كرة الاتحاد والفرصة الضائعة
اعتذار أو إقالة قيس اليعقوبي مدرب كرة الاتحاد على خلفية الوقوع الصادم أمام الوثبة بثلاثية نظيفة في اللقاء الأول للفريق في مرحلة الإياب، وتكليف الهواش بدلاً عنه ولو مؤقتاً كما يتم التداول في أوساط النادي، يؤكد ما ذهبنا إليه مراراً وتكراراً بوجود حلقة مفقودة في الفريق تسببت في تراجع مستواه ونتائجه في الدوري الممتاز، هذه الحلقة المفقودة تتمثّل في الجانب التنظيمي والانضباطي للفريق، وفي تداخل الصلاحيات بين القائمين الذي تمت إضاعة بوصلته منذ اللحظة الأولى لبناء الفريق، وإبرام التعاقدات مع اللاعبين التي شابها الكثير من اللغط والشكوك، خاصة ما يتعلق بالمعايير الاحترافية، وبقيم العقود المالية التي تجاوزت المنطق والحد المقبول منذ أن دخل الاحتراف عالم الكرة السورية، يقول المثل: /أهل مكة أدرى بشعابها/، إلا أن ذلك لا يمكن أن يكون مقياساً ثابتاً في أنديتنا، فمجمل التجارب السابقة جاءت فاشلة باستثناء القليل منها الذي كان للحظ فيه نصيب كبير.
بطبيعة الحال، وفي ضوء ما تقدم، نجد أن فريق الاتحاد، بالرغم من كل الزخم والدعم المعنوي والمادي الذي حظي به، أضاع فرصة ذهبية للمنافسة هذا الموسم على لقب بطولة الدوري، ما يستدعي تحديد المسؤوليات، ومحاسبة الذين عبثوا بالفريق، والأهم إعادة النظر بتركيبته وتكوينه الفني والإداري، والكف عن المهاترات، ووقف التدخلات من داخل وخارج النادي، وهنا يبرز دور إدارة النادي المعنية أولاً وأخيراً بعودة الاستقرار للفريق بأن تحدد رؤيتها المستقبلية بعيداً عن التجارب الشخصية الفاشلة، فالمشكلات واضحة وضوح الشمس، ولا تحتاج إلى اجتهادات فردية، بل تحتاج إلى تقييم حقيقي ومنطقي ومدروس، وبنوايا صادقة من الجميع تكون الغلبة فيها لمصلحة الفريق والنادي، لا لمصلحة الأشخاص المنتفعين وهم كثر ومعروفون.
معن الغادري