أخبارصحيفة البعث

كورونا هل يكون سلاحاً؟

في الوقت الذي تسابق الحكومات والمنظمات الصحية حول العالم الزمن لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد، يسعى عدد من الدول لاستغلال هذا المرض كأداة سياسية في مواجهة دول أخرى لمنعها من النمو والتطور، والأهم مصادرة قرارها السياسي، ما يعني أننا أمام مرحلة جديدة على المستوى الدولي من استهداف الدول باستخدام الأوبئة والأمراض لتحقيق المآرب وفرض أجندات سياسية واقتصادية عليها، وبالتالي نحن بالفعل أمام نمط جديد من الحروب غير التقليدية، بعد حروب التواصل الاجتماعي.

في الثالث والعشرين من الجاري قالت عضو “الكنيست الصهيوني” أورلي ليفي: “دعونا لا نكون سذجاً، نحن نعرف أن وباء كورونا انتشر لأنه أُنتج كحرب بيولوجية”. تصريح صادم يحمل في طياته الكثير من الأسئلة التي بقيت منذ بداية انتشار المرض دون جواب، لماذا انتشر المرض في الصين بالتحديد، وما سبب التركيز بشكل كبير في الإعلام على دول انتشر فيها الفيروس دون أخرى، والأهم لماذا الإصرار على اعتبار فيروس كورونا وباء عالمياً، هل عائد إلى منفعة اقتصادية بحتة أم لا؟.

منذ الأيام الأولى لانتشار الفيروس في الصين وآلة الإعلام الغربي تهوّل بالأخبار المرتبطة بالمرض، وتستخدم عناوين مرعبة عنه تدعو إلى مقاطعة بكين وسحب الشركات الكبرى استثماراتها منها، مغيّبة تماماً كل الإجراءات الصينية لوقف انتشار المرض، ومتجاهلة أي دعوة لتقديم العون لها في احتواء المرض وتطويقه، ما يؤكد أن استغلال المرض لأغراض سياسية ضد بكين قائم بالفعل، ومع انتشار المرض في إيران صبت وسائل الإعلام جام غضبها على طهران، وكأنها هي من صنع المرض، ودفع به إلى العالم، حيث وجّهت منظمة مراسلون بلا حدود انتقادات حادة لطهران بسبب المرض، رغم أن الأخيرة كانت شفافة في الكشف عن أسماء المصابين به، حتى ولو كانوا بمناصب عليا في الدولة، فلماذا لم تهاجم هذه المنظمة كوريا الجنوبية مثلاً، وهي ثاني الدول من حيث انتشار المرض بعد الصين؟.

ولكن أخطر أمر حتى الآن هو ترويج بعض الدول لدفع منظمة الصحة العالمية لاعتبار الفيروس وباء عالمياً، على الرغم من أن مدير المنظمة الدولية قد أكد في غير مناسبة أن المرض يمكن احتواؤه، ولا يرقى إلى درجة اعتباره وباءً، فالسارس والإيبولا هما أخطر على البشرية من “كورونا”. كلام يؤكّد من جديد بأن هناك رغبة من بعض الدول للاستثمار في المرض، وحصد مكاسب كبيرة سياسية واقتصادية على حساب الأمن الصحي العالمي، وفي هذا السياق يمكن التدقيق في الخسائر الهائلة للبورصات الدولية والتي وصلت إلى ترليون دولار، والتي يمكن أن تؤدي إلى كوارث كبرى في الاقتصادات حول العالم في حال استمرت الأحوال على هذا المنوال.

إن التدقيق في كلام عضو الكنيست الصهيونية على الرغم من محاولات وسائل الإعلام الكبرى إسقاطه من نشراتها الإخبارية وعدم الاعتداد به، يؤشر وبقوة إلى وجود أطماع سياسية كبرى لدى بعض الدول لاستخدام فيروس كورونا كسلاح فتاك لتغطي به على فشلها في المواجهة مع الصين وغيرها من الدول، متناسية أن خطر كورونا يتجاوز حدود الدول ومصالحها، ويهدد الإنسانية بأكملها، فهل ستنجح هذه الدول في مسعاها، في تحويل المرض إلى سلاح بيدها، أم تتمكن الصين وغيرها من الدول من تبديد ذلك الحلم، وإفشال المخططات الرامية إلى ذلك، كما أفشلت غيرها من المشاريع؟.

سنان حسن