اقتصادصحيفة البعث

“اربطوا الأحزمة.. بلدكم يرحّب بكم..”!

 

لطفاً اربطوا الأحزمة، سنهبط اضطرارياً في الميناء الجاف للاستثمار السوري..!!!.
شكراً للتجاوب والهدوء، أما عن سبب هذا الهبوط الاضطراري، فنعلمكم أنه يعود إلى خلل فنيّ في العقل “الهيدروليك” المشغّل لعجلات قطاع الاستثمار عامة، والاستثمار في قطاع النقل الجوي المدني خاصة..!.
وللعلم لم يُتَح لنا التأكد أكان ما يحدث خللاً طارئاً، أم تعطيل مقصود، بفعل فاعل وعن سابق عمد وتصميم..؟!؛ لكن وبما هو متاح بين أيدينا من معطيات لا بد من الإشارة إلى وجهة مُبيَّتة، لا تنبئ بأن الاستثمار في النقل الجوي، على المدرج الصحيح والسليم..!.
المفارقة أن هناك قانوناً لهذا النوع من الاستثمار..، لكن هذا القانون، وبما تبعه من تصدير لقرارات وإجراءات وزارية في “النقل”، لا يدلّ على أن هناك أية تسهيلات أو محفزات تقتضيها المرحلة..، لا بل عراقيل وصعوبات..!؟، إلى حدّ أن تلك الأخيرة تفرّدت باشتراطاتها الخارجة عن منطق أي سرب قانوني جوي، وحتى عما هو قائم ومتّبع ومحدّد من اشتراطات، إقليمياً ودولياً، ومن الجهة الدولية نفسها، التي تعدّ مرجعاً شاملاً كاملاً..، وهي المنظمة العالمية للطيران المدني..!!!.
ما يحدث مع من يرغب ويسعى جاهداً للاستثمار في هذا المجال، وخاصة ممن استطاع إلى ذلك سبيلاً، بتحقيقه المطلوب وأكثر، كما استطاع تجاوز -ونقولها بصراحة- الاشتراطات المحلية المُتعَمَّدة في عراقيلها، والنابذة في مفاجآتها لأي مستثمر..، هو أمر أكثر من مستهجن وغريب، لا يحتمل ويستوي فيه التبرير..!.
ففي الوقت الذي نجد أن هناك من يُقدم للاستثمار في هذا القطاع الحيوي..، رغم ما يعلمه ويدركه من كم الحظر والعقوبات المفروضة على وطنه سورية، وما يعني ذلك وما سيواجهه، ومع هذا يظل مصرّاً..، ويبدي كل دعم للمشغل الوطني الوحيد ولطيرانه، كما يعلن أيضاً عن تخصيص جزء من الأرباح لأبناء الشهداء وغير ذلك..، نجد الجهات المعنية تعمد أكثر وأكثر للحؤول بينه وبين أن يحلق مشروعه بكبير الفوائد والعوائد..!.
والسؤال الكبير: لماذا يتم التعاطي مع مثل هذا الاستثمار المُكلف مادياً من ناحية، والقادر على تأمين المئات من فرص العمل، وفي الاختصاصات والمجالات المختلفة المستوى، ناهيكم عن العائد المالي المجزي لخزينتنا العامة، وتحديداً من القطع الأجنبي، الذي نحن بأمسّ الحاجة إليه في المرحلة الراهنة والقادمة..، بهذه العقلية التي لا تترك لنا مجالاً للتكهن، سوى أن هناك مرامي وغايات، مفصّلة على “قياسات” محدّدة..!؟.
خمس شركات طيران، لا يزال مصيرها معلقاً..، والترخيص لها أسير غير المفهوم وغير المبرر، وجديده (القرار 17…!)، وفقاً لخبراء ومختصين..، في حين تنتظر سوقنا التجارية المشغلين الجويين، القادرين على الإسهام بكسر الحصار والاحتكار، وتحقيق ما يكرهه الأعوان…!؟.
“اهبطوا بسلام.. بلدكم يرحب بكم..”، نأمل ألاَّ ننتظر طويلاً، كي نسمع الخمس كلمات تلك..، لأنها الأغلى والأثمن…!!!.
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com