الانتخابات الإسرائيلية.. المجتمع الصهيوني يزداد عنصرية
ما آلت إليه انتخابات “الكنيست” من نتائج، بترجيح عودة مجرم الحرب المتطرّف بنيامين نتنياهو لرئاسة حكومة الاحتلال لفترة جديدة، لم يكن مدهشاً أو مثيراً للاستغراب، وإنما هو نتيجة طبيعية لمجتمع ظاهره يتنافس بين تيارات وأحزاب صهيونية، تحمل تسميات مختلفة، ولكنها تتوحّد في الموقف العنصري المتطرّف حيال الفلسطينيين وقضيتهم العادلة وحقوقهم.
النتائج غير النهائية للانتخابات الإسرائيلية أظهرت تقدّم معسكر اليمين برئاسة نتنياهو على المعسكر المؤيد لرئيس “حزب أزرق أبيض”، بني غانتس، مع ما يعنيه ذلك من صعود أسهم رئيس حزب الليكود نتنياهو لتأليف الحكومة المقبلة، وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنه “بعد فرز 97% من الأصوات النتيجة هي 59 مقعداً لليمين و54 للوسط واليسار و7 مقاعد لإسرائيل بيتنا”.
وتعليقاً على تلك النتائج، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، في مستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء التي عقدت في مدينة رام الله، أن “هذا الأمر يدل على أن المجتمع الإسرائيلي يزداد يمينية، وأن الائتلاف الذي قد يتشكّل هو ائتلاف لضم الأراضي الفلسطينية، والاعتداء على الشعب الفلسطيني”، وأكد أن “المرحلة المقبلة فيها تحديات بارتفاع وتيرة الاستيطان والتوسيع الاستيطاني وضم الأغوار، وتحويل المدن والقرى الفلسطينية إلى “بانتوستانات”، كما سيستمر الائتلاف بقرصنة أموالنا بشكل أو بآخر”.
وكان نتنياهو واصل المتاجرة بحقوق الشعب الفلسطيني كسلعة انتخابية، متعهّداً بتكثيف الاستيطان بالقدس المحتلة في حال فوزه بالانتخابات التشريعية، وأضاف: إنه سيعلن إحلال السيادة على غور الأردن قريباً، في استخفاف واستهتار وتحدٍ لإرادة المجتمع الدولي ومؤسساته وقراراته ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
وبعد نتائج الانتخابات، تباهى نتنياهو بتنمية علاقاته مع أنظمة عربية، واعتبر أنه لا يتحدّث عبثاً عندما قال: إنه سيصنع اتفاقيات “سلام” مع دول عربية وصفها بـ”الرائدة”، مؤكداً أنها “مسألة وقت فقط”!، فيما عبّر غانتس عن “خيبة أمله”، تعقيباً على حلول حزبه في المركز الثاني.
وعلّق ما يسمّى وزير الأمن الإسرائيلي، نفتالي بينت، على النتائج الأولية بالقول: “اليمين انتصر، ونحن سنهتم بأن ينتصر أيضاً طريق اليمين”، فيما اعتبر أمين سر منظمة التحرير، صائب عريقات، أن فوز نتنياهو في الانتخابات “يعني استمرار الاستيطان والضم والأبارتيد”، وأكد أن نتنياهو “قرر أن يستمر الاحتلال”، معتبراً أن الصراع “هو ما يجلب التقدّم والازدهار لإسرائيل”.
من ناحيته، شدد القيادي في حركة الجهاد، داوود شهاب، على “عدم التعويل على تغيير في السياسة الإسرائيلية”.
أمّا القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جميل مزهر، فقال: إن “نجاح المجرم نتنياهو أو القاتل جانيس لا يقدّم شيئاً للشعب الفلسطيني”، مؤكداً أنهما “وجهان لعملة واحدة، وبرنامجهما الأساسي هو المزيد من القتل والدمار”، فيما قالت فصائل المقاومة الفلسطينية: “إن النتائج مؤشّر على أن مزاج المجتمع الصهيوني يتجه نحو التطرّف والعنصرية ضد الفلسطينيين”.
أما الشارع الفلسطيني، فاعتبر أن الانتخابات لن تغيّر من الواقع شيئاً، فهناك احتلال وعدوان قائمين مهما تعاقبت الحكومات الإسرائيلية، داعياً جميع الفصائل إلى الوحدة لمواجهة المشاريع الإسرائيلية وصفقة ترامب-نتنياهو.
وكانت التوقّعات قد أشارت احتمال حصول انشقاقات في كتلة الليكود جراء الانقسامات التي ظهرت على خلفية قضايا الفساد الموجّهة لـ”نتنياهو”.
ميدانياً، تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين بقصد تهجيرهم وتشريدهم والاستيلاء على أراضيهم، إذ توغّلت قوات الاحتلال برفقة أربع آليات عسكرية وجرافة في أراضي الفلسطينيين شرق رفح جنوب قطاع غزة المحاصر، وقامت بتجريف أراضي الفلسطينيين، كما أطلقت قنابل الغاز السام تجاه المزارعين الفلسطينيين في منطقة سريج شرق بلدة القرارة جنوب القطاع، ما اضطرهم إلى مغادرة أراضيهم.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينتي طولكرم والخليل وبلدة العيسوية شمال القدس المحتلة ومخيم عين السلطان في أريحا بالضفة الغربية، واعتقلت ستة فلسطينيين.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت، أول أمس، خمسة فلسطينيين في الضفة.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال برفقة عدد من الجرافات بلدة حزما شمال شرق مدينة القدس المحتلة وهدمت منزلاً، فيما اقتحم 64 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.