهمية، ولكن أقول لهم أنتم تشكلون قوة حقيقية، وأنا في هذه الانتخابات أعطيت صوتي للذين أعرف أنهم يعملون بصدق، والمطالب من النقابة هي الاهتمام بالشباب وتشغيلهم فهم بحاجة لرعاية وحماية واهتمام وأن يكونوا في المواقع الصحيحة.
إحداث فرق
التغيير مطلب حقيقي –كما عبرت عنه الفنانة رباب كنعان- وله علاقة بهيكلية عمل النقابات والشيء القانوني والرغبات والطموح والأمل الكبير، لتكون البداية مع تغيير قانون النقابة \40\ الذي عدل بمجلس الشعب وأقره السيد الرئيس، ومن هذه النقطة انطلقنا، ونحن كمجموعة نعمل بدقة شديدة وحرفية تجمعنا رغبة جديدة بإحداث فرق واضح لدعم الفن الذي يعتبر من أهم الصناعات في اقتصاد سورية.
العمل من أجل نقابتنا
حظي الفنان فادي صبيح بدعم كبير من عدد من مشاهير الفن في سورية بعد إعلان عزمه الترشح لانتخابات نقابة الفنانين التي بدأت في الأمس عن فرع دمشق وستكمل اليوم عن فرع ريف دمشق، وقد أصر فادي صبيح على وجوده في عملية الانتخابات منذ اليوم الأول كنوع من الحب، إذ قال عن الانتخابات:
وجودي اليوم هو بمثابة من باب الود والمحبة والمؤازرة لهذا الفريق، وأتمنى أن يعمل فارقا واضحا لأننا لدينا شهية للعمل، واليوم الانتخابات هي المفصل المهم والتي ستكون الفارق، وأتمنى أن أعمل فرقاً مع كل هذه الضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومع كل هذا الحب الذي أعتبره قمة النجاح، بل أعلاها، أتمنى أن أكون على قدر هذه المسؤولية، والشعار الذي أعمل به هو العمل من أجل نقابتنا، وأصل لهذا الموقع حتى أمسك بيد رفاقنا وزملائنا.
وقد حظي ترشيح الفنان فادي بترحيب كبير من قبل العديد من الفنانين منهم باسم ياخور الذي كتب بوست على حسابه في فيسبوك قال فيه “فادي صبيح الإنسان والصديق المشترك للجميع بقلبه المحب، ولهفته لإصلاح أي مشكلة أو إنقاذ أي زميل، شكر كبير لكل الزملاء الذين يقفون إلى جانبه ليكون من ضمن المرشحين الناجحين لمجلس نقابة الفنانين كل الحب فادي ونحن نستحق إنساناً نبيلاً مثلك”.
وأعربت الفنانة كاريس بشار في تغريدة على حسابها على تويتر عن دعمها لصبيح قائلة “لم أكن أتحمّل فكرة الانتساب إلى النقابة، لكن هذه المرة إذا كان فادي نقيباً فأنا لا أفكر، أنا أنتسب مباشرة”.
الفائزون عن فرع دمشق
تماضر غانم، سيمون الخوري، منذر الفارس، تيسير علي، أحمد الحلبي.
والفائزون في المؤتمر العام لانتخابات المجلس المركزي: عارف الطويل، محمد قنوع، تولاي هارون، رباب كنعان، جهاد عازار، ماجد شيخ الأرض، بسام حسن، محمد سامر السمان، علي القاسم، وسحر فوزي.
جُمان بركات