لافروف: القضاء على الإرهابيين في كل مكان يتواجدون فيه قواتنا الباسلة تواصل تقدّمها في ريف إدلب.. وتحرر تل النار و8 بلدات جديدة
تابعت قواتنا الباسلة تقدّمها في ريف إدلب الجنوبي، وحررت تل النار وقرى الشيخ مصطفى والنقير وكفر سجنة وأرينبة وسطوح الدير ومعرة حرمة ومعرزيتا وجبالا، بعد معارك مع المجموعات الإرهابية، ولاحقت فلول الإرهابيين الفارين باتجاه دير سنبل وترملا، فيما باشرت وحدات الجيش تمشيط بلدة كفرسجنة، بعد تحريرها من الإرهاب وتأمين محيطها، لرفع مخلّفات الارهابيين، حيث عثرت على شبكة من الأنفاق وأسلحة ثقيلة ومقرات من مخلّفات التنظيمات الإرهابية.
سياسياً، جدّد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، التأكيد على ضرورة تطبيق اتفاق سوتشي، والقضاء على الإرهابيين في إدلب وفي أي مكان يتواجدون فيه، فيما أكد الشيخ ماهر حمود، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان فتح حدوده للإرهابيين للدخول إلى سورية، واستغرب ادعاءات أردوغان بأنه يريد الأمن بإدلب في وقت هو من يهدد أمن السوريين.
وفي التفاصيل، خاضت وحدات الجيش، خلال الساعات الماضية، اشتباكات مع إرهابيين من تنظيم “جبهة النصرة” والمجموعات المرتبطة به، والمدعومة من النظام التركي، في تل النار وقرى الشيخ مصطفى والنقير وكفر سجنة وأرينبة وسطوح الدير، وانتهت الاشتباكات بدحر الإرهابيين من تل النار وقرى النقير والشيخ مصطفى وكفر سجنة، وتدمير عتاد وآليات كانت المجموعات الإرهابية تستخدمها في اعتداءاتها على النقاط العسكرية المتمركزة في المنطقة لحماية القرى المحررة من الإرهاب.
ولاحقت وحدات الجيش فلول الإرهابيين الفارين باتجاه دير سنبل وترملا، بالتوازي مع استهداف مواقع انتشار المجموعات الإرهابية في قرى معرزينة ومعرة حرمة وترملا، وكبّدتها خسائر بالأفراد والعتاد.
وحررت وحدات من الجيش أمس الأول قريتي الشيخ دامس وحنتوتين جنوب غرب وشمال غرب معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، بعد أن دمّرت آخر تجمعات الإرهابيين وتحصيناتهم، ولاحقت فلولهم المندحرة.
وفي وقت لاحق خاضت وحدات الجيش اشتباكات مع إرهابيين من “جبهة النصرة”، وحررت قرى معرة حرمة ومعرزيتا وجبالا بالريف الجنوبي لإدلب، وقضت على عدد من الإرهابيين، ودمّرت آلياتهم.
إلى ذلك ذكر ضابط ميداني أنه بعد سيطرة وحدات الجيش على بلدة كفرسجنة وعدد من القرى المحيطة بدأت عناصر الهندسة بتمشيط البلدة لرفع مخلّفات الإرهابيين من ألغام وعبوات ناسفة وغيرها، حيث عثرت على أسلحة ثقيلة من مدافع وصواريخ وقواعد إطلاق لها وعلى مقرات قيادة الإرهابيين مجهزة ومحصنة، وأضاف: إنه عثر أيضاً على شبكة من الأنفاق والخنادق تمتد نحو 3 كم كان الإرهابيون يتحركون ضمنها بين البلدة وقرية العامرية، وينطلقون منها لتنفيذ اعتداءاتهم الإرهابية في المنطقة.
سياسياً، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على ضرورة القضاء على الإرهاب في محافظة إدلب، مشيراً إلى أن تركيا لم تف بتعهداتها بموجب اتفاق سوتشي وعليها تنفيذها، وأوضح، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الطاجيكي سراج الدين مهر الدين بموسكو، أن إرهابيي تنظيم “جبهة النصرة”، المدرج على قائمة مجلس الأمن للكيانات الإرهابية، ينتشرون في إدلب، ويستهدفون المدنيين في المناطق المجاورة ومواقع الجيش السوري وقاعدة حميميم، مشدداً على ضرورة تطبيق اتفاق سوتشي، والقضاء عليهم في إدلب وفي أي مكان يتواجدون فيه، وأضاف: “إن تركيا لم تف بتعهداتها بموجب اتفاق سوتشي حول إدلب وعليها تنفيذها”. ويؤكّد اتفاق سوتشي ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب في سورية بكل أشكاله ومظاهره، وهو جزء من الاتفاقات السابقة حول مناطق خفض التصعيد التي نتجت عن مسار أستانا منذ بداية العام 2017، وانطلقت في أساسها من الالتزام بسيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية وتحريرها من الإرهاب ومن أي وجود عسكري أجنبي غير شرعي.
وأعرب لافروف عن قلقه من دعم الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، لتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي لتحقيق أجنداتهم الجيوسياسية في سورية، مشدداً على أن هذا الأمر مرفوض تماماً، وأنه يجب مواصلة الحرب على الإرهاب في سورية وفي أي مكان بالعالم، وشدد على تمسّك موسكو بموقفها الصارم إزاء وجود المجموعات الإرهابية في إدلب، وفي مقدّمتها “جبهة النصرة”، وأضاف: “سنعترض قطعياً على أي محاولات لتبرئة الإرهابيين الذين تم تصنيفهم من قبل مجلس الأمن الدولي” بالإرهاب.
وفي لبنان، أكد الشيخ ماهر حمود رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان فتح حدوده للإرهابيين للدخول إلى سورية رغم أنه يعلم من هم وما هي مخططاتهم، وأوضح أن أردوغان كان يعلم منذ البداية أن ما يجري في سورية هو مؤامرة أمريكية، ومع ذلك قام بفتح حدود تركيا أمام إرهابيي تنظيمي “داعش” و”النصرة” رغم علمه بمخططاتهم وما ينوون عمله، واستغرب ادعاءات أردوغان بأنه يريد الأمن بإدلب في وقت هو من يهدد أمن السوريين.
كما أكد المشاركون في لقاء جمع أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين “المرابطون” العميد مصطفى حمدان وعدد من الشخصيات السورية والعربية أن الصمود العظيم للشعب العربي السوري وانتصارات جيشه على الإرهاب أفشلت مخططات الأعداء تجاه سورية.
وضم اللقاء الأمين العام لاتحاد الطلاب العرب الدكتور نضال عمار ورئيسة الاتحاد الوطني لطلبة سورية في لبنان رشا فاضل وأمين عام حزب التجمع الوحدوي في البحرين حسن المرزوق والقيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد الكريم شرقي. وأشار المجتمعون في بيان إلى أن سورية ستعود إلى دورها الطبيعي الرائد في حماية الأمن القومي العربي من كل الشرور المتربصة به، وأكد البيان أن الأيام المقبلة ستشهد نصر سورية على الإرهاب وأدواته، لافتاً إلى أن الإرهابيين المهزومين في سورية بدؤوا الهجرة المعاكسة إلى البلدان التي أرسلتهم.
بالتوازي، بحث رئيس مجلس الوزراء اللبناني حسان دياب وسفير سورية في لبنان علي عبد الكريم العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطورات الأوضاع في المنطقة. وعقب اللقاء أشار السفير عبد الكريم إلى أنه قدّم لدياب التهنئة بتشكيل الحكومة، وتبادلا وجهات النظر حول العديد من القضايا التي تهم البلدين الشقيقين.
وأكد عبد الكريم أن اللقاء كان مفيداً جداً، وأظهر حرص دياب على إيجاد مخارج إيجابية لجهة العلاقات بين البلدين.
وكان السفير هيثم أبو سعيد، مفوض الشرق الأوسط في اللجنة الدولية لحقوق الإنسان، أكد أن وجود قوات النظام التركي في سورية احتلال وخرق سافر للقانون الدولي، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية يحاولون إطالة أمد الأزمة ولا سيما من خلال تسييس المسائل الإنسانية، وقال: “هناك وجود غير شرعي للجيش التركي على الأراضي السورية.. فهذه أراض سورية”، مؤكداً أنه لا يحق للنظام التركي “أن يملي أي إرادة أو أي طلب، لأن وجوده في سورية غير شرعي وغير قانوني”، وأضاف: إن التنظيمات الإرهابية التابعة لنظام أردوغان تستخدم المدنيين في محافظة إدلب دروعاً بشرية، وتمنعهم من الخروج عبر الممرات الآمنة تحت عناوين مختلفة، ولفت إلى الادعاءات الكاذبة والاتهامات المزيفة التي سيقت من بعض الأطراف حول المسائل الإنسانية منذ بداية الأزمة في سورية. ونفى أبو سعيد المزاعم التي تتحدث عن نزوح مئات آلاف المدنيين في إدلب باتجاه الحدود مع تركيا، وقال: “الأرقام التي يحاول الأمريكيون تزويرها في المحافل الدولية باتت مكشوفة، والحديث عن مليون إنسان كلام غير دقيق ولا علاقة له بالواقع”.
وفي إيران، قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية في طهران الدكتور أمير الموسوي: إن من حق الجيش العربي السوري والحكومة السورية تحرير جميع المناطق من الإرهاب، وأوضح أن الحكومة السورية أبدت التزاماتها بكل القرارات التي صدرت عن اجتماعات سوتشي وأستانا، لكن الجانب التركي تنصّل من التزاماته، ولم ينفّذ وعوده، وقام بدعم التنظيمات الإرهابية بالسلاح والمال، وقدّم التغطية السياسية لها، وأضاف: “إن الشعوب الحرة في المنطقة والعالم تقف إلى جانب سورية لتحرير أراضيها من التنظيمات الإرهابية المتطرفة المدعومة من الخارج”.
كما أعرب الدكتور عباس علي كدخدائي المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور في إيران عن أمله في عودة الأمن والاستقرار الكاملين إلى ربوع سورية بهمة وشجاعة وصمود شعبها، فيما أكد علي رضا شيروي مدير عام دائرة الإعلام الأجنبي في وزارة الثقافة والإرشاد أهمية الانتصارات العظيمة للجيش العربي السوري والشعب السوري، مشيراً إلى أن الصمود السوري خلال السنوات الماضية لم يسمح للأعداء وإرهابيي المنطقة والعالم المدعومين من الخارج وخاصة أمريكا والكيان الإسرائيلي بأن يصلوا إلى أهدافهم.
بدوره أكد الأكاديمي الدكتور حسن أسدي أستاذ القانون أن انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب وتحريره مساحات واسعة دليل على الإرادة القوية للقيادة السورية رغم التهويل والتمويل والإسناد المستمر للإرهابيين، مشيراً إلى أن هذه الانتصارات ستؤسس لانتصارات أخرى على الإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم بأسره، فيما بارك داود بور صحت الكاتب والخبير في شؤون الشرق الأوسط للقيادة السورية والشعب السوري الانتصارات العظيمة التي حققها الجيش العربي السوري على الإرهاب وتشغيل مطار حلب الدولي وفتح الطريق الدولي بين حلب ودمشق، مشدداً على أن هذه الانتصارات قلبت الموازين والمعادلات في المنطقة ورهانات بعض الدول التي تستثمر في الإرهاب لأهداف سياسية، بينما رأى الكاتب والمحلل السياسي سعيد شاوردي أن هذه الانتصارات العظيمة والاستراتيجية لسورية أفشلت المؤامرات عليها.
بدوره نوّه محمد حسيني من قسم العلاقات الدولية للخدمات المعرفية الإيرانية بالانتصارات التي حققها الشعب والجيش العربي السوري على الإرهاب في مختلف المناطق السورية ومنها حلب، وقال: إننا نفتخر بعزيمة الجيش العربي السوري الذي يدحر الإرهاب المدعوم عالمياً، فيما أكد أمير هاموني المدير التنفيذي لبورصة فرابورس إيران التابعة لمنظمة البورصة الإيرانية أيضاً أن الانتصارات في حلب لم تكن لسورية فقط، وإنما انتصارات للمنطقة على التنظيمات الإرهابية.
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي سعيد شاوردي: “هذه الانتصارات تحققت بفضل الوحدة واللحمة الوطنية في سورية، حيث ساهمت بالوقوف ضد الأعداء وإفشال مؤامراتهم”، وأعرب عن ثقته بأن المعارك والانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في ريف حلب ستؤدي إلى تطهير كامل الأراضي السورية من دنس الإرهابيين والمحتلين في إدلب وغيرها، ونأمل أن تعم كامل ربوع سورية.
وفي براغ، أكد المعلق السياسي التشيكي ألكس شفامبيرك أن ما يقوم به أردوغان في إدلب يشكّل دعماً للإرهابيين الخطرين، وأشار في تعليق نشره في موقع نوفينكي التشيكي إلى أن أردوغان لا يكتفي باعتداءاته وتدخلاته في سورية، بل يقوم بإرسال الأسلحة والإرهابيين المرتزقة من التنظيمات التي يدعمها في سورية إلى ليبيا، إضافة إلى الجنود الأتراك، وأكد أن تدخلات أردوغان في ليبيا تدل على أطماعه بنفطها بعد إخفاقه في تحقيق أطماعه في سورية منبهاً إلى المخاطر التي يجسّدها أردوغان الساعي ليس فقط لإحياء السلطنة العثمانية البائدة، وإنما أيضاً لعلاقته الوثيقة مع تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي.