المخاوف العالمية من تأثيرات “كورونا” تتصاعد
تتصاعد حالة التخوّف العالمية من تأثيرات انتشار فيروس كورونا الجديد على الصعيد الدولي، وسط جهود مضنية بحثاً عن علاج يضع حداً لهذا المرض، فيما أعلنت لجنة الصحة الوطنية في الصين تسجيل 648 إصابة بالفيروس و97 حالة وفاة جديدة، مضيفة: إن 96 حالة وفاة وقعت في مقاطعة هوبي، وحالة واحدة في مقاطعة قوانغدونغ، في وقت أكد الرئيس الصيني، شي جين بينغ أن الاتجاه الإيجابي لاحتواء تفشي الفيروس في البلاد آخذ في التوسّع.
وقال شي، خلال اجتماع عقد في بكين لدعم جهود تنسيق الوقاية من المرض والسيطرة عليه: إن تفشي هذا المرض يمثّل حالة طوارئ كبرى للصحة العامة، وخصوصاً أنه ينتشر بشكل أسرع، ويسبب العدوى الأكثر انتشاراً منذ تأسيس الجمهورية الصينية، مضيفاً: هذه أزمة واختبار كبير بالنسبة لنا، وبعد العمل الشاق يتوسّع الاتجاه الإيجابي للوقاية والسيطرة الآن.
ولفت إلى أن جميع ترتيبات العمل في الوقت المناسب والإجراءات المتخذة أثبتت فعاليتها، كما أن نتائج أعمال الوقاية والسيطرة أظهرت مرة أخرى قدرة النظام في الصين على مواجهة التحديات.
من جهته أعلن مي فنغ، المسؤول بلجنة الصحة الوطنية الصينية، أن بلاده حققت تقدماً ملحوظاً في علاج المرضى المصابين بالفيروس، عبر تعزيز تدابير الوقاية من المرض، وجهود السيطرة عليه واستقدام التعزيزات الطبية.
وفي السياق نفسه أعلنت كوريا الجنوبية حالة الإنذار القصوى، وقرّر الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي أن رفع مستوى الإنذار إلى أعلى درجة، وأكد بعد اجتماع للحكومة بهذا الشأن أن فيروس كورونا هو نقطة تحوّل، والأيام المقبلة ستكون حاسمة.
وسجلت كوريا الجنوبية إصابة 602 شخص، ثاني أكبر عدد من المصابين على أراضيها بعد الصين، فيما أعلن عن ثلاث وفيات إضافية، ما يرفع عدد الوفيات الإجمالي إلى خمس.
وفي إيطاليا أعلن رئيس الوزراء، جوسيبي كونتي، إغلاق الشركات والمدارس، ووقف الأنشطة الثقافية والرياضية في منطقة لومبارديا وفينيتو لمنع تفشي الفيروس، فيما أعلنت الحكومة إغلاق 11 بلدة، غالبيتها في منطقة لومبارديا، بعد اكتشاف 79 حالة إصابة بفيروس “كورونا” المستجد، توفي اثنان منهم، وقالت: إنها ستكون مجبرة على عزل البلدات التي تعتبر مركز تفشي فيروس “كورونا”.
وسيحد هذا الإجراء، الذي يستهدف مجموعتين منفصلتين من الفيروس من حركة عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون في هذه المناطق.
وبهذا الإجراء تكون إيطاليا أول دولة في أوروبا تخضع مدناً للحجر الصحي بعد شهر تماماً على اتخاذ الصين تدبيراً مماثلاً حول الوباء.
وأكد أتيليو فونتانا، رئيس منطقة لومبارديا، الأكثر تأثراً بالمرض أن عدد المصابين بات أكثر من مئة، مطالباً بـ “المزيد من الرقابة الحدودية”، مشيراً إلى أنه سيتم تعليق فعاليات كرنفال البندقية– فينسيا.
بدورها تستعد فرنسا أيضاً لانتشار محتمل للفيروس، وفق وزير الصحة أوليفييه فيران، الذي أكد أنه يتابع عن كثب الوضع في إيطاليا، مرجّحاً احتمال أن يكون هناك إصابات جديدة في فرنسا.
وفي اليابان أفادت قناة “ان اتش كي” بوفاة راكب ثالث كان على متن سفينة دايموند برنسيس، وهو رجل ثمانيني، تم إجلاؤه ثم نقل إلى المستشفى، فيما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن مسؤولين أمريكيين بارزين أمروا بإجلاء مجموعة من مواطنيهم المصابين بفيروس “كورونا” من اليابان دون التشاور مع الرئيس دونالد ترامب، ما أثار غضبه.
وفي إيران أعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس الجديد في البلاد إلى 43 شخصاً، والوفيات إلى 8 أشخاص، وقال رئيس مركز المعلومات بوزارة الصحة كيانوش جهانبور: إن من بين الحالات التي تم فحصها، خلال الساعات الـ 24 الماضية، تم تشخيص 15 إصابة جديدة، بينها 7 إصابات في مدينة قم، و4 في طهران وحالتان في محافظة جيلان، وحالة واحدة في المحافظة المركزية وأخرى في مازندران، فيما توفي ثلاثة أشخاص من بين الإصابات الجديدة.
وأعلن رئيس مجلس بلدية طهران محسن هاشمي أنه سيتم فرض عزل صحي على العاصمة الإيرانية في حال ارتفاع عدد المصابين فيها بالفيروس، فيما أعلنت وزارة الصحة إغلاق الجامعات في 9 محافظات، تقع في وسط وشمال البلاد، حتى نهاية الأسبوع كإجراء احترازي لاحتواء انتشار الفيروس، وأوضحت العلاقات العامة بالوزارة في بيان لها أن جميع الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في محافظات طهران، البرز، قزوين، المركزية، قم، همدان، أصفهان، كلان، ومازندران، تم إغلاقها حتى نهاية الأسبوع الجاري، مشيرة إلى أن هذا القرار اتخذ كإجراء احترازي لمواجهة انتشار الفيروس، في حين أعلنت وزارة التربية والتعليم الإيرانية تعطيل كل مدارس العاصمة طهران بسبب انتشار “كورونا”.
كما أكد رئيس مركز إدارة الأمراض السارية بوزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيراني، محمد مهدي غويا، أن نحو 98 بالمئة من المصابين بـ “كورونا” يمكن معالجتهم، مشيراً إلى أن 80 بالمئة منهم مصابون بالحالة الخفيفة للفيروس، وبالإمكان معالجة بقية الأفراد لو تمّت العناية بهم جيداً.