صحفيو “سبوتنيك” آخر ضحايا حملة القمع الأردوغانية
بعد إرهاب الإعلام التركي، وتحويله إلى أداة بيده لنقل أكاذيبه والحديث عن أحلامه العثمانية، انتقل نظام أردوغان وزمرته الإرهابية إلى شن حملة على وسائل الإعلام الدولية المتواجدة على الأراضي التركية، في محاولة لإسكاتها، ومنعها من بث أي معلومة عن الواقع التركي، وهذه المرة كان مراسلو وكالة سبوتنيك الروسية ضحية “القمع الأردوغاني”، تحت ذريعة الإساءة لـ “الدولة العليّة”.
وفي التفاصيل، فقد اعتقلت سلطات الأمن التركية التابعة لنظام رجب طيب أردوغان أربعة من الصحفيين العاملين في وكالة سبوتنيك الروسية في أنقرة بزعم كتابة أخبار “تسيء للدولة التركية”.
وجاء هذا الاعتقال بعد تعرّض منازل الصحفيين الليلة قبل الماضية لاعتداء من قبل مجموعة من أتباع حزب العدالة والتنمية الحاكم وحليفه حزب الحركة القومية.
وأعربت رئيس تحرير وكالة الأنباء سبوتنيك، مارغاريتا سيمونيان، عن استيائها إزاء اعتقال سلطات النظام التركية لموظفي الوكالة، وكتبت على حسابها في تويتر: “جاءت الشرطة إلى مكتبنا في اسطنبول.. وتمّ احتجاز موظف، وهناك ثلاثة آخرون محتجزون لدى شرطة أنقرة.. حيث اقتحم أشخاص مكتبهم”، متسائلة عن الهدف من هذه الاعتداءات.
وأشارت سيمونيان، في تغريدة سابقة، إلى أن مجموعة أشخاص مجهولين هاجموا منازل موظفي وكالة سبوتنيك في أنقرة، مردّدين شعارات تضمّنت تهديدات وإهانات، وحاولوا فتح الأبواب عنوة واقتحام المنازل.
وأوضحت وكالة سبوتنيك أنه تمّ نقل الصحفيين الثلاثة العاملين في وكالة سبوتنيك تركيا إلى قصر العدل في أنقرة، حيث سيدلون بشهادات أمام المدعي العام، فيما كشف ممثل وكالة “سبوتنيك تركيا” عن قيام شرطة النظام التركي بتفتيش مكتب الوكالة في إسطنبول دون ذكر الأسباب.
إلى ذلك ذكرت صحيفة سوزجو التركية أن الشرطة أوقفت صحفيي سبوتنيك بعد تقرير نشرته الوكالة تتحدّث فيه عن لواء اسكندرون، وتؤكّد أنه “المنطقة المسروقة من سورية”،” فيما أشارت صحيفة زمان التركية المعارضة إلى أن تقرير سبوتنيك فتح الحديث عن أطماع أنقرة لاحتلال أراض سورية جديدة.
وفي أول تعليق، ندّدت وزارة الخارجية الروسية بهجوم أجهزة النظام التركي واعتقالها الصحفيين المتعاونين مع وكالة سبوتنيك الروسية في أنقرة، ووصفته بأنه “انتهاك صارخ لحقوق الصحفيين”، ودعت في بيان، نقله موقع “روسيا اليوم”، النظام التركي إلى تحمّل مسؤوليته وتأمين سلامة ممثلي وسائل الإعلام الروسية على الأراضي التركية.
كما أكد البيان أن صحفيين من وسائل الإعلام الروسية “يتعرّضون لتهديدات باستخدام القوة، ووجّهت إليهم مطالب بالتوقّف عن أنشطتهم المهنية”، مشيراً إلى أنه “بحسب المعلومات الموجودة، فإنهم يتواجدون في مقر إحدى الأجهزة الأمنية التركية، ويزيد الوضع صعوبة هو عدم وجود إمكانية للتواصل معهم”.
بدوره دعا اتحاد الصحفيين الروس السلطات التركية إلى التحقيق الفوري في حادث احتجاز صحفيي “سبوتنيك تركيا” وتقديم الجناة إلى العدالة.
كما أدان مسؤول منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المختص بشؤون حرية وسائل الإعلام ارليم ديزير اعتقال سلطات نظام أردوغان لصحفيي سبوتنيك.
وكتب ديزير على حسابه في تويتر: “أدين محاولة الهجوم على صحفيي سبوتنيك في أنقرة والتهديدات الصادرة بحقهم، كما أنني أشعر بالقلق إزاء احتجازهم بسبب مقال.. وأحث السلطات التركية على ضمان سلامة الصحفيين الأجانب”.