الاحتلال ينكّل بجثمان شهيد.. وصواريخ المقاومة تدك مستوطنات غلاف غزة
بطريقة وحشية بشعة ليست جديدة على كيان الاحتلال، نكّلت قواته بجثمان شهيد فلسطيني كانت قد استهدفته مع مجموعة من الشبان شرق خان يونس قرب سياج غزة الفاصل، حيث استهدفتهم بقذيفة مدفعية، أدت لاستشهاد أحدهم وجرح أربعة آخرين.
وأفاد مصادر بأن جرافة إسرائيلية تقدّمت باتجاه جثمان شهيد، كان عدد من الشبان يحاولون انتشاله، بالرغم من إطلاق النار الكثيف باتجاههم وإصابة اثنين منهم، وأخذت تنكّل بجثمان الشهيد بمقدّمتها الحادة، ثم رفعته من رأسه ليتدلى باقي جسمه في صورة بشعة، قبل تحرّكها باتجاه الشريط الحدودي حاملة معها جثمانه.
وتعليقاً على الجريمة، نددت فصائل فلسطينية بتنكيل قوات الاحتلال بجثة الشاب الفلسطيني في قطاع غزة، إذ استنكرت حركة فتح الحادث الإجرامي الذي أقدمت عليه قوات الاحتلال، وقال الناطق باسم الحركة حسين حمايل: “إن هذا السلوك الإجرامي يعد جريمة حرب بشعة يجب الوقوف عليها من كل مؤسسات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي”، وطالب العالم أجمع بضرورة توفير حماية دولية فورية للشعب الفلسطيني، لأن هذا الإجرام يعبّر عن العقلية الهمجية والإجرامية التي تحكم سلوك سياسيي الاحتلال.
من جهته، ندد المتحدث باسم حركة الجهاد بالجريمة الإسرائيلية الوحشية، مؤكداً أن اليد التي امتدت على أبناء وأطفال شعبنا ستقطع كما قطعتها سرايا القدس والمقاومة سابقاً، ولن نتخلى عن شعبنا في يوم من الأيام، وقال: “إن جريمة خان يونس وحشية تقشعر لها الأبدان، وإن الأيادي القابضة على الزناد ستثأر لدماء الشهداء كما ثأرت وردّت قبل ذلك بقصف تل أبيب”، مضيفاً: “إن الاحتلال صفته الدائمة متعطّش للدماء وموسوم بالإرهاب والوحشية منذ عام 1948 عبر القتل الجماعي”.
وحذّر من تقديم أي مبررات لشن عدوان على قطاع غزة، موضحاً أن المقاومة تأخذ ذلك على محمل الجد، وتهديدات العدو لن تنجح في ثني المقاومة عن مشروعها، مشدداً على أن خط المقاومة سيتطور ويمضي وسيجد الاحتلال مقاومة موحدة.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية مواصلة الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق الفلسطينيين، مؤكدة أن صمت المجتمع الدولي يشجع الاحتلال على التمادي في انتهاكاته وتنفيذ مخططاته الاستعمارية، وقالت في بيان: إن استشهاد شاب فلسطيني في وقت سابق برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق خان يونس جنوب قطاع غزة المحاصر والتنكيل بجثمانه “جريمة حرب واستخفاف واضح بالشرعية الدولية وقراراتها”، وطالبت المجتمع الدولي والمحكمة الجنائية الدولية بتحمل مسؤولياتهم والعمل على محاسبة المسؤولين الإسرائيليين الذين يصرون على ارتكاب جرائم حرب بحق الفلسطينيين.
بدورها أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ولاسيما بحق الشهيد محمد علي الناعم 27 عاماً، والتنكيل بجثمانه جريمة حرب تضاف إلى جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، مشددة على مواصلة طريق النضال وانهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
وفي وقت لاحق، أفادت مصادر عن سماع دوي انفجارات في المناطق الشرقية من قطاع غزة، مضيفة: إن دوي الانفجارات ناتج عن محاولة القبة الحديدية التصدي لصواريخ المقاومة، مؤكدة “استمرار إطلاق الصواريخ باتجاه مستوطنات غلاف غزة”، وتابعت: “المقاومة أطلقت أكثر من 20 صاروخاً نحو المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، موضحة أن “عسقلان هي أكثر مستوطنة تعرضت لصواريخ المقاومة”.
بدورها، لفتت وسائل الإعلام إسرائيلية إلى أنه تم “إطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه مدينة عسقلان ومنطقة غلاف غزة”، مؤكدةً “إطلاق أكثر من 20 صاروخاً من غزة فيما نفّذت القبة الحديدية 5 عمليات اعتراض”، وتحدثت عن “فتح الملاجئ وإلغاء الأنشطة العامة في مستوطنة عسقلان”.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة قلقيلية وبلدتي تقوع في بيت لحم والعيسوية في القدس المحتلة، واعتقلت 7 فلسطينيين، بينهم طفل يبلغ من العمر 13 عاماً.
كما اقتحم 48 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.
من جهة أخرى، حذّر البابا فرنسيس من اللجوء إلى “الحلول الجائرة” للشأن الفلسطيني، لأنها لن تكون سوى مقدّمة لأزمات جديدة، في إشارة إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعروفة بـ”صفقة القرن”.
وأعرب بابا الفاتيكان، في خطاب ألقاه أثناء زيارته مدينة باري الساحلية جنوب إيطاليا لنشر السلام في البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط، عن أسفه لما يحدث من حروب عديدة بما في ذلك في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيراً بهذا الصدد إلى أن عدم إيجاد حلول عادلة للقضية الفلسطينية يترتب عليه خطر مواجهة أزمات جديدة، كما انتقد بعض السياسات المتطرفة السائدة حالياً.
وكان البابا قد عبّر عن قلقه، إثر إعلان الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس، قائلاً: “إنه يتعيّن احترام الوضع القائم للمدينة”، وداعياً كل الأطراف لاحترام قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بها.