قوات الاحتلال التركي تستهدف طائرتين سوريتين.. والطيارون بخير إغلاق المجال الجوي في المنطقة الشمالية الغربية.. وإسقاط 3 طائرات مسيّرة للنظام التركي في إدلب
أعلن مصدر عسكري أنه تمّ إغلاق المجال الجوي فوق المنطقة الشمالية الغربية من سورية، وخاصة فوق محافظة إدلب، وسيتم التعامل مع أي طيران يخترق مجالنا الجوي على أنه طيران معاد يجب إسقاطه ومنعه من تحقيق أهدافه العدوانية، فيما أسقطت قواتنا الباسلة 3 طائرات مسيّرة للنظام التركي في منطقة إدلب، في وقت تصدّت دفاعاتنا الجوية لطائرات مسيّرة معادية في أجواء مدينة حماة.
يأتي ذلك فيما تعرّضت طائرتان سوريتان أثناء تنفيذهما مهمة ضد مواقع التنظيمات الإرهابية في منطقة إدلب للاستهداف من قبل طيران الاحتلال التركي الإرهابي، وهبط الطيارون بالمظلات بسلام، في وقت طالبت 543 شخصية سياسية وإعلامية وأكاديمية وفنية وحقوقية ونقابية تركية أردوغان بسحب قواته من سورية فوراً، مؤكدين رفضهم لسياساته في إدلب وسورية عموماً.
وفي التفاصيل، ذكر مصدر عسكري أن “قوات النظام التركي تستمر بتنفيذ أعمال عدوانية ضد قواتنا المسلحة العاملة في محافظة إدلب وما حولها ،سواء باستهداف مواقع جنودنا الذين يواجهون الإرهابيين بشكل مباشر أو عبر تقديم جميع أنواع الدعم للتنظيمات المسلحة المصنّفة على لائحة الإرهاب وفق القانون الدولي”، ولفت إلى أن “هذه الأعمال العدوانية التركية المتكرّرة لن تنجح في إنقاذ الإرهابيين من ضربات الجيش العربي السوري، وهي تثبت تنصّل النظام التركي من جميع الاتفاقات السابقة، بما في ذلك مذكرة سوتشي”.
وأضاف المصدر: “انطلاقاً من التزام الجيش العربي السوري بواجباته الدستورية والوطنية في الدفاع عن سيادة الدولة وحماية أمنها وسلامة أراضيها فإن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تعلن عن إغلاق المجال الجوي لرحلات الطائرات ولأي طائرات مسيّرة فوق المنطقة الشمالية الغربية من سورية، وخاصة فوق محافظة إدلب، وسيتمّ التعامل مع أي طيران يخترق مجالنا الجوي على أنه طيران معاد يجب إسقاطه ومنعه من تحقيق أهدافه العدوانية”.
من جانبه، قال رئيس مركز المصالحة الروسي في سورية، أوليغ جورافلوف، إن روسيا لا يمكنها ضمان أمن الطيران التركي في سورية بعد إغلاق المجال الجوي فوق إدلب، وذكر أن الحكومة السورية اضطرت للجوء إلى مثل هذه الخطوة، على خلفية تدهور الوضع بشدة في المجال الجوي للمحافظة السورية المذكورة.
هذا وأسقطت وحدات الجيش العربي السوري 3 طائرات مسيرة للنظام التركي حتى الآن خلال عملياتها ضد التنظيمات الإرهابية بريف إدلب، وذكر مراسل سانا أن وحدة من الجيش تعاملت خلال عملياتها ضد التنظيمات الإرهابية مع عدد من الطائرات المسيرة التي تتبع للنظام التركي وتمكنت حتى الآن من إسقاط 3 طائرات فوق منطقة إدلب، ولفت إلى أن “الدفاعات الجوية تصدّت لعدة طائرات مسيّرة معادية في أجواء مدينة حماة”.
وفي وقت سابق، تعاملت وحدة من الجيش مع طائرة مسيّرة للنظام التركي وتمّ إسقاطها فوق منطقة سراقب، حيث أظهرت لقطات فيديو مصوّرة تمّ تداولها من قبل وسائل الإعلام لحظة سقوط الطائرة.
وأشار مراسل سانا إلى أن النظام التركي يعتمد بشكل رئيسي في دعم المجموعات الإرهابية على المسيّرات المتطورة التي تقدّم الإسناد الناري وكذلك المعلومات الاستطلاعية والتوجيهية لهجمات الإرهابيين.
في الأثناء، أفاد مصدر عسكري بأنه “في تمام الساعة 13.25 من هذا اليوم (أمس) وبينما كانت طائرتان سوريتان تنفذان مهمة ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة في منطقة إدلب قام الطيران الحربي التركي باعتراض الطائرتين وإسقاطهما فوق الأراضي السورية وقفز الطيارون بالمظلات بسلام”.
إلى ذلك وجهت وحدات من الجيش ضربات صاروخية مكثّفة ضد التنظيمات الإرهابية على محوري سراقب بريف إدلب الجنوبي الشرقي وعلى اتجاه داديخ، فيما نفذت وحدات أخرى استهدافات بالمدفعية والصواريخ ضد تحركات الإرهابيين وخطوط إمدادهم على محور كنصفرة في عمق الريف الجنوبي.
وخلال تمشيطها المناطق المحررة من الإرهاب بريف إدلب الجنوبي، تمكنت وحدات الجيش من ضبط شبكة من الانفاق بالريف الشمالي لمعرة النعمان تحتوي على مقرات إقامة وتدريب للمجموعات الإرهابية وتصنيع الذخائر والقذائف والعبوات الناسفة، وقال قائد ميداني: “أثناء التمشيط تمّ العثور على معسكر تدريبي يتبع لإرهابيي “فيلق الشام” ويحوي مقر قيادة وذخائر متنوعة من الهاونات من مختلف العيارات ومنها هاون عيار 82 وهاون عيار 62 وقذائف هاون عيار 120 إضافة إلى ذخائر من م. ط المتنوعة ورشاشات متنوعة من مختلف العيارات وقذائف بي ام بي وذخائر لأسلحة متوسطة ورشاشات متوسطة”، وأضاف: إن المقر مجهز تجهيزاً هندسياً جيداً وهو ما بدا واضحاً من خلال حجم الجدران إضافة للعمق الذي يتواجد فيه، كما تمّ اكتشاف الكمامات والأقنعة الواقية وهي مغلفة تستخدم من قبل مستخدمي السلاح الكيميائي والمجموعات الإرهابية ومصدرها غربي يدل على ذلك الكتابات الموجودة عليها.
وعثرت وحدات الجيش أيضاً على نفق عميق جداً “نحو 30 درجة تحت الأرض” خصص لإقامة الإرهابيين وعناصرهم على مقربة من مستودعات الأسلحة والذخيرة.
الحسكة بلا مياه لليوم السابع
بالتوازي، يستمر الاحتلال التركي ومرتزقته من الإرهابيين بقطع مياه الشرب عن مدينة الحسكة والتجمعات السكانية التابعة لها لليوم السابع على التوالي، وأكد مدير عام المياه في الحسكة “استمرار مشكلة قطع مياه الشرب عن مدينة الحسكة”، مبيناً أن عملية الضخ التي جرت إلى حي النشوة توقّفت بعد ساعتين بسبب عدم السماح لعاملي المؤسسة بالدخول إلى المحطة وتشغيلها لضمان استمرارية الضخ، وأشار إلى “الإجراءات المتخذة لتأمين مياه الشرب للأهالي والمتضمنة نقل مياه الشرب من آبار تل براك ونفاشة عبر الصهاريج إلى أحياء مدينة الحسكة بالتعاون مع المنظمات الدولية ريثما تتم إعادة الضخ من محطة آبار علوك التي تعد المصدر الأساسي لتأمين مياه الشرب لنحو 700 ألف نسمة في مدينة الحسكة والتجمعات السكانية التابعة لها”.
وكانت محطة مياه علوك تعرضت لاعتداءات قوات الاحتلال التركي ومرتزقته أكثر من مرة ما أدى إلى انقطاع المياه عن مدينة الحسكة.
الكرملين: مواصلة الحرب على الإرهاب
سياسياً، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن وجود أي قوات على أراضي سورية دون موافقة حكومتها غير شرعي، وأوضح بيسكوف أن القوات الروسية موجودة في سورية على أساس قانوني بناء على طلب من الحكومة السورية.
وتشارك القوات الجوية الروسية منذ الـ 30 من أيلول عام 2015 بناء على طلب من الجمهورية العربية السورية في دعم جهود الجيش العربي السوري في حربه على التنظيمات الإرهابية.
وجدد بيسكوف التأكيد على ضرورة مواصلة الحرب على الإرهاب في سورية ولا سيما في إدلب، مشدّداً على أن النظام التركي لم ينفذ التزاماته بموجب اتفاقات سوتشي، مشيراً إلى أن عمليات الجيش العربي السوري جاءت رداً على اعتداءات التنظيمات الإرهابية المتواصلة على المدنيين ومواقع الجيش السوري وقاعدة حميميم.
من جهة ثانية أشار بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيبحث مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان خلال لقائهما في موسكو هذا الأسبوع تنفيذ اتفاقات سوتشي بشأن إدلب.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد خلال مؤتمر صحفي أن النظام التركي لم ينفذ التزاماته بموجب اتفاقات سوتشي حول إدلب وعليه تنفيذها.
وفي برلين، نظمت الجالية السورية في ألمانيا لقاء تضامنياً مع بواسل الجيش العربي السوري، الذين يخوضون أشرف المعارك في الحرب على الإرهاب وداعميه حتى تحرير آخر شبر من الأرض السورية.
وأكد عدد من ممثلي الفعاليات والمنظمات المشاركين باللقاء أهمية الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري بوجه الإرهاب وذوداً عن حق السوريين في العيش بوطنهم بسلام وأمن وسيادة، منوّهين بدعم الدول الحليفة لسورية في هذه الحرب.
ولفت القائم بالأعمال في السفارة السورية الدكتور بشار الأسعد خلال اللقاء إلى أن تضامن الجالية السورية في ألمانيا ووقوفها مع الجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب يأتي في سياق التفاف السوريين عموماً في الوطن والمغتربات حول قيادتهم وجيشهم لتحقيق النصر المؤزر في هذه الحرب، موضحاً أن أبواق الدعاية في الدول الراعية للإرهاب لم تعد قادرة على حجب صورة تلاحم الشعب مع جيشه وقيادته بغربال الإعلام المغرض.
شارك في اللقاء التضامني بمقر السفارة السورية في برلين ممثلون عن جاليات عربية وصديقة عبروا عن تضامنهم مع سورية وجيشها في محاربة الإرهاب.
وفي الداخل يؤكّد السوريون أن سورية تشهد مرحلة جديدة من مراحل المؤامرة، وهي دخول الأصلاء مكان العملاء في العدوان، فالدخول التركي المباشر في المعركة يعد اعتداء على سورية، كونها دولة ذات سيادة، لافتين إلى أن كل الدماء التي تسفك الآن على الجبهات يتحمّل مسؤوليتها النظام التركي الداعم للإرهابيين، وأضافوا: نستغرب اليوم كيف يمكن للمدعو أردوغان أن يكذب في مسألة طلب الشعب السوري منه التدخل في شؤون سورية، وهو في الوقت ذاته من أرسل جنوده للوقوف ضد الجيش العربي السوري إلى جانب الإرهاب، وأشاروا إلى أن أردوغان حالم صغير وكاذب كبير، وما يصدر عنه من تصريحات هو افتراء وكذب يظن من خلالها أنه يخدع الرأي العام العالمي لتبرير عدوانه على سورية، مؤكدين أن أبناء سورية سيدافعون عن وطنهم ويسقطون أطماع السلطنة العثمانية، التي باتت من الماضي الأسود.
وفي تركيا، أطلق حزب العمال حملة لجمع التواقيع في عدد من الولايات التركية تنديداً بالعدوان الذي يشنه أردوغان على سورية، مؤكداً ضرورة التصدي لسياسات الأخير المتهورة حيال سورية خاصة والمنطقة عموماً.
ونشر الحزب العديد من أعضائه في الشوارع الرئيسية في أنقرة وإسطنبول وأزمير وعدد من الولايات الأخرى لجمع تواقيع الأتراك الرافضين بأغلبيتهم العدوان على سورية.
ويعرب بيان الحزب، الذي يتم جمع التواقيع لصالحه، عن الرفض لسياسات أردوغان الرعناء ضد سورية ودعمه وحمايته الإرهابيين فيها، ولا سيما في محافظة إدلب، مؤكداً أن مواقف أردوغان لا تمثّل الشعب التركي وإنما تمثله وحزبه المتماهي مع التنظيمات الإرهابية.
وأوضح البيان أن عدوان النظام التركي على سورية يأتي خدمة للمخططات الإمبريالية في المنطقة وضد مصالح الشعبين التركي والسوري وباقي شعوب المنطقة.
وكان الحزب استنكر في الثاني والعشرين من الشهر الماضي سياسات أردوغان الاستفزازية تجاه سورية، مؤكداً ضرورة سحب قوات النظام التركي من أراضي سورية بشكل كامل واحترام سيادتها ووحدة ترابها.
وخلال حملة الكترونية لجمع التواقيع، 543 شخصية سياسية وإعلامية وأكاديمية وفنية وحقوقية ونقابية طالبت أردوغان بسحب قواته من سورية فوراً، مؤكدين رفضهم لسياساته في إدلب وسورية عموماً.
واعتبر المشاركون في الحملة، الذين يمثّلون كل فئات المجتمع التركيـ أن تدخل أردوغان في إدلب عمل لا يليق بسمعة الدولة التركية، التي تحوّلت إلى أداة بيد الدول الامبريالية، وحامية للإرهاب.
وتوقّع المشرفون على الحملة أن تستمر هذه المبادرة مع تواصل سياسات أردوغان العدوانية والاستفزازية في إدلب، وناشدوا كل الشرفاء المدافعين عن السلام والصداقة بين الشعوب للمشاركة في هذه الحملة.
وكان ممثلو عدد من الأحزاب والشخصيات في تركيا أكدوا قبل يومين مسؤولية أردوغان عن مقتل 33 جندياً تركيا خلال عمليات الجيش العربي السوري ضد التنظيمات الإرهابية في محافظة إدلب، ونددوا بحملات هذا النظام وإعلامه التضليلية ضد سورية وروسيا.
وفي برلين، أكد المؤرخ الأوروبي المعني بشؤون الشرق الأوسط، غوتز آلي، أن ما يقوم به النظام التركي في سورية مخالف للقانون الدولي، مشدداً على أهمية العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش السوري بدعم من روسيا للقضاء على الإرهابيين في محافظة إدلب، وبيّن، في حديث لموقع فونكه كولتور الإخباري الألماني، أنه لا يرى أي بديل عن عمليات الجيش السوري للقضاء على الإرهابيين في إدلب، التي باتت مركزاً للإرهابيين، ولا سيما من “جبهة النصرة”، الذين يستهدفون مدينة حلب بالأسلحة.
وشبّه المؤرخ عمليات تحرير إدلب من الإرهابيين بعمليات تحرير مدينة الموصل العراقية من إرهابيي تنظيم “داعش” قبل عامين ونصف العام، والتي حظيت وقتها بدعم من الولايات المتحدة وحلف الناتو، مشدّداً على ضرورة إجبار الإرهابيين الموجودين في إدلب على وقف اعتداءاتهم وإلقاء أسلحتهم.
بدوره انتقد النائب الألماني وخبير الشؤون الخارجية بيجان جير ساراي ممارسات النظام التركي في سورية، مشدداً على وجوب عدم السماح لهذا النظام بالاستمرار بالابتزاز والضغط على أوروبا بشأن ملف المهاجرين، ووصف، في مقابلة مع مجموعة فونكه الإعلامية الألمانية، ما يقوم به النظام التركي في سورية بأنه “مخاطرة ومجازفة كبيرة”، مؤكداً على وجوب اعترافه بالأخطاء التي ارتكبها ويرتكبها ومحاولة إيجاد طريق للخروج من الوضع الصعب الذي أوجد نفسه فيه بعيداً عن الحملات الإعلامية التي يقوم بها، ولفت ساخراً إلى رد فعل دول حلف الناتو الداعم قولاً للنظام التركي، مبيناً أن رد فعل الناتو يتلّخص كالتالي: “إننا معك بالقول لكن بالفعل يجب أن ترى بنفسك كيف يمكنك الخروج من هذا الوضع”.
وفي لبنان، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب اللبناني حسن فضل الله أن المشروع الإرهابي في المنطقة مني بهزيمة كبرى بفضل صمود سورية وجيشها ومحور المقاومة، وأوضح أن سورية تخوض معركة الكرامة والسيادة في حربها على الإرهاب في الشمال وتواجه المشروع الإرهابي والدول الداعمة له، وعلى رأسها الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة.