سعيد يوسف يعزف لحنه الأخير
غيب الموت منذ أيام الفنان الموسيقي سعيد يوسف الذي رحل إثر معاناته من مرض عضال، والموسيقي يوسف عازف متميز أسس مدرسته الخاصة به، وأصبح اسمه يتردد كمبدع له بصمته في تاريخ الموسيقى، شارك مع عازفين عرب وعالميين في حفلات عديدة، كما غنى من ألحانه كبار المغنين، وعندما اختار الأمير محمد عبد الكريم تسليم أمانة الحفاظ على آلته من الاندثار اختاره قائلاً: “لاتموت آلة البزق في سورية طالما هناك شخص يدعى سعيد يوسف”.
ينتمي يوسف لعائلة طربية إذ يقول عن تأثره بآلة البزق وتميزه في العزف عليها: الغناء يرافقنا في كل حركة نقوم بها وخاصة لجهة عائلة أمي، ومن هنا كان تأثري بهذه الآلة التي كنت أسمع بها عن طريق بعض العازفين الذين غادروا دنيانا الآن، كالملحن محمد عبد الكريم من سورية، ومحمد عارف من العراق، ومحي الدين بعيون من لبنان، وهذا الأخير كان اسماً لامعاً ويقال أنه هو من أتى بالبزق قبل كل الآخرين، ومن هنا تملكتني أمنية اقتناء بزق يرافقني وأتعلم عليه لعليّ أحقق ذات يوم اسماً يليق بهؤلاء العمالقة.
وبسبب قربهم من تركيا كونه من مدينة الحسكة كان سعيد يوسف يذهب إلى تركيا ويحضر في المسارح والملتقيات، مما أتاح له لقاء فنانين مخضرمين في العزف عندهم، ومنهم اكتسب أسلوباً فطرياً في العزف، فهو يرى أن الموسيقى لغة عالمية وهي لغة الشعوب يقول:هذا المزيج الفسيفسائي الجميل الذي قدمته من الألحان أعطاني لوناً خاصاً بي، فأنا لم أقلّد أحداً ودائماً أضع شريطاً للمرحوم محمد عبد الكريم وآخر تركياً وثالثاً لبعيون وأقارن فلا أرى أنني أشبه أحداً منهم، لكن إذا رأيت عندهم شيئاً مختلفاً يخدم تجربتي آخذه منهم، والمرحوم عبد الوهاب نفسه كان يقول قد أقتبس من تلميذي إذا كان يخدمني. وهناك شهادات مهمة لموسيقيين مشهورين بتجربة سعيد يوسف إذ قال عنه الموسيقار محمد عبد الوهاب في إحدى زياراته لبيروت في سبعينيات القرن الماضي بعد أن سمع عزفه: “ربنا يخليه أصابعه زي الحرير”.
كما كان له تجربة مع الفنان زياد الرحباني الذي أخذ من كتابه الذي ألفه إحدى عشرة معزوفة طبعها ووزعها بطريقة خاصة غير أوركسترالية، والشريط بعنوان “فكرة”.
كما كان لـ “محمد عبد الكريم” مكانة خاصة لدى سعيد يوسف الذي قال لقد أوصى الملحن عبد الكريم بإحدى آلات البزق لي وأخرى لأخي، فعلاقتي مع أمير البزق كانت علاقة ود واحترام.