توقعات قاتمة للفحم في أوروبا
توقعت وكالة أنباء “بلومبرغ” أن يواجه الفحم الأوروبي سنة أخرى مخيبة للآمال، وذلك في ظل وفرة المعروض من الغاز الطبيعي في المنطقة وقلة الطلب على الوقود الأحفوري بسبب تبني سياسات استخدام الطاقة النظيفة.
وأشارت الوكالة إلى تراجع استخدام الفحم العام الماضي في سبعة اقتصادات أوروبية، بمعدلات انخفاض تاريخية؛ وهو ما أدّى إلى هبوط السعر المرجعي لطن الفحم بنحو الثلث ليصل إلى 62 دولاراً. وأوضحت الوكالة، أن التوقعات بالنسبة للفحم لهذا العام تبدو قاتمة، حيث توقع محللون بمؤسستي “إس آند بي غلوبال بلاتس” و”كابيتال إيكونميكس” انخفاض سعر طن الفحم إلى 50 دولاراً، وهو ما سوف يمثل أكبر تراجع له خلال أربع سنوات. وأضافت الوكالة: إن هذا التراجع يعدّ أحدث مؤشر على انهيار اقتصادات الفحم فيما يزيد قليلاً على عام، وذلك منذ وصل سعر طن الفحم إلى 100 دولار. ولفتت الوكالة إلى مؤشرات بحدوث خفض هائل في أعداد محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم، مثل هدف أوروبا المتمثل في خفض الانبعاثات الكربونية إلى مستوى صفر بحلول منتصف هذا القرن، إلى جانب تكثيف استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية الأرخص تكلفة، فضلاً عن انخفاض أسعار الغاز.
ووفقاً لتحليل “بلومبرغ”، فإن الفرق بين تكلفة الوقود وسعر الطاقة المولدة في محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في ألمانيا يتجاوز الفارق في المحطات التي تعمل بالغاز.
وفي الوقت نفسه، تسبب تباطؤ إنتاج الصلب في أوروبا والهند واليابان في انخفاض كبير في سعر فحم الكوك، الذي تستخدمه مصانع الصلب لتصنيع السبائك المعدنية، حيث انخفضت الأسعار بنسبة 38% في 2019 إلى 136 دولاراً للطن المتري.
وأثر انخفاض أسعار الفحم في المنتجين الأميركيين بشدة، حيث ساهم في سلسلة من حالات الإفلاس في شركات عدة، لكن الفحم الأرخص سيخفف الضغط على منتجي الصلب في أوروبا، حيث أدى انخفاض المبيعات وارتفاع التكاليف إلى انخفاض هوامش الربح.