“الحركة الحزبية وراهنية البعث” في محاضرة دخل الله: المرونة في الأفكار ومجاراة الواقع في تطوراته
دمشق- البعث:
أكد الرفيق عضو القيادة المركزية للحزب، الدكتور مهدي دخل الله، رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام، أن تنظيم الدورات المركزية يشكّل نقطة انطلاقة حقيقية في فكر الرفيق البعثي، وله الدور الكبير في تزويد الحزب بالكوادر والأطر القيادية.
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها الرفيق دخل الله بعنوان: “الحركة الحزبية وراهنية البعث”، في الدورة المركزية الثامنة عشرة التي تقيمها مدرسة الإعداد الحزبي المركزية في مدينة التل بريف دمشق، وهي الأولى هذا العام.
وأشار الرفيق دخل الله إلى أن الحركة الحزبية مازالت ضرورية، ولكن بأيديولوجية منفتحة، وليست جامدة، لافتاً إلى أن الأيديولوجيا لا يمكن أن تختفي، ولكن يجب أن تتغيّر، وبيّن أنه انتهى دور الأيديولوجيا الجامدة والقطعية، وأكد ضرورة المرونة في الأفكار ومجاراة الواقع في تطوراته وعدم الجمود، لأن الحياة في حالة تطوّر دائم ومستمر، وتتطلب منّا قراءة الواقع بعلمية ومنهجية.
وفيما يتعلق بالصراع، لفت إلى أنه لم ينته بعد، لأن الحركة المجتمعية تتضمّن تقاطعاً في المصالح، مؤكداً أن هذا النوع من الصراع غير واضح المعالم، فهو ليس صراعاً أيديولوجياً أو طبقياً كما كان في السابق، ولفت إلى أن تقاطع المصالح في الوقت الراهن أنتج نوعاً من الصراع في الدول المتقدّمة يشارك فيه كل الأغنياء والفقراء وجميع الطوائف.
واعتبر الرفيق دخل الله أن دور الأحزاب حالياً له أهمية كبيرة، باعتبار أن المجموعات الواعية المنظّمة هي وحدها القادرة على التخطي الفكري، معتبراً أن النظريات التي تحدّثت عن الصراع وعلاقته بالأيديولوجيا لم تكن صائبة إلى حد ما.
وتطرّق الرفيق دخل الله إلى ما جاءت به كلٌ من نظريتي “فوكوياما” و”هنتيغتون” اللتين تحدثتا عن الصراع، حيث رأى هنتيغتون أن الصراع موجود، وهو قائم بين ثقافات وحضارات عالمية، بينما ربط فوكوياما بين الصراع والأيديولوجيا، ورأى أنه ينتهي بمجرد انتهائها.