اقتصادصحيفة البعث

انزعاجكم يريحنا

 

من المؤكد أن سورية هي الدولة الأولى في العالم التي تنطبق عليها مقولة “انزعاج أمريكا من بلد ما يعني أنها تسلك الطريق الصحيح”..!.
ولم نكن نتوقع أن ترحب أمريكا ومعها الغرب الاستعماري بتحرير حلب من الإرهابيين فهذه الدول كانت ولا تزال تدعم ميليشياتها الإرهابية بأداتها “الأردوغانية” لتدمير الدولة السورية..!.
وانزعاج أمريكا لا يقتصر على انهزام ميليشياتها الإرهابية وتحرير حلب من الحصار وقتل مدنييها فقط، وإنما أيضاً بإطلاق الحكومة عجلة الإنتاج والتعمير، وهذا بالنسبة لها أمر لا يحتمل..!.
ولهذا السبب فإننا نؤكد للنظام الأمريكي ومعه الغربي: انزعاجكم يريحنا جداً..!.
من المؤكد أن النظام الأمريكي انزعج من سرعة الجيش العربي السوري بتحرير حلب، لأنه كان من الجازمين بأن تحرير حلب يحتاج إلى معجزة..!.
وعندما تحققت المعجزة أعلن “الأمريكي” عن انزعاجه، وهذا مريح جداً للسوريين لأنهم يسيرون بفضل جيشهم الأسطورة على الطريق الصحيح..!.
لعل انزعاج الأمريكي يتجسد في التالي: كيف لدولة تتصدّى لحرب عالمية تشارك أكثر من 80 دولة ضدها أن تحرّر أهم مدينة اقتصادية وصناعية في جغرافيتها خلال أيام..؟.
ولعل تحرير المدينة ليس المشكلة التي استأثرت باهتمام أمريكا بعد هزيمة ميليشياتها الإرهابية فقط، وإنما أيضاً بطرح السؤال: كيف لدولة تخوض حرباً منذ عام 2011 ضد الإرهابيين المدعومين من الغرب من خلال أداتهم النظام التركي أن ترصد اعتمادات تفوق 140 مليار ليرة أي أكثر من 200 مليون دولار لإعادة تعمير ما خرّبته ميليشيات الأمريكي والتركي..؟.
ما صدر عن النظامين الأمريكي والتركي بعد تحرير حلب من ميليشياتهم الإرهابية، يدفعنا للتأكيد: حسناً.. انزعاجكم يريحنا جداً جداً..!.
وحسناً فعلت الحكومة بعقد جلستها الأسبوعية بالتزامن مع الأفراح والاحتفالات التي تعيشها المدينة بمناسبة نصرها الكبير وتحريرها وتأمينها من رجس الإرهاب وفتح مطارها الدولي والطريق السريع الذي يربطها بالعاصمة دمشق.
وعندما تعلن الحكومة عن خطتها لتنفيذ مشاريع خدمية واقتصادية في حلب خلال الفترة المقبلة بقيمة 140 مليار ليرة سورية موزعة على مجالات عمل الوزارات كافة، وخصوصاً وزارة الكهرباء التي استأثرت بأكثر من نصف الاعتمادات المالية التي ستصرف على المشاريع، فهي رسالة إلى الغرب الاستعماري وتحديداً النظامين الأمريكي والتركي: حصاركم الإرهابي والاقتصادي انتهى!.
لم يكن يتصوّر الغرب الاستعماري وخاصة النظام التركي الذي سرق الخطوط الإنتاجية للمعامل، أن المدينة بعد ثماني سنوات من احتلال ميليشياتهم الإرهابية لها ستتحرر خلال أيام قليلة بفضل الجيش العربي السوري، لذا ثاروا وغضبوا واستغلوا الأمين العام للأمم المتحدة لشيطنة الدولة السورية التي حرّرت عاصمة اقتصادها وصناعتها من إرهابيي “الأمريكان والأتراك”..!.
نعم.. كيف لدولة تتعرّض لهجوم “إمبريالي” أن تحرّر عاصمتها الاقتصادية والصناعية وترصد 143 مليار ليرة أي أكثر من 200 مليون دولار لإعادة عجلة الإنتاج..؟.
هذا السبب وحده يجعلنا نؤكد للأنظمة الأمريكية والأوروبية والتركية: انزعاجكم يريحنا جداً.. جداً..!.
علي عبود