لافروف قبيل اجتماع بوتين-أردوغان: مستمرون في دعم سورية
قبيل الاجتماع المقرر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، غداً الخميس، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على أن بلاده ستواصل دعم سورية في حربها على الإرهاب حتى القضاء عليه بشكل نهائي، وشدد: “لا يمكن استغلال موضوع اللاجئين على حساب مواصلة مكافحة الإرهاب في سورية، وحل هذا الموضوع يكون عبر تنفيذ اتفاقات سوتشي حول إدلب”، فيما أكد رئيس حزب العمال التركي، آركان باش، أن الوضع في إدلب نتاج لسياسات أردوغان القائمة على دعم الإرهابيين فيها، مشيراً إلى أنه “من حق الشعب التركي، وخاصة عائلات الجنود الموجودين في إدلب، أن يعرفوا لماذا يرسل أولادهم إلى هناك، ولماذا هم يحمون الإرهابيين في سورية؟!”. وشدد لافروف، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفنلندي بيكا افيكو في هلسنكي، على ضرورة القضاء على التنظيمات الإرهابية في إدلب، وأشار إلى أن روسيا شاركت في الحرب على الإرهاب في سورية بناء على طلب الحكومة السورية، مضيفاً: إن بعض الدول الغربية تدعم الإرهابيين، وتستخدمهم أداة لتحقيق أجندات جيوسياسية. وتشارك روسيا في الحرب على الإرهاب دعماً لجهود الجيش العربي السوري منذ الثلاثين من أيلول عام 2015 بناء على طلب من الحكومة السورية، وتم خلال هذه الفترة تكبيد التنظيمات الإرهابية خسائر فادحة.
إلى ذلك أكد كبير الباحثين في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الروسية يوري زينين أن عدوان النظام التركي على سورية جاء كمحاولة من أردوغان لعرقلة الانتصارات التي يحققها الجيش السوري على الإرهابيين، وأشار إلى أن أردوغان يدعم الإرهابيين في محاولة لإنقاذهم عبر أساليبه الملتوية والمراوغة التي يكرر استخدامها، موضحاً أن رئيس النظام التركي فوجئ ببطولات الجيش العربي السوري وخبرته الكبيرة التي اكتسبها خلال حربه على الإرهاب الدولي في مختلف الظروف.
بدوره أكد الباحث العلمي الأقدم في أكاديمية العلوم العسكرية الروسية فلاديمير بروخفاتيلوف أن أردوغان يستثمر في الإرهابيين، ويوظّفهم في حربه العدوانية على سورية من أجل تحقيق أحلامه العثمانية، ولكن أحداً لن يسمح له بذلك، ونوّه ببطولات الجيش السوري في معاركه ضد الإرهابيين المدعومين من أردوغان، موضحاً أنه رغم جميع الصعاب والظروف شديدة الوطأة استطاع الجيش السوري تعزيز قدرته العسكرية وروحه المعنوية، وهو يحمي وطنه باقتدار بمساندة ومساعدة الحلفاء والأصدقاء، وفي مقدّمتهم روسيا وإيران وقوى المقاومة في المنطقة، ويحرر أراضي بلاده من الإرهابيين وجميع المعتدين الآخرين.
وفي الداخل التركي، جدد رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كيليتشدار أوغلو التنديد بالسياسات الفاشلة لأردوغان وتدخله في شؤون سورية، موضحاً أن الأخير أداة بيد القوى الامبريالية، وقال، في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه: “إن إدلب أرض سورية، وإن أردوغان أداة بيد القوى الامبريالية، لذا لا يمكن له أن يخدم وطنه، وهو يكذب على الشعب التركي دائماً”، لافتاً إلى أن أردوغان لا يهمه عدد القتلى من الجنود الأتراك الذين يسقطون في سورية طالما أنه أرسل جيشه إلى هناك من أجل مخططاته وأطماعه الخاصة، وتساءل مخاطباً أردوغان: “من قال لك اذهب وتدخل في سورية في بداية الأزمة، ولماذا قمت بتشكيل ما يسمّى “الجيش الحر” مع أمريكا، وهم ليسوا إلا مرتزقة قاتلوا ويقاتلون ضد وطنهم، وأنت تعرف أن الحرب في سورية خطر كبير جداً على تركيا مباشرة؟!”، وأضاف: “لقد أثبت أردوغان خلال السنوات الأخيرة أنه لا يفقه أي شيء في السياسة الخارجية، ولا يعي حقائق سورية والعالم العربي والشرق الأوسط”.
من جانبه، أكد رئيس حزب العمال التركي، آركان باش، أن أردوغان يخفي عن الشعب التركي حقيقة تدخلاته الاستفزازية والخطيرة في سورية، واستنكر قرار البرلمان التركي عقد جلسة مغلقة لمناقشة آخر التطورات في إدلب شمال سورية، مشدداً على أن الإصرار على جعل الجلسة مغلقة يظهر نية نظام أردوغان إخفاء الحقائق عن الشعب التركي بخصوص سياساته الاستفزازية والخطيرة في سورية، فيما طالب الصحفي التركي محمد علي غوللار أردوغان بالكف عن دعم الإرهابيين في إدلب وجوارها، محذّراً من أن هؤلاء “يشكّلون خطراً على تركيا أيضاً”، مشيراً إلى أن رئيس النظام التركي قدّم كل أنواع الدعم للتنظيمات الإرهابية، وسمح لعشرات آلاف الإرهابيين الأجانب بدخول سورية لارتكاب الجرائم بحق شعبها.
أوروبياً، أدان نائب رئيس الحزب الشيوعي التشيكي المورافي رئيس المجموعة البرلمانية التشيكية للصداقة مع سورية ستانيسلاف غروسبيتش عدوان النظام التركي على سورية الدولة ذات السيادة، ونوّه بما تبذله سورية في محاربة الإرهابيين والمتطرفين، ولا سيما في محافظة إدلب، مؤكداً أن الخطوات التي تقوم بها في هذا المجال مشروعة تماماً، معرباً عن التضامن الكامل مع سورية وشعبها في كفاحها من أجل الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها، فيما أكد نائب رئيس حركة الحرية والديمقراطية المباشرة عضو مجلس النواب التشيكي راديم فيالا أن نظام أردوغان بات يمثّل تهديداً هائلاً لأوروبا، وهو يستخدم المهاجرين كسلاح يبتز به دولها، كما أنه يحاول تحقيق أوهامه بالتوسع لإحياء الامبراطورية العثمانية البائدة، مشيراً إلى ما يقوم به أردوغان في هذا الصدد في كل من سورية وليبيا وقبرص واليونان.
وطالب فيالا باسم حركته بتنظيم استفتاء حول استمرار التشيك في عضوية حلف شمال الأطلسي “ناتو”، معرباً عن رفضه وجودها في الحلف إلى جانب دولة ديكتاتورية عدوانية مثل تركيا.
من جهتها أكدت عضو البرلمان الأوروبي عن تشيكيا كاترجينا كونيتشنا أن أردوغان يستغل ملف المهاجرين، ويستخدمهم كورقة ابتزاز ضد أوروبا، وذلك ردّاً على رفض دول الاتحاد الأوروبي مساعدته في حربه العدوانية ضد سورية.
عربياً، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة الوليد سكرية أن الدعم العلني الذي يقدّمه نظام أردوغان للإرهابيين في سورية واعتداءاته على أراضيها يكشف بشكل جلي حقيقة أهداف وأطماع هذا النظام ودعمه المتواصل للإرهاب في سورية، ولفت إلى أن النظام التركي أخل بالتزاماته بموجب اتفاق سوتشي، مشيراً إلى أنه رغم الدعم العسكري اللامحدود الذي يقدّمه هذا النظام للإرهابيين، إلا أن الجيش العربي السوري يحقق الإنجازات، ويدحر الإرهابيين في العديد من المناطق شمال سورية ما قضى على أوهام أردوغان، وأكد وقوف محور المقاومة إلى جانب سورية في حربها ضد الإرهاب وضد تدخلات النظام التركي لصالح الإرهابيين واعتداءات كيان الاحتلال الإسرائيلي عليها.
وفي مصر، أدان رئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري، الدكتور محمد أبو العلا، العدوان التركي على الأراضي السورية، مؤكداً أن تركيا دولة احتلال، وتجب محاكمتها ومحاصرتها إقليمياً ودولياً، وأوضح أن الجيش العربي السوري يتصدّى لقوات الاحتلال التركي، وأن هزيمة أردوغان وقواته مؤكدة وحتمية، وأضاف: إن سورية الصمود كما كانت مقبرة للعناصر الإرهابية ستكون مقبرة الأطماع التركية.
بدوره قال السيد الطاهر الهاشمي عضو المجمع العالمي لأهل البيت ونقيب أشراف البحيرة: إن العدوان التركي على سورية لن يحقق ما يحلم ويتوهم به أردوغان بفضل تضحيات وبطولات الجيش العربي السوري، وأضاف: إن سورية قادرة على دحر العدوان التركي كما دحرت الإرهاب وتنظيماته، مشدداً على أن أردوغان ومن معه من قوى الاستكبار العالمي لن يستطيعوا تحقيق مخططاتهم في المنطقة.
من جانبه استنكر عضو مجلس النواب، أبو المعاطي مصطفى أبو المعاطي، العدوان التركي على الأراضي السورية، مؤكداً أنه من حق الدولة السورية أن تدافع عن أراضيها وسيادتها في وجه العدوان التركي الإجرامي، فيما قال وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب أحمد أمبابي: إن تركيا دولة عدوان وإنها دأبت على الدوام الاعتداء على دول الجوار، وبيّن أن الجيش العربي السوري يخوض معركة الكرامة ضد العدوان والغزو التركي وأن الانتصار محتم للدولة السورية وجيشها في هذه الحرب ضد أطماع أردوغان التوسعية.
وفي اليمن، أكد مستشار المجلس السياسي الأعلى في اليمن أمين عام حزب الكرامة اليمني عبد الملك حسن الحجري وقوف الأحزاب الوطنية اليمنية إلى جانب الدولة السورية في مواجهة عدوان النظام التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى ضرورة دعم التحرك الشعبي المساند للجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب المدعوم من النظام التركي، فيما قال الأمين العام المساعد لحزب الحرية التنموي فاروق مطهر الروحاني: إن القوات التركية هي قوات غازية وإن لسورية حق الدفاع عن أراضيها في مواجهة أي غاز ومحتل وإرهابي، مضيفاً: ندين بشدة العدوان التركي على سورية، ونرفضه بشكل قاطع.
بدوره أدان حزب السلام الاجتماعي بأشد العبارات العدوان التركي، وكذلك دعمه للتنظيمات الإرهابية في سورية، وشدد على أن أردوغان يثبت عبر دعمه الإرهاب انتهاكه جميع تفاهمات سوتشي ومخرجات أستانا، فيما أكد الصحفي محمد شمسان أن كل محاولات النظام التركي استهداف الدولة السورية مصيرها الفشل رغم حشده مختلف التنظيمات والجماعات الإرهابية ومن مختلف دول العالم، مشيراً إلى أن أوهام أردوغان بالهيمنة وإحياء الامبراطورية العثمانية البائدة ستتحطم بفضل صمود الشعب السوري وبطولات جيشه الباسل.