“حارس القدس” ..إلى رمضان القادم
بعد تحضير دام ثلاث سنوات لمشروع تلفزيوني كبير بات الجميع بانتظار عرضه، وبعد الانتهاء من تصويره، أعلن المخرج باسل الخطيب في مؤتمر صحفي عقد مؤخراً في دار الأسد للثقافة والفنون أن مسلسل “حارس القدس”سوف يكون جاهزاً للعرض في رمضان 2020 معَبّراً عن تفاؤله بمتابعة هذا العمل من قبل شريحة كبيرة من الجمهور بعد إنجازه وتجاوز كل الصعوبات التي واجهت تنفيذه والخروج بنتائج ستعجب الجمهور،وهو يتناول سيرة حياة المطران ايلاريون كبوجي المناضل السوري الذي قدم الكثير من أجل سورية وفلسطين.
نموذج استثنائي
وبيَّن الخطيب أن المسلسل يقدم إجابات كثيرة عما نعيشه اليوم، وقد أُنجز بحب وشغف كبير، متمنياً أن يقدم من خلاله عملاً يليق بشخصية المطران كبوجي الغنية جداً والذي قدم نموذجاً استثنائياً لرجل الدين المناضل والمقاوم الذي بذل كل جهده لخدمة قضايا بلده،مؤكداً أن “حارس القدس” يقدم قيمة معرفية في ظل وجود جيل لا يعرف المطران كبوجي وإنجازاته، مبيناً أن العمل مستوحى من أحداث حقيقية وخلط واقعي بين ما حدث وما يفترض أنه حدث، إلى جانب وجود خطوط جانبية أوجدها العمل لتقديم دراما مشوقة،موضحاً أنه حينما وقع الاختيار على الفنان رشيد عساف لأداء شخصية ايلاريون كبوجي لم يشغله موضوع وجه الشبه بينهما لأنه ومنذ البداية لم يكن هدفه تقديم نسخة طبق الأصل عن كبوجي لأن هذا واقعياً غير ممكن،فقد كان البحث بالدرجة الأولى عن فنان لديه القدرة على التقاط نبض الشخصية والملامح العامة لها من خلال السلوك والأداء،وهذا ما نجح فيه عساف الذي قَدَّم توتراً واستنفاراً روحياً في كل مشهد، فكان وجوده المكسب الإضافي للعمل، منوهاً الخطيب الى أنه كمخرج استعاض عن أماكن التصوير الخارجية (لبنان، روما، القدس، أميركا اللاتينية) التي قضى فيها المطران الكثير من حياته بمواقع تصوير في سورية كانت مناسبة وملائمة، وهذا إنجاز للعمل على هذا الصعيد، مشيراً إلى أنه أنجز بذات الوقت فيلماً سينمائياً عن أهم الأحداث في حياة ومسيرة هذا المناضل السوري، موجهاً الشكر في نهاية كلامه إلى الأب إلياس زحلاوي عراب المسلسل والذي كان في كل خطوة خطاها العمل ليكتمل، وكذلك لمؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني التي وفرت الشرط الإنتاجي المطلوب،ولكل طاقم العمل من فنانين وفنيين.
وثيقة مؤنسنة
وأشار الأديب حسن م يوسف كاتب العمل إلى أنه عَمِلَ لمدة سنة وشهر لكتابة السيناريو، وقد وضع قلبه فيه وما توصل إليه عقله وكل ما يملك من إمكانيات لخدمة هذه الشخصية المستنيرة، مبيناً الصعوبات التي واجهته أثناء الكتابة واعتماده على عدة كتب لتوثيق مسيرة هذا المطران بشكل صحيح، مبيناً أن الاتفاق على إنجاز هذا العمل تم بعد رحيل المطران مباشرة حين أوكلت إليه السيدة ديانا جبور حين كانت مديرة مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتليفزيوني مهمة إنجازه،موضحاً أنه حاول في هذا العمل كعادته أن يقدم الوثيقة المؤنسنة بعيداً عن جمود الوثيقة والتلقين والمباشرة ليستمتع الجمهور بما سيشاهده، وأنه اليوم وقبل العرض لا يستطيع أن يتكهن كيف سيترجم ما كتبه على الشاشة لأن العمل الفني يُكتَب على الورق وأمام الكاميرا وأثناء المونتاج، إلا أنه أشار إلى أنه كتب سيناريو “حارس القدس” استناداً إلى أن الدراما هي الحياة وقد اقتُطِعَت منها اللحظات المهمة، وأن الفن هو أرقى أشكال الاقتصاد (طرد غير المفيد) وقد مارس هذه اللعبة في المسلسل، مشيراً إلى أن الفن برأيه وجهة نظر وليس نظرية، فقد قَدَّم كبوجي من وجهة نظره ولكنه لم يقدّم أي تفصيل في “حارس القدس”ليس منسوباً لوثائق كبوجي.. وأشار إلى حوار كان كبوجي قد أجراه مع سركيس أبو زيد وأنطون فرنسيس عام 1979 قال فيه: “ما يجري في لبنان (الحرب الأهلية) ليس هدفه لبنان بل سورية” وهذا يؤكد أنه صاحب رؤية،وهو في نضاله في فلسطين سار على الدرب الذي شقه المناضل السوري عز الدين القسام الذي استشهد في فلسطين.
بعيداً عن التقليد
وعبّر الفنان رشيد عساف في أول تعاون له مع المخرج الخطيب عن سعادته بالمشاركة في هذا العمل الهام الذي يقوده مخرج كبير وكاتب بوزن حسن م يوسف، معترفاً أنه تَخَوَّف بدايةً من تجسيد هذه الشخصية الوطنية الهامة، وقد جهد في الجمع بين أدائه وروح الشخصية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المطلوب منه كممثل لم يكن تقليد هذه الشخصية وإنما إظهار الحالة النفسية والروحية والوطنية التي تمتعت بها، مع تأكيده على أنه بحث ونقَّب عن كل ما يمكن أن يفيده في تجسيدها بشكل صحيح وفي قدرته على المقاومة والتصدي للاحتلال، مبيناً أن العمل أُنجز عرفاناً بالجميل وتقديراً لما قدمه كبوجي في مسيرته، وخاصة في هذه الفترة التي تواكب صفقة القرن،حيث أن تكريمه يعني أن البوصلة ما زالت فلسطين.
مطران استثنائي
وأوضح الأب إلياس زحلاوي أن اسم ايلاريون هو اسم أسقف في غزة عاش في القرن الثالث وتوفي شهيداً، وهو يعني باليونانية السعيد، وقد اختار المطران جورج كبوجي هذا الاسم لكهنونته، ويومها لم يكن يدري أنه سيكون أشبه بشهيد ليس غزة بل فلسطين كلها، مؤكداً أن كبوجي مطران استثنائي يحتذى به لأن الدين إن لم يكن في خدمة الإنسان فهو ليس بدين، مشيراً إلى أن معرفته بكبوجي تعود إلى فترة كان فيها زحلاوي في عمر العشرين،مؤكداً أن المسلسل سيحمل رسالة سورية إلى الوطن العربي والعالم وكنائس الشرق والغرب، شاكراً جهود المخرج والكاتب لتقديم شخصية استثنائية .
زياد جريس الريس
وأكد المدير العام لمؤسسة الإنتاج زياد جريس الريس أن هذا العمل يحمل رسالة سورية وطنية بامتياز للغرب والشرق، شاكراً كل من ساهم في إنجازه من فنانين وفنيين وموظفي المؤسسة بشكل خاص الذين استنفروا ليل نهار خلال مدة التصوير.
جسد شخصية المطران كبوجي في كبره رشيد عساف وفي شبابه إيهاب شعبان وفي طفولته الطفل ربيع جان، وشارك في المسلسل عدد كبير من الفنانين نذكر منهم: أمل عرفة، سامية الجزائري، صباح الجزائري، سليم صبري، آمال سعد الدين، ليا مباردي،أمير برازي، ربى الحلبي، نادين قدور، عهد ديب، جمال نصار، غسان عزب،ترف التقي، يحيى بيازي.
أمينة عباس