فرق تحرٍّ وتقصٍّ وخطط طوارئ لتتبّع حركة الجراد الصحراوي
دمشق – حياه عيسى
اتخذت وزارة الزراعة العديد من الإجراءات الاحترازية لمواجهة خطر أسراب الجراد الصحراوي في المنطقة، وتمثلت بتشكيل فرق تحرٍّ وتقصٍّ واكتشاف في جميع المحافظات وتشكيل غرفة عمليات طارئة لوضع خطط طوارئ لتتبع حركة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى خاصة، بالتزامن مع وجود وحدات تحرٍّ عن الجراد للإبلاغ عن مناطق وجوده وأماكن تموضعه. وأكد مدير وقاية النبات في وزارة الزراعة فهر مشرف في تصريح لـ”البعث” أنه تم تأمين آلات المكافحة والمبيدات، بوجود احتياطي منها لحوالي 80 ألف هكتار ممكن تحريكها بين المحافظات حسب دخول أسراب الجراد إليها في حال وصوله إلى سورية، إضافة إلى تأمين آلات للرش، مع إعداد شراكة مع كل الجهات في المحافظات كالجمعيات الفلاحية والمجتمع الأهلي للتبليغ عن وجود أسراب الجراد في حال دخولها، علماً أن أسراب الجراد الصحراوي وصل عرض انتشارها إلى نحو 40كم وطولها 60كم. وتابع مشرف: إن هناك منظومة تتمثل بأمانة هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في مصر مسؤولة عن المنطقة الوسطى تعلن بشكل يومي عن حركة الجراد وطرق التعامل معها، مع إيصال خرائط عن تحركات ومعلومات للتعامل معها وعن الاتجاهات المتوقعة لحركة الجراد، ولكن حتى الآن لم يتم الارتقاء إلى السيطرة الكاملة على الجراد الصحراوي نتيجة الأسراب الهائلة التي تهاجم المنطقة، ولاسيما أن ظاهرة الجراد الصحراوي تتعلق بتحول الجراد من انفرادي إلى تجميعي ومن ثم تشكيل أسراب والهجرة لأنها عابرة للحدود، وأكثر ما يؤثر في تشكيل الأسراب وحركتها الظروف المناخية (كالحرارة، والرطوبة، واتجاه الرياح المساعد بتنقل وحركة الجراد الصحراوي)، أما بالنسبة لسورية فتعتبر من البلدان التابعة لهيئة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى التي تنقسم إلى قسمين أحدهما لبلاد التكاثر كالسودان، واريتريا، وبلاد القرن الإفريقي، والحبشة، وجيبوتي، والصومال، واليمن، وهي مناطق التكاثر الأساسية، أما القسم الآخر فهو مناطق الانتشار كدول الخليج، وسورية، والأردن، والعراق، ولبنان.
وأشار مدير الوقاية إلى أنه منذ خريف عام 2019 بدأت تتشكل أسراب هائلة من الجراد الصحراوي في منطقة القرن الإفريقي وفي الهند وباكستان، وأصبحت هناك هجرة كبيرة منها نحو السعودية إلى مناطق لم يطأها الجراد منذ أكثر من 25 عاماً تقريباً، كالربع الخالي الذي أصبح منطقة للتكاثر، الأمر الذي أعاق وأخّر فرق المكافحة لأنها من المناطق غير المتوقع الانتشار فيها، علماً أنه تم وصول سربين من الجراد الصحراوي إلى الأردن العام الماضي وتم التعامل معها ومكافحتها، بالإضافة إلى أن جزءاً من تلك الأسراب دخل الكويت وإيران التي شهدت هجرة من الجراد الإفريقي ومن الهند وباكستان التي تم فيها مكافحة الجراد على أكثر من 200 ألف هكتار.