الخطة التنفيذية للمشروع الوطني للترجمة
أعلنت الهيئة العامة السورية للكتاب عبر المؤتمر الصحفي الذي أقيم أمس في مبنى الهيئة عن خطتها التنفيذية 2020 للمشروع الوطني للترجمة، وهي خطة طموحة تشمل نحو سبعين كتاباً من لغات مختلفة تغطي جميع مجالات المعرفة الأدبية والفكرية والعلمية، وقد أوضح د ثائر زين الدين مدير الهيئة بأن ثقافتنا ينبغي أن تكون كتلك البحار المفتوحة على جميع الثقافات العالمية المختلفة عن طريق الترجمة وبإشراك جميع الجهات المعنية بها.
إقرار الخطة
وبين د زين الدين أن اللجنة التحضيرية المشكلة بقرار وزير الثقافة أقرت الخطة التنفيذية للترجمة لعام 2020 وهي خطة للقارئ والباحث معاً فهي متنوعة الأغراض متعددة اللغات، وتتميز بأنها أكثر تحديداً وفي الوقت نفسه مفتوحة لكل الجهات المهتمة بالترجمة العامة والخاصة، مشيراً إلى أن جميع كتب الخطة تستجيب لحاجة المجتمع، فحصة العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية والصحة العامة كبيرة وهذه كلها ترفع وعي المواطن فكرياً وعلمياً وصحياً، وتقدم للقارئ العام مايرغب به أيضاَ من كتب الأدب بكل أنواعه من لغات ومدارس مختلفة، وفيما يخص أدب الطفل أوضح بأن النصيب الأكبر من أدب الطفل الذي ينشر هو أعمال مترجمة حتى فيما يخص السلاسل المختلفة للأطفال ومن مختلف لغات العالم، وفي هذا العام نركز على الجانب النفسي للطفل وكذلك الأمور الداعمة للأطفال الذين يعانون من صعوبات تؤثر على أدائهم فهم أكثر من تأثروا في هذه الحرب.
وقرأ حسام الدين خضور مدير مديرية الترجمة في الهيئة البيان الصحفي الخاص بإعلان الخطة التنفيذية للترجمة لهذا العالم على اعتبارها خطة شاملة تشمل ثلاثة مجالات هي الآداب العامة في مختلف الأجناس الأدبية ومن مدارس ولغات مختلفة، والعلوم الإنسانية بكافة فروعها والعلوم الطبيعية، بالإضافة إلى كتب في الصحة العامة بهدف رفع مستوى الوعي الصحي للجمهور، موضحاً أن المعايير المعتمدة في اختيار الكتب التي ستتم ترجمتها هي معايير علمية وقيمية وأيضاَ معرفية بالإضافة إلى الحاجة العلمية للكتاب مع الحرص عند اختيار الكتب على عدم ترجمة كتب تدعو إلى الكراهية والتعصب، أو تحابي مصالح جماعات معينة على حساب أخرى، مؤكداَ أننا نترجم الكتاب الذي يقدم المعرفة بشكل أساسي ويقدم القيم الجمالية وثقافات الشعوب التي هي في الأساس ثقافات تدعو للتسامح والتعاون والسلام، بالإضافة إلى مراعاتنا في الترجمة لحاجات مؤسساتنا المختلفة ولاسيما التعليمية واحتياجات المجتمع السوري إلى الكتاب في جميع ميادين الثقافة والمعرفة التي تلبي احتياجات القارئ سواء العام أو المتخصص.
وأكد د. أحمد شعبان مسؤول الخطة الوطنية للترجمة عن الأسبانية أهمية المشروع الوطني للترجمة الذي تنجزه الهيئة فهي تقدم عناوين بانورامية في مختلف صنوف المعرفة إضافة إلى كتب للأطفال وإلى كتب ضخمة وهامة لم تستطع دور النشر الخاصة أن تتحمل عناء ترجمتها، حيث قامت الهيئة بالتصدي لترجمة هذه الكتب. كذلك أشار د. غسان السيد مدير التأليف إلى ضرورة دعم مديرية الترجمة لتقديم أكبر عدد ممكن من الكتب في مختلف المجالات مع ضرورة نشر عدد أكبر من الكتب المترجمة إلى اللغة العربية.مراجعة عامة
وفي مراجعة عامة للخطة التنفيذية للعام الماضي يبدو أنه ورغم إطلاق خطة وطنية منسقة لكن معدل الإنجاز كان دون طموح الهيئة، فقد تضافرت ظروف موضوعية وذاتية حالت دون تنفيذها كاملة فقد كان من معوقات العمل صعوبة تأمين الكتب كلها ونقص الموارد البشرية وعدم التزام دور النشر الخاصة بالخطة، لذلك جاء في الخطة التنفيذية لهذا العام أهدافاً ثابتة هي التخلص من العفوية في الترجمة والعمل مع جهات معنية ببلورة خطط وطنية ودعم النشر الورقي بالنشر الالكتروني، كما أكدت الخطة على أهداف المشروع الوطني للترجمة بأن تلبي حاجات القارئ والباحث معاً، وتلبي حاجة المؤسسات الوطنية إلى رؤى جديدة واتجاهات عالمية في حقول عملها والحرص على أن يكون المحتوى المعرفي الثقافي هو المعيار في انتقاء الكتب عبر هذه الخطة التي تتسم بحجمها وتنوعها فهي تشمل: الآداب بكل أجناسها من لغات ومدارس وبلدان مختلفة، العلوم الإنسانية في كل المجالات والعلوم الطبيعية والصحة العامة، كما بلغ عدد الكتب المقترحة للترجمة نحو سبعين كتاباً سيترجم بعضها من لغات وسيطة وهي الكتب المقترحة من اليابان والصين وكوريا وماليزيا وأندونيسيا وغيرها من البلدان التي يتوفر لدينا مترجمون يتقنون لغاتها، وستكون الحصة الأكبر من الكتب المزمع ترجمتها من نصيب اللغات الثلاث الأولى الإنكليزية والفرنسية والروسية بسبب توفر المترجمين المؤهلين من هذه اللغات، كما يعتمد تنفيذ الخطة على ما يمكن الحصول عليه من نسخ إلكترونية وما قدمته بعض دور النشر الشهيرة في روسيا وفرنسا وإيران، كذلك أبقت اللجنة على بعض الكتب المهمة التي لم تنجز ترجمتها في الخطط السابقة.
لوردا فوزي