زاخاروفا: تفاقم الوضع ناجم عن عدم وفاء النظام التركي بالتزاماته الكرملين: بوتين لن يلتقي أردوغان الأسبوع المقبل
نفى المتحدّث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف ما أعلنه رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، في وقت سابق عن اجتماع مقرر له مع الرئيس فلاديمير بوتين في اسطنبول في الخامس من آذار المقبل، وقال بيسكوف، في تصريح للصحفيين، “إن جدول أعمال الرئيس بوتين لا يتضمن زيارة إلى اسطنبول في الـ 5 من آذار ولقاء أردوغان هناك”، مضيفاً: “في الخامس من آذار لدى الرئيس بوتين خطط عمل أخرى”.
وكان أردوغان زعم في تصريحات له أن بوتين سيزور اسطنبول يوم الـ 5 من آذار المقبل لبحث الوضع في إدلب.
يأتي ذلك في ظل تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن النظام التركي لم يف بتعهداته بموجب اتفاق سوتشي، ويجب عليه تنفيذها، ورفضه مقترحات لهدنة مع الجماعات الإرهابية في إدلب، معتبراً أن “الهدنة تشجّع أنشطة الإرهابيين، وتنتهك القانون الدولي، وهي استسلام لهم”.
من جانبها، أكدت المتحدّثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن أحد الأسباب الرئيسية لتدهور الوضع في إدلب يكمن في عدم وفاء النظام التركي بالتزاماته الواردة ضمن اتفاق سوتشي، وقالت في تصريحات: “إن الاهتمام يظل منصباً على الوضع في إدلب التي تحوّلت إلى معقل لتحالف إرهابي.. ونعتبر الفشل في الامتثال للمذكرة الروسية التركية المؤرخة يوم 17 أيلول عام 2018 في سوتشي أحد الأسباب الرئيسية لتدهور الوضع”، موضحة “أنه على الرغم من تطبيق اتفاق خفض التصعيد في المنطقة واصل المسلحون قصفهم للبلدات القريبة ولمواقع الجيش السوري”. وتابعت زاخاروفا: “ستستمر المشاورات التي بدأت الأربعاء في أنقرة بين الوفد الحكومي المشترك الروسي مع الممثلين الأتراك.. وستتم مناقشة مجموعة كاملة من القضايا المتعلقة بالوضع في إدلب”. وأعربت زاخاروفا عن تشكيك روسيا بجدوى إشراك فرنسا وألمانيا في المباحثات بين روسيا والنظام التركي بشأن إدلب، وأشارت إلى أن “المشاورات جارية الآن.. وأعتقد أنها ستستمر لعدة أيام.. وربط البلدان الأخرى، وخاصة البلدان التي لا نستطيع أن نعتبرها بأنها لعبت دوراً حاسماً في الوضع على الأرض، ربما غير ضروري”، وتساءلت: “ما الهدف من توسيع الصيغة الثنائية؟”، وأكدت انفتاح موسكو على مختلف المبادرات شريطة أن يكون لها ما يبررها، قائلة: “يجب أن نفهم ما هو الجدوى أو الفائدة من كل ذلك.. خاصة أن الطرق الثنائية لمعالجة مختلف المسائل بما فيها المعقّدة، لا تزال تعمل بنجاح”.
وكان الرئيس الروسي أكد خلال اتصال هاتفي أجراه مؤخراً مع أردوغان ضرورة الاحترام غير المشروط لسيادة سورية وسلامة أراضيها، معرباً عن قلقه البالغ إزاء استمرار اعتداءات الإرهابيين في محافظة إدلب، فيما حذّرت وزارة الخارجية الروسية النظام التركي من مغبة دعم اعتداءات الإرهابيين في إدلب، والاستمرار في إطلاق التصريحات الاستفزازية حول الوضع فيها.
من جانبه أكد المركز الروسي للمصالحة في سورية أن النظام التركي يواصل انتهاك اتفاقات سوتشي حول إدلب، بتقديمه دعماً للإرهابيين الذين يهاجمون قوات الجيش السوري، وقال، رئيس المركز الروسي اللواء البحري أوليغ جورافلوف في بيان له، أمس: إن “الجانب التركي، وفي انتهاك لاتفاقات سوتشي، يواصل دعم التشكيلات الإرهابية بنيران المدفعية واستخدامه للطائرات المسيّرة الاستطلاعية والهجومية لتوجيه ضربات إلى وحدات القوات المسلحة السورية”، وأعاد إلى الأذهان أن طائرة مسيّرة تركية من طراز “أنكا” انتهكت الأجواء السورية يوم 25 شباط الجاري، ودمّرتها الدفاعات الجوية السورية.