بارقة أمل في المصارعة
شهدت نهاية الأسبوع الماضي إقامة بطولة الجمهورية للمصارعة لفئة الشباب في محافظة اللاذقية وسط مشاركة كبيرة من مختلف المحافظات، مع تواجد معتاد لهيئة الجيش، حيث خرجت هذه البطولة عن المألوف تحكيمياً، وتنظيمياً، وفنياً، وقدمت بارقة أمل لمحبي اللعبة بأنها مازالت على قيد الحياة.
وعلى عكس العادة لم تشهد البطولة أي اعتراض على التحكيم، بل سارت النزالات بطريقة سلسة، وذلك بعد أن قام اتحاد اللعبة بتصوير كل النزالات بتقنية الفيديو وعرضها عبر شاشة، وعند أي شك في أي قرار تتم العودة للفيديو الذي أنصف اللاعبين المجتهدين، وقضى نهائياً على التحيز الذي كان موجوداً لمصلحة بعض المحافظات دائماً.
أما تنظيمياً فكان لحضور عضو المكتب التنفيذي المختص لكل مجريات البطولة الدور الأكبر في ضبط الأمور، وجعل اللجان المختصة تقوم بدورها على أكمل وجه، ليكون الجانب الفني هو الفائز الأكبر الحقيقي، فكان النجاح التنظيمي والتحكيمي بمثابة تمهيد لأرضية النجاح الفني، مع بروز خامات كبيرة بشهادة خبرات اللعبة التي أكدت أن المستوى كان عالياً، ولم تشهده مصارعتنا منذ سنوات طويلة.
وإذا أردنا أن نتحدث عن السلبيات فإن مجرد كون بعض أعضاء الاتحاد مدربين لمحافظات أو لاعبين رسم العديد من إشارات الاستفهام، فالواجب أن عضو الاتحاد هو مسؤول عن اللعبة وإنجاحها، لا أن يكون الهدف إبراز لاعبيه دون الالتفات لبقية اللاعبين، كما أن التراجع الرهيب الذي أصاب مصارعة دمشق شكّل حالة ذهول حول الأسباب التي جعلتها تحتل المراكز الأخيرة، رغم وجود كل الإمكانيات اللازمة، وتوفر الدعم المادي والمعنوي.
مصارعتنا عانت كثيراً في السنوات الماضية، لكنها اليوم تبدو بوجه فيه الكثير من التفاؤل، مع وجود رغبة حقيقية من القيادة الرياضية الجديدة لدفعها للأمام، وتقديم كل متطلبات نجاحها، على أمل أن ترتقي الكوادر لتكون على مستوى التوقعات، وتنبذ خلافاتها التي كلّفت اللعبة الكثير من التراجع والضعف.
مؤيد البش