النظام التركي يوظّف إعلامه للترويج لـ “جبهة النصرة” الإرهابية
في خرق جديد للقوانين والمواثيق الدولية، ومواصلة سياسة الاستثمار في الإرهاب، أقدم التلفزيون الرسمي التركي “تي. أر. تي وورلد”، أداة أردوغان، على الترويج لتنظيم القاعدة الإرهابي، عبر إجراء ونشر مقابلة مع الإرهابي المدعو “أبو محمد الجولاني” متزعم تنظيم “جبهة النصرة”، المدرج على لائحة الإرهاب الدولية.
ومن اللافت أن هذه الخطوة أتت بعد عدة أيام من تصريحات لنائب رئيس جهاز المخابرات التركي السابق، جواد أونيش، والتي أشار فيها إلى احتمالية مبادرة واشنطن لإخراج تنظيم جبهة النصرة من قائمة التنظيمات الإرهابية من أجل مصالحها الخاصة، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان الإعلام الرسمي التركي يهيّئ الرأي العام لقبول مثل هذه الخطوة.
وتعليقاً على توظيف أردوغان الإعلام الرسمي التركي خدمة للإرهاب والترويج له، وتحويله إلى أداة ناطقة باسم التنظيمات الإرهابية، التي طالما دعمها بالمال والسلاح، أكدت صحيفة مانيفستو أن الرأي العام في تركيا أبدى ردود فعل غاضبة على إجراء القناة حواراً مع إرهابي، ونشره عبر شاشتها، معتبرة الخطوة ترويجاً لتنظيم إرهابي.
وكان رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي، كمال كيليتشدار أوغلو، جدد التأكيد على أن أردوغان ينتهج “سياسات طائشة، ويدعم الإرهابيين في سورية، ولا سيما في إدلب”، مشيراً إلى أن هذه السياسات لا تصب في مصلحة الشعب التركي، وأضاف: “أردوغان أرسل الجيش التركي إلى إدلب لحماية إرهابيي “جبهة النصرة”، محوّلاً بذلك تركيا إلى دولة حامية وراعية للإرهاب””، داعياً أردوغان للمثول أمام البرلمان التركي للكشف عن علاقته المباشرة مع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي.
كما أكد نائب رئيس الوزراء ووزير المالية الأسبق عبد اللطيف شنار أن مواصلة أردوغان سياساته الحالية إزاء سورية وليبيا من شأنه أن يؤدي إلى دمار تركيا، مشيراً إلى أن أردوغان يرى الوضع في المنطقة فرصته الثمينة لتسويق أوهامه في إحياء الخلافة والسلطنة العثمانية والتي شجعتها بعض العواصم الغربية، فيما وصف وزير الثقافة التركي الأسبق، نامق كمال زايباك، سياسات أردوغان في سورية وليبيا والمنطقة بأنها “سياسات إخوانية فاسدة بكل المعايير والمقاييس”، لافتاً إلى أن أردوغان هو رئيس فرع تنظيم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في تركيا.