المســـــتوى اللغــــــوي بين الواقــــع والطمـــوح في جامعـــة تشـــــــــرين
بمناسبة اليوم العربي للغة العربية الذي يصادف في الأول من شهر آذار احتفت جامعة تشرين بلغة الضاد ضمن فعالية حوارية تشاركية بين قسم اللغة العربية في كلية الآداب ومديرية التربية في محافظة اللاذقية استهلت بندوة حملت عنوان “المستوى اللغوي في كلية الآداب– الواقع والطموح” افتتحها د. بسام حسن رئيس الجامعة بالتأكيد على ضرورة تركيز جهود الباحثين في الجامعة على الاهتمام باللغة العربية وتطويرها لا سيما في المجالات التقنية كالهندسات والطب، وأشار إلى أهمية توجيه الأبحاث والمناهج نحو جاذبية اللغة العربية والترجمة في التعليم للحفاظ عليها في ظل عصر العولمة ومحاولات طمسها وتهميشها.
وأوضح د.عدنان أحمد أن اللغة انتماء والنسب الممتد إلى جذور الأمة وإنها ملامح الأمة وتاريخها على اللسان، وعلى هذا النحو تكون اللغة صورة الذات في الوجود، ونسعى اليوم لنتبيّن المستوى اللغوي لطلبة كليّة الآداب محاولين الوقوف على بعض المشكلات التي يواجهونها ساعين إلى معرفة أسبابها لعلّ في ذلك ما يعين على حلّها.
وتحدث د.طلال حسن عن العلاقة بين طلاب كلية الآداب واللغة العربية في محاولة لتحديد أسباب سوء العلاقة بينهما وإمكانية إصلاح ذات البين وأوضح أن اللغة كائن يستمدّ نبضه وروحه من حياة الناطقين بها فهي تغتني بغناهم وتقوى بقوتهم، فاللغة تشكّل المكوّن الأكثر أهمية من مكونات الهوية حيث تسهم في تشكيل الوعي المشترك ففيها يتلاقى تراث الجماعة وأحلامهم وتاريخهم وإبداعهم ونهضتهم، فلغتنا العربية شأنها شأن اللغات الحيّة الأخرى عاشت فترات ضعف وفترات قوة وغنى وتطورت وارتقت وأصبحت لغة الثقافة والحضارة.
وحول إشكالية العلاقة بين طلاب كلية الآداب في الجامعة وبين لغتهم الأم أوضح د.حسن أن غالبية طلاب كلية الآداب قد دخلوا أقسام الكليّة من دون رغبة إذ أن علامات الثانوي هي التي تحدد الفرع الذي يدرسه الطالب في الجامعة، وأغلبية طلبة كلية الآداب لم يتمكنوا خلال مراحل الدراسة السابقة (التعليم الأساسي والثانوية) من الوصول إلى المستوى المطلوب لامتلاك ناصية اللغة بسبب طبيعة المناهج التي تعلموا وفقها أو بسبب ضعف إمكانيات من يقوم بالتدريس، لذلك غالبا ما يبذل الأستاذ الجامعي جهده لإيصال المعلومة وفي سبيل ذلك يلجأ إلى استخدام العاميّة لأنها الأكثر قربا من ذهن الطالب، وأشار المحاضر إلى الأثر السلبي للتطورات العلمية وخاصة في مجال الاتصالات (الهاتف النقّال) والانترنت حيث استهلكت الوقت الكافي الذي كان يمكن للإنسان أن يوظّفه للحياة الاجتماعية والاختلاط الحقيقي بالواقع الحقيقي وليس بالواقع الافتراضي وفي ممارسة القراءة وفي تمتين العلاقة بالكتاب، وأكدّ د.حسن أن المطلوب من الطالب الجامعي امتلاك المهارات اللغوية الأساس وهي القراءة والفهم الصحيح والتعبير السليم وكلها مهارات تحتاج إلى ممارسة وتراكم خبرات.
وتحدث د.مالك ياسين عن دور الأسرة والتلفاز حيث أن الأسرة تمثّل البيئة الاجتماعية المحيطة بالطفل وتطبع لغته بطابعها مكوّنة رصيده اللغوي، وأشار إلى تأثير التلفاز ومسؤولية الأهل في توجيه الطفل ورعايته، حيث تتجلّى هنا مسؤوليتهم اللغوية، وأوضح أنه برغم ذلك لايمكن عدّ التلفاز وسيلة تنمية لغوية لأن حال الطفل تكون مقتصرة على التلقي السلبي في الأغلب الأعم فيسمع الطفل من التلفاز ولايتفاعل معه لغويا إنما يقتصر تفاعله على المتابعة التي تستدعيها أحداث البرامج المشاهدة أو متابعة تأثيرات الصورة أو التقنية الحديثة، وهذا يقود إلى أن التلفاز لايدفع الطفل إلى التكلم باللغة العربية الفصيحة تكلّما متقنا وطليقا كطلاقة كلامه العامي إلاّ إذا وجّه المشرفون عليه وأصحاب الاختصاص برامجه توجيها تعليميا مدروسا ومنظّما لتنمية الحصيلة اللغوية الفصيحة .
وتم خلال الاحتفالية تكريم الدكاترة سامي عوض وعبد الكريم يعقوب لجهودهما في تأسيس قسم اللغة العربية، وتم تقديم لوحة فنية من أداء أطفال مدرسة الشهيد روبين قدسي بعنوان (لغتنا هويتنا) فرحاً واعتزازاً باللغة العربية .
مروان حويجة