الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

ليلــــــــة الحنـــــــــــاء الجولانيــــــــــــة

 

ليلة تحلم بها كل أنثى، تكون الفتاة فيها أميرة المشهد والحفل ومحط أنظار الحاضرين وموضع اهتمامهم وعنايتهم وهي بقمة الابتهاج والفرح والسرور. وتكون عادة قبل العرس بيوم أو اثنين على الأغلب، وتبقى من الذكريات الخالدة الجميلة لأيام الشباب وحياة ما قبل الزواج. وتكون ليلة الحناء في منزل العروس التي تكرس ذلك اليوم لاستحمامها ونظافتها وزينتها حيث تجتمع مساء أخواتها وقريباتها وصديقاتها وبنات القرية لوداعها، لأن الصباح يحمل في طياته الفاردة التي ستنقلها لبيت عريسها. وإذا كان العريس من القرية نفسها تشارك أخواته وقريباته في مراسم ليلة الحناء حاملات كميات كافية من الحناء العابقة بالعطر والجمال. أما إذا كان مسكن العريس بعيداً؛ ويتعذر حضور أخواته فعليه شراء الحناء والعطر وإرسالهم لعروسه.
وكانت الحناء للعروس فقط؛ لأن أبناء الجولان يعتبرونها زينة أنثوية لا ينبغي للرجل أن يتغاوى بها كالنساء، وإن أصرّ صحبه وأخوته على ذلك فيكتفي بتخضيب البنصر الأيسر فقط بينما تقوم العروس وصويحباتها بنقش الحناء على اليدين والمعصمين والرجلين برسوم وزكركشات ومنمنمات جد جميلة ومدهشة؛ تنفذها سيدة بارعة تجيد نقش الحناء. وهناك مثل جولاني يوصِّف تلك الحالة، يضرب لمن يتقاعس عن أداء المطلوب منه وإنجاز عمله: /أيديه محناية/.
وتقوم الفتيات بليلة الحناء بالغناء والرقص والدبكة لوداع العروس التي ستفارق بيتها وقريتها وأهلها وصويحباتها وقريباتها، وهناك من يسمي ليلة الحناء بليلة الوداع.
محمد غالب حسين