الجيش الليبي يسقط ثاني طائرة تركية مسيّرة خلال 24 ساعة
أعلن الجيش الوطني الليبي، أمس، إسقاطه ثاني طائرة مسيّرة تركية، في غضون 24 ساعة، في العاصمة طرابلس، ضمن تواصل جهوده في التصدي للتدخلات التركية، مع إصرار رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان على الاستمرار في دعم ميليشيات حكومة الوفاق بالسلاح والمرتزقة.
وأفادت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية أن منصات الدفاع الجوي التابعة للجيش الليبي أسقطت، أمس، طائرة تركية مسيّرة في محيط منطقة سوق الخميس جنوب العاصمة طرابلس.
وهذه ثاني طائرة تركية من طراز “بيرقدار” تسقطها دفاعات الجيش في غضون 24ساعة، حيث أعلن اللواء أحمد المسماري المتحدّث باسم القائد العام للجيش الوطني الليبي، الثلاثاء، في مقطع فيديو عبر صفحته على فيسبوك: إن طائرة مسيّرة تركية أسقطت بعد إقلاعها من القاعدة التركية في “معيتيقة”.
والثلاثاء، أعلن أردوغان مقتل جنديين تركيين، وذلك في أوضح اعتراف بتلقي خسائر بشرية نتيجة التدخل في ليبيا، فيما أثيرت شكوك حول الرقم الفعلي لعدد القتلى، وذلك بعد يومين على إعلان الجيش الوطني الليبي عن مقتل 16 جندياً تركياً خلال مشاركتهم في العمليات العسكرية.
وأرسل أردوغان في الأسابيع الأخيرة جنوداً ومرتزقة إرهابيين من سورية لدعم حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، في مواجهة قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر. لكن قوات حفتر شنّت حملات مكثّفة ضد التواجد التركي على الأراضي الليبية مؤخّراً لمنع الأسلحة المتدفّقة على البلاد التي أغرقها أردوغان بالأسلحة.
وسبق لقوات الجيش الليبي أن دمّر عشرات الطائرات المسيّرة على مدى الأشهر الماضية، بالإضافة إلى مستودعات أسلحة تركية وذخيرة حية وصلت طرابلس عبر الميناء، الذي تسيطر عليه حكومة السراج والميليشيات.
واتهم عبدالهادي الحويج وزير الخارجية الليبي السراج باستخدام إيرادات النفط الليبية لدفع أجور آلاف المرتزقة، واصفاً رئيس حكومة الوفاق بـ”مجرم الحرب” الذي “يقبل بوجود مرتزقة لقتل شعبه وطيارين يقتلون المدنيين”، فيما حذّر الإعلام الحربي التابع للجيش الليبي من الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات الموالية لأردوغان، حيث أفادت “بأن العصابات الإرهابية بقيادة أتراك تروّع المدنيين في تخوم طرابلس بالأسلحة الثقيلة من عدة مواقع داخل العاصمة، حيث استهدفت بيوت المدنيين في منطقة قصر بن غشير وعين زارة”.
وكان متحدّث باسم الجيش الليبي أعلن الأحد عن مقتل 16 من الجيش التركي على أيدي القوات المسلحة حتى الآن، بالإضافة إلى 105 من المرتزقة الذين جاءت بهم تركيا إلى ليبيا.
وفي هذا السياق، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن روسيا لديها تأكيدات حول ما ورد في تقارير فريق خبراء مجلس الأمن بشأن نقل إرهابيين إلى ليبيا بمساعدة من نظام أردوغان، وقال، خلال كلمته في الغرفة الاجتماعية الروسية: “إن فريق خبراء لجنة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يقوم بالإبلاغ بانتظام عن نقل المسلحين الأجانب إلى ليبيا، وهو ما نؤكّد حدوثه بمساعدة تركيا بالطبع”.
وكانت مصادر كشفت في كانون الثاني الماضي وصول أكثر من 1700 من المرتزقة الإرهابيين إلى ليبيا كانت نقلتهم قوات نظام أردوغان من سورية، في وقت تواصل فيه تجنيد أعداد أخرى من الإرهابيين في مدينة عفرين وغيرها من المناطق التي تحتلها شمال سورية تمهيداً لنقلهم للقتال في ليبيا.