على النظام التركي تجنّب أي تصريحات استفزازية حول إدلب موسكو: لوقف دعم الإرهابيين وتزويدهم بالأسلحة في سورية
دعت وزارة الدفاع الروسية النظام التركي إلى وقف دعم الإرهابيين في محافظة إدلب وتزويدهم بالأسلحة، فيما حذّرت وزارة الخارجية الروسية النظام التركي من الاستمرار في إطلاق التصريحات الاستفزازية حول الوضع في محافظة إدلب، في وقت أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن التحضيرات لعقد قمة ثلاثية بين روسيا وتركيا وإيران بشأن سورية جارية، مشيراً إلى أن موعد القمة لم يتم تحديده بعد.
وقالت المتحدّثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي تعليقاً على تصريحات أدلى بها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان حول إدلب: “فيما يخص هذه التصريحات.. فثمة دول عدة تحسب أن بإمكانها الإدلاء بها.. مع أنه من وجهة نظرنا ينبغي في مثل هذه الظروف تفعيل قنوات الخبراء قبل كل شيء، فلهذه القنوات إمكانات هائلة”.
وأكدت سورية خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أمس الأول أن نظام أردوغان، الخارج عن الشرعية الدولية، يواصل بدعم دول غربية اعتداءاته على الأراضي السورية في محاولة لإنقاذ أدواته من المجموعات الإرهابية، مشدّدة على أنها ستحارب الإرهاب على أراضيها، وستواصل ذلك حتى تحرير كل شبر منها.
إلى ذلك، ذكر مركز التنسيق الروسي في بيان له أن الهجمات التي شنتها التنظيمات الإرهابية على محور بلدة النيرب بريف إدلب الجنوبي الشرقي كانت مدعومة بنيران مدفعية قوات النظام التركي، وأشار المركز إلى أن وسائل السيطرة الروسية رصدت نيران مدفعية من مواقع قوات النظام التركي باتجاه وحدات الجيش السوري، لافتاً إلى أنها ليست المرة الأولى التي تدعم فيها قوات النظام التركي الإرهابيين في سورية.
كما أشار البيان إلى مشاركة مقاتلات روسية في صد الهجوم الإرهابي المدعوم تركياً وتدمير عدد من الآليات والمدرعات.
وفي وقت سابق، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن التحضيرات لعقد قمة ثلاثية بين روسيا وتركيا وإيران بشأن سورية جارية، مشيراً إلى أن موعد القمة لم يتم تحديده بعد، وقال: “إن مفاوضات جرت مع الجانب الإيراني حول هذا الموضوع.. وهذه القمة قيد الإعداد.. هناك موافقة من الجانب الروسي على تواريخ معينة، ولكن الجميع يعلم أنه من الضروري تنسيق المواعيد مع الرؤساء الثلاثة، وحتى الآن لم يتم الانتهاء من هذا، وبمجرد أن يتم هذا سنبلغ الجميع”.
وأضاف بيسكوف رداً على سؤال عمّا إذا كانت هناك أي خطط أو موعد للقاء محتمل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان: “لا.. لم يظهر شيء بعد”.
من جانبه، أكد سفير روسيا في لبنان ألكسندر زاسبكين أن الاستفزازات المتكررة من قبل التنظيمات الإرهابية في سورية جعلت القضاء على الإرهاب أولوية، وأشار إلى أن بلاده لا تزال متمسكة بتفاهمات سوتشي وبمسار أستانا حول سورية، لافتاً إلى أن هذه المرحلة “حساسة جداً، لذلك هناك مشاورات بين الأطراف المعنية حيال تطورات الوضع”.
كما أكد نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي يوري شفيتكين أن الأعمال العدائية التي تقوم بها سلطات النظام التركي في إدلب تشكّل انتهاكاً لاتفاقيات أستانا وسوتشي، وقال: “إذا قررت تركيا اتخاذ خطوات غير عادية فيما يتعلق بأعمالها العدائية، فإن ذلك سيكلفها الكثير وعليها أن تدرك المسؤولية عما يحدث هناك”.
ولفت البرلماني من كتلة روسيا الموحدة إلى أن المجموعة الروسية في سورية تبذل كل ما في وسعها لمنع الأعمال الإرهابية على الأراضي السورية، وهي قادرة إذا لزم الأمر على الرد بطريقة مناسبة، موضحاً أن ما تقوم به الأطراف الأخرى في إدلب انتهاك لاتفاقيات أستانا وسوتشي.
وفي أثينا، أكد رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة ضرورة وقف كل أشكال التدخل الخارجي في سورية ودعم مسارات الحل السياسي بما يضمن وحدة وسلامة أراضيها، وقال خلال ترؤسه وفداً نيابياً يشارك بأعمال الدورة 14 للجمعية البرلمانية لدول البحر الأبيض المتوسط المنعقدة في العاصمة اليونانية أثينا: إن سورية القوية الآمنة المستقرة الموحدة هي بالضرورة مصلحة لمنطقتنا برمتها، محذّراً من أن اللجوء للحلول العسكرية وإبقاء المنطقة مسرحاً لحرب الوكالات ستكون عواقبه وخيمة على الجميع.
وفي أنقرة، أكد نائب رئيس الحزب الجيد التركي، أحمد كامل أر آوزان، أن استمرار دعم سلطات النظام التركي للإرهابيين على مختلف مسمياتهم في سورية بشكل مباشر سينعكس سلباً على سمعة تركيا في العالم، وأوضح أن تركيا تقوم بتدريب وتسليح وتمويل المجموعات الإرهابية المسلحة، وقامت بإرسال 15 ألفاً منهم إلى شرق سورية، وثلاثة آلاف إلى ليبيا، وهي مستمرة بتدريب ثلاثة آلاف آخرين تدريباً خاصاً داخل تركيا، وأعرب عن قلقه من تطورات الوضع في المنطقة مع استمرار دعم نظام أردوغان للمجموعات الإرهابية المسلحة، وحشد أعداد كبيرة من القوات التركية في المنطقة، مبدياً استغرابه من حديث النظام التركي وإعلامه عن وجود “معارضة معتدلة وأخرى متطرفة”، وتساءل ساخراً: كيف لمعارض معتدل أن يملك كافة أنواع الأسلحة الثقيلة، ويقاتل إلى جانب جيش دولة أو دول أخرى وضد بلده الأساسي”؟!. ويؤكد الكثير من الساسة الأتراك أن أردوغان مستمر بدعم الإرهابيين في سورية، ويعرقل حل الأزمة فيها.
من جانبه، أكد وزير الثقافة والسياحة التركي الأسبق أرجان كاراكاش أن أردوغان ينتهج سياسات استفزازية وخطيرة تجاه سورية، وقال: إن خسارة تركيا في سورية ستكون كبيرة جداً مع استمرار السياسات الحالية لأردوغان، والتي تقوم على حماية الإرهابيين في إدلب والاستمرار في النهج الإخواني المدعوم أمريكياً في إطار ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الكبير، لافتاً إلى أن أردوغان يسعى لجر تركيا إلى حرب خطيرة مع الجارة سورية بحجة الوضع في إدلب، ناسياً أنه هو السبب في هذا الوضع.
وشدد كاراكاش على حق الدولة السورية في تحرير كامل التراب السوري من الإرهاب وفق ما يضمنه لها القانون الدولي، موضحاً أن حل المشكلات التي تواجهها تركيا مع سورية لا يمكن أن يتم إلا عبر الحوار مع الحكومة السورية مباشرة.
في الأثناء، أكد سفير سورية لدى روسيا الاتحادية الدكتور رياض حداد أن دعم بعض الدول للإرهاب في سورية يعتبر أكبر خطأ بحق الإنسانية، لافتاً إلى أن هدف الحصار الاقتصادي الجائر الذي فرضته تلك الدول على الشعب السوري كسر عزيمته التي لا تلين.
وخلال اجتماع مع ممثلي المنظمات الدينية والجمعيات الوطنية والاجتماعية في مدينة نيجنفارتوفسك بسيبيريا، قال حداد: “إن أكبر خطأ ارتكب بحق سورية والعالم الإنساني بأكمله تمثّل بدعم المجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي والتي تحمل إيديولوجيا تكفيرية متطرفة غريبة عن المجتمع السوري”، وأضاف: إنه مع فشل تلك المجموعات بتنفيذ الأجندات المعدة لها من دول الهيمنة بتدمير الدولة السورية تدخّلت تلك الدول بشكل مباشر وخاصة القوات الأمريكية والتركية لتسيطر على منابع النفط، وتنهب ثروات الشعب السوري.
وفي معرض إجاباته عن أسئلة المشاركين بالاجتماع، قال السفير حداد: إن دول الهيمنة فرضت حصاراً اقتصادياً جائراً على الشعب السوري، ومارست إرهاباً اقتصادياً عليه مستخدمة العقوبات غير القانونية بهدف كسر عزيمته التي لا تلين، ولفت إلى أن سورية شكّلت عبر التاريخ أنموذجاً فريداً في الشرق الأوسط والعالم للتعايش بين مختلف المكوّنات الدينية والعرقية والاجتماعية من خلال تبني نموذج وطني جامع يتساوى فيه جميع أفراد المجتمع في الحقوق والواجبات أمام القانون.
إنسانياً، أكدت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية استمرارها في دعم الشعب السوري والوقوف إلى جانبه، وخصوصاً في مرحلة إعادة الإعمار.
وأشار رئيس قسم العلاقات الخارجية في الكنيسة المطران هيلاريون إلى أن الكنيسة تشارك في ترميم البنية التحتية في سورية وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري، لافتاً إلى أنه في فترة قصيرة تم تنفيذ عدد من المشاريع الترميمية الناجحة، كما تم تقديم مساعدات لإعادة بناء الكنائس والمساجد المدمّرة في سورية، وأوضح أن الحكومة الروسية والكنيسة الأرثوذكسية تعمل بالتنسيق مع الحكومة السورية لمساعدة عودة المهجرين السوريين بفعل الإرهاب إلى ديارهم.
من جانبه، أكد عضو الإدارة الدينية لمسلمي روسيا عضو المجلس الاجتماعي في روسيا الاتحادية الشيخ ألبير كرغانوف أهمية ما تقوم به سورية لتحقيق الأمن والاستقرار في ربوعها وتطهير أراضيها من الإرهاب، وقال: “من الطبيعي أن تقوم سورية بتطهير أراضيها من المتطرفين والإرهابيين.. كما ينبغي توفير الظروف المناسبة لإعادة الإعمار وبناء الحياة بعد الحرب”، موضحاً أن موقف روسيا والعديد من بلدان العالم يتفق مع قواعد القانون الدولي في التأكيد على سيادة سورية وحرمة أراضيها وحق شعبها وحده في تقرير مستقبله.
ونوّه عضو المجلس الرئاسي الروسي لتطوير المجتمع المدني وحقوق الإنسان ألكسندر برود بالانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في حلب وإدلب، مشدداً على حق الشعب السوري في تحرير أرضه وتقرير مستقبله، وأشار إلى أن روسيا الاتحادية تبذل كل ما بوسعها لمساعدة الشعب السوري في مكافحة الإرهاب، مديناً الأعمال العدوانية التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي والنظام التركي على الأراضي السورية والتي تثير مشاعر الغضب والاحتجاج لدى جميع شرفاء العالم.
وفي مصر، أكد نائب رئيس حزب التجمّع التقدمي وعضو البرلمان المصري السابق عاطف مغاوري أن الاعتداءات المتغطرسة التي تشنها قوات النظام التركي لن توقف انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب، وقال: “الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في حلب وإدلب جاءت بعد سنوات من التآمر المستمر على سورية في محاولة لإسقاطها”، داعياً الأحرار والشرفاء في الوطن العربي إلى الوقوف إلى جانب سورية في مواجهة ما تتعرض له.
وفي لبنان، أكد الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي معن بشور أنه ومع كل انتصار يحققه الجيش العربي السوري وحلفاؤه يتأكد من جديد ما آمن به شرفاء الأمة وأحرارها منذ بدء الحرب على سورية بأنها أقوى من كل المتربصين بها والساعين إلى النيل منها، وأضاف: “إن بسط الدولة السورية سلطتها على كل شبر من أراضيها أمر حتمي.. وهزيمة الإرهابيين ورعاتهم هي مقدّمة لانتصارات قادمة وشاملة”، لافتاً إلى أن دماء الشهداء والجرحى هي التي كللت سورية بالنصر على كل الأعداء، وستحررها من كل احتلال.